الخميس 18 رمضان 1445 ﻫ - 28 مارس 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

2020... "باي باي" دولار!

دقّت ساعة الحقيقة، وحصل ما كان في الحسبان. قريباً لن يهرع اللبنانيون إلى المصارف لسحب الدولار، لأن المصارف بأكملها ستتوقّف عن مدّهم بالدولار “كاش”، بل سيحصلون على أرصدتهم بالليرة اللبنانية فقط لا غير، وبذلك ستكون العملة الخضراء فعلاً نادرة وصعبة.

ويعود سبب هذا الإجراء، ليس إلى عدم تواجد هذه العملة، كما برر مصدر في مصرف لبنان المركزي لـ”نداء الوطن”، بل إلى “وضع حدّ للسحوبات بالدولار للبنانيين لتخزينها في المنازل أو لسحبها بهدف صرفها لدى الصيارفة وتحقيق الأرباح”.

وبذلك ستكون عيدية اللبنانيين مع بداية العام 2020، “لا تعاطي بالدولار الكاش بعد اليوم” بغية إجبار اللبنانيين على استخدام مخزونهم المودع في المنازل. هذا الأمر يطرح سيناريوات عدة وتساؤلات حول كيفية التأقلم مع هذا الواقع في بلد نسبة 75% من ودائعه بالدولار، وماذا عن التجّار الذين رفعوا أصلاً أسعار موادهم الإستهلاكية والغذائية خصوصاً بنسبة 30 و 40% ربطاً بارتفاع سعر صرف الدولار؟

التوقف عن التعاطي بالدولار نقداً لدى المصارف، لا يعني أن اللبنانيين لا يمكنهم تسديد مدفوعاتهم بالدولار، إذ يمكنهم الدفع عبر بطاقات الإئتمان التي لديهم، ومن خلال الشيكات.

ولا ينكر مصدر “المركزي” نفسه رداً على سؤال، حقيقة أنّ “التجار سيكون لديهم مشكلة في ظلّ عدم التداول نقداً بالدولار وسيلجأون إلى تسعير الدولار على أساس “السوق الحقيقي” أي “سوق الصيارفة” للبضائع حتى المستوردة منها”.

وإذ يواجه المودع العادي مشكلة عدم تمكينه من تحويل أمواله إلى الخارج، يبقى كذلك أنّ التاجر يصعب عليه أن يسدّد ثمن البضاعة التي يستوردها من الخارج، أكان باعتمادات أو بتحاويل. أمام ذلك، يرى المصدر أنّ “مأزق تسهيل عمليات الإستيراد والتحويل إلى الخارج، يستدعي حله إيجاد خرق سياسي لفتح باب الفرج في هاتين المعضلتين”.

وبذلك فإن وقف مدّ المودعين بالدولار الكاش، واستبداله بالليرة المحلية وفق سعر الصرف الرسمي أي 1507.5 ليرات في حين يتخطى سعر الصرف في السوق الحقيقي الـ2000 ليرة، يعني “هيركات مقنّع” تفرضه المصارف على المودعين عبر لبننة حساباتهم بالدولار وإجبارهم على تسييلها بالليرة وفق تسعيرة رسمية لسعر الصرف لم تعد أكثر من “حبر على ورق”.