الثلاثاء 21 شوال 1445 ﻫ - 30 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

“كورونا” اقتصادية تهجّر شباب لبنان اليوم

106 أيام على انطلاق الثورة يقابلها 100 يوم مهلة أعطاها رئيس الحكومة حسان دياب لمعالجة الملف الاقتصادي، لكن السلطة تدير” الدينة الطرشة” لمطالب الناس، وتتصرف وكأن شيئاً لم يكن عن طريق الاحتيال على الحراك والالتفاف عليه.

 

وفي ظل الضائقة التي يعاني منها لبنان، يستمر نزيف التجار والمؤسسات التجارية، فلا حكومة قادرة على انقاذ الوضع ولا مسؤولين يتحركون باتجاه الحلول الفعلية، اما دولار الصيارفة لا يزال يقول “الأمر لي”.

هجرة وفقر، ولا أموال، وطوابير المصارف تذل المواطن، في حين ان الثقة بالحكومة مفقودة داخلياً، اما خارجياً، لا تزال اميركا تترقب متسلحة بفيتو وضعته على أي مساعدات للبنان قبل التماس الحلول الجدية وتلبية مطالب الشعب.

وفي ظل الفراغ الاقتصادي وشح العمولة، أطلق رؤساء الجمعيات التجارية صرخة الرحمة، من بيروت مع رئيس جمعية تجار الحمرا ومتفرعاته زهير عيتاني، صرخة، عبر موقع القوات اللبنانية الإلكتروني، قال فيها، ان “الوضع على الحديدة، وفي شارع الحمرا وحدها أكثر من 30 محلاً أقفل أبوابه، وكذلك فعل عدد من المقاهي”.

بدوره، صرخة من رئيس جمعية تجار لبنان الشمالي أسعد الحريري لا تختلف عن صرخة عيتاني الموجعة، إذ يشير الحريري، لموقع القوات، إلى أننا وصلنا إلى مرحلة الخطر”، كاشفاً عن أن “نحو 600 مؤسسة في طرابلس والشمال أقفلت في شهر كانون الثاني 2020 منذ مطلع السنة، ما يعني أن آلاف العائلات باتت مشرّدة”.

في السياق ذاته، يؤكد رئيس جمعية تجار زحلة زياد سعادة، لموقع “القوات، أن “الوضع دقيق وصعب جداً ولا يمكن وصفه بكلمات”، مشيراً إلى أن “المؤسسات تمكنت بصعوبة وكلفة عالية من تقطيع الأزمات السابقة، أما اليوم باتت من دون أي مؤونة لاستخدامها في الصمود أكثر، لأن أمد الأزمة طال كثيراً ومن الصعب أن يستمروا في ظل الوضع الحالي”.

هذه الصرخات أتت توازياً مع الإنذار الذي أطلقه رئيس الجمهورية ميشال عون يوم أمس مبشراً اللبناني بالوجع الاقتصادي المقبل، اذ قالت مصادر قريبة من بعبدا لـ”الجمهورية”، أنّ “ما بلغه الوضع من خطورة لا يمكن تجاوزه بغير شدّ الأحزمة على اكثر من مستوى. وان الإقدام على قرارات قاسية وموجعة للخروج من النفق امر واجب الوجوب ولو لفترة معينة، تؤدي الى الخروج مما نحن فيه من أوجه الأزمة المتفاقمة. وانتهت هذه المصادر الى ضرورة انتظار المقررات التي سيفضي اليها الجهد المبذول في السراي، تحضيراً للبيان الوزاري، داعية الى التجاوب معها وإحياء للثقة المفقودة بالدولة والمؤسسات”.

ومن جهة السراي الحكومة، فالحال ليس أفضل من بعبدا، اذ ان مصادر رئيس الحكومة حسان دياب تقول انه مدرك تماماً للأوضاع التي وصفها بالمشكلة الكبيرة جداً، وعلى هذا الاساس ينصبّ العمل الحكومي في هذه الفترة لإيجاد العلاجات اللازمة، بحسب “الجمهورية”.

في المقابل، يبدو ان الترقب حيال ما يمكن ان تفعله حكومة دياب محط انظار اميركا والدول العربية، اذ كشفت مصادر مطلعة في واشنطن لـ”نداء الوطن” عن معلومات موثوقة تفيد بوضع الإدارة الأميركية “فيتو” على مساعدة حكومة دياب باعتبارها تشكل امتداداً لسلطة حزب الله، موضحةً أنّ إدارة ترمب عازمة على تفعيل كل قنوات المواجهة مع إيران على امتداد ساحات نفوذها في المنطقة، ومن هذا المنطلق هي ستتعامل مع لبنان على أنه بات ساحة من ساحات هذه المواجهة لا سيما بعدما أصبح “ساقطاً رسمياً برئاساته وسلطتيه التنفيذية والتشريعية” في قبضة الأكثرية الحاكمة بقيادة حزب الله”.

عربياً، الوضع ليس ببعيد عن الموقف الأميركي، إذ نقل مصدر دبلوماسي عربي لـ”نداء الوطن” مشيراً إلى أنّ “الأكيد أنّ كل الدول لا تريد سقوط لبنان ولكن في الوقت عينه لا تريد أن تدعم حكومة مربوط حبلها السرّي بحزب الله الذي أمّن لها أكثرية التكليف والتأليف وسيؤمن لها الثقة في البرلمان”. ويسأل المصدر، “هل يمكن لأحد أن يعاتب الدول العربية التي ذاقت الأمرين من ارتكابات حزب الله في دولها؟ وهل من أحد يمكنه تجاهل حقيقة أنّ الغلبة في الحكومة الحالية هي لـحزب الله وتيار رئيس الجمهورية ووزير الخارجية السابق جبران باسيل المعروف بأنه ينفّذ سياسة حزب الله؟، الأمور واضحة وحتى رئيس الحكومة حسان دياب نفسه وعد بتشكيلة من الاختصاصيين لكنه لم يفِ بوعده وخرج بتشكيلة تحاصصية بين أفرقاء 8 آذار”.

ومع الوضع الذي وصل إليه لبنان، هناك أزمة لا تقل خطراً عن الوضع المالي والاقتصادي، وهي تتعلق بخزان مستقبل لبنان، أي الشباب الذين يهاجرون بحثاً عن كرامة خارج حدود الوطن عل الغربة تقيهم شر العيش بلا افق.

وفي هذه السياق، ومع بدء الانتفاضة في لبنان في 17 تشرين الأول الماضي، ظنّ كثيرون من الشبان اللبنانيين أن الظروف ستتحسن وأن هناك إمكانية لبناء مستقبلهم في وطنهم، لكن حلمهم لم يدم طويلاً أمام تدهور الوضع الاقتصادي والمالي.

وتضاعفت نسبة التضخم بين شهري تشرين الأول والثاني، وفق تقرير بنك “بلوم للاستثمار”، بالتزامن مع خسارة الليرة اللبنانية نحو ثلث قيمتها أمام الدولار. وتُهدد الأزمة اللبنانيين في وظائفهم ولقمة عيشهم، وقد أغلقت العديد من المتاجر والشركات أبوابها، وتلقت وزارة العمل عشرات طلبات الصرف الجماعي، مما يؤدي حكماً إلى ارتفاع نسبة البطالة.

ويعيش ثلث اللبنانيين تحت خط الفقر، بينما يبلغ معدل البطالة ثلاثين في المائة في صفوف الشباب. ويحذر البنك الدولي من ارتفاع هذين المعدلين نتيجة الانهيار الحالي. وتنقل وكالة “الصحافة الفرنسية” أن كثيرين من هؤلاء الشبان يملؤون اليوم طلبات الهجرة للعمل أو لإكمال تعليمهم في الخارج. بحسب تقرير نشرته صحيفة “الشرق الأوسط”.

أما على صعيد وباء “كورونا” القاتل برز امر لافت، أظهر ان هناك لبنانيين محتجزين في مدينة الموت ووهان ويريدون العودة إلى لبنان، إلا ان سفيرة لبنان لدى بكين ميليا جبور “لا تعلم بوجودهم”!، اذ تواصلت “نداء الوطن” مع أحد اللبنانيين المحتجزين في ووهان، وهو الطالب أدهم السيّد فأكد أنهم بخير، موضحاً في حديثه لـ”نداء الوطن” أنهم يخضعون لفحوص يومية، وأنه مع ارتفاع أعداد القتلى وازدياد المخاطر من انتشار الوباء بسرعة كبيرة، سُئل الطلاب الأربعة المعرّضون لخطر الإصابة بواحد من أخطر الفيروسات في العالم عمّا إذا كانوا يودّون مغادرة حجرهم الصحي الإجباري والعودة إلى الوطن، غير أنّ الجواب الذي وصلهم لاحقاً يفيد بأنّ وزارة الخارجية اللبنانية بصدد انتظار إجلاء إحدى الدول العربية لرعاياها من هناك لكي تنسّق معها في سبيل نقل من يريد من اللبنانيين العودة إلى لبنان.