استشهد عدد من الفلسطينيين وأصيب آخرون في قصف إسرائيلي استهدف منزلين في حي التفاح شرقي مدينة غزة وفي مشروع بيت لاهيا شمالي قطاع غزة.
وأعلن المتحدث باسم الدفاع المدني في قطاع غزة، محمود بصل، في بيان عبر منصة تليغرام مساء الأحد، أن طواقمهم انتشلت عددا (لم يذكره) من الشهداء والجرحى إثر قصف استهدف منزلا لعائلة البطش بحي التفاح شرقي مدينة غزة. وأضاف أنه تم نقل الشهداء والجرحى إلى مستشفى المعمداني بمدينة غزة.
من جهته أفاد مراسل الجزيرة بوصول 6 إصابات إلى مستشفى المعمداني إثر غارة استهدفت منزلا لعائلة البطش في حي التفاح، مضيفا أن عمليات البحث عن مفقودين مستمرة من قبل الأهالي ورجال الإطفاء.
كما أفاد شهود عيان لمراسل وكالة الأناضول بأن طائرة حربية إسرائيلية استهدفت المنزل مما أدى إلى تدميره وإلحاق أضرار جسيمة بمنازل وممتلكات المواطنين المجاورة، في حين تواصل طواقم الدفاع المدني البحث عن مفقودين تحت أنقاض المنزل.
في الأثناء قال مراسل الجزيرة إن إسرائيل تنفذ قصفا مدفعيا كثيفا وإطلاق نار من آليات الاحتلال على حي تل الهوى جنوب غربي مدينة غزة.
وفي شمال قطاع غزة قال مراسل الجزيرة إن عددا من الفلسطينيين استشهدوا وأصيب آخرون في قصف استهدف منزلا في مشروع بيت لاهيا.
وفي وقت سابق أمس الأحد استشهد 8 فلسطينيين بينهم 4 أطفال، إلى جانب عشرات المصابين في قصف من مسيرات إسرائيلية استهدف تجمعا لفلسطينيين في منطقة الشيخ ناصر شرقي مدينة خان يونس جنوبي القطاع.
كما انتشلت طواقم الإسعاف جثامين 4 شهداء بينهم سيدتان من ركام منازل تعرضت لقصف إسرائيلي شمالي مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
واستشهدت كذلك امرأة واثنان من أولادها إثر قصف مسيرة إسرائيلية منطقة خربة العدس شمالي مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.
كما سقط شهداء وجرحى في قصف جوي إسرائيلي استهدف منزلا في جباليا البلد المحاصرة شمالي القطاع. ونقل مراسل الجزيرة عن سكان المنطقة قولهم إن طائرات الاحتلال شنت غارة أخرى على محيط المكان المستهدف، أثناء عملية البحث عن ضحايا، وإن مسيرات إسرائيلية أطلقت الرصاص على المكان نفسه، مما تسبب بتوقف عمليات البحث عن المفقودين.
واستشهد أمس الأحد 36 فلسطينيا في غارات إسرائيلية على القطاع 17 منهم شماليه، وفق مصادر طبية.
معاناة المستشفيات
على صعيد متصل، واصل الاحتلال الإسرائيلي استهدافه لمستشفيات شمال قطاع غزة مع دخول العملية العسكرية في محافظة الشمال شهرها الثاني، حيث قصف مستشفيات كمال عدوان والإندونيسي والعودة.
وبهذا الشأن، قال مدير مستشفى كمال عدوان في شمال غزة حسام أبو صفية، أمس الأحد، إن الطابق المخصص لإيواء الأطفال تعرض لقصف شديد وخلف إصابات خطيرة بين الأطفال. كما أفاد بأن سطح المستشفى وخزانات المياه وساحة المستشفى تعرضت للقصف بأكثر من 4 قذائف.
ولفت أبو صفية إلى أن “المستشفى يضم 120 جريحا -بينهم 19 طفلا و4 حديثي الولادة- وأن قسم العناية المركزة ممتلئ بالحالات”، مؤكدا أنهم يتعرضون لإبادة جماعية داخل المستشفى.
وكان مراسل الجزيرة قال إن مدفعية الاحتلال استهدفت محيط مستشفى العودة في مخيم جباليا شمالي القطاع، وإن مسيّرات الاحتلال استهدفت سور وبوابة مستشفى الإندونيسي شمالي غزة.
ويذكر أن تحقيقا لوكالة “أسوشيتد برس” الأميركية كشف أن إسرائيل لم تقدم دليلا يذكر على وجود حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في المستشفيات المستهدفة في كثير من الحالات.
واستغرق تحقيق الوكالة أشهرا عدة، وشمل إجراء مقابلات مع أكثر من 30 مريضا وشاهدا وعاملا طبيا وإنسانيا، ومسؤولين إسرائيليين.
من ناحية أخرى، قالت المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، كاثرين راسل، أمس الأحد إن أكثر من 50 طفلا قتلوا في جباليا شمال غزة خلال الساعات 48 الماضية، حيث دمرت هجمات إسرائيلية مبنيين سكنيين كانا يؤويان مئات الأشخاص.
وأضافت المسؤولة الأممية أن سيارة خاصة تابعة لإحدى موظفات اليونيسيف تعرضت لهجوم يعتقد أنه من طائرة مسيرة السبت الماضي في جباليا أثناء عملها في حملة التطعيم ضد شلل الأطفال.
عمليات المقاومة
على صعيد المقاومة أعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أمس الأحد استهداف موقع عسكري إسرائيلي في محور نتساريم بمسيرة “زواري” انتحارية، كما أعلنت استهداف ناقلة جند إسرائيلية بقذيفة “الياسين 105” قرب مفترق الصفطاوي غرب معسكر جباليا.
بدورها قالت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، إنها سيطرت على مسيرات إسرائيلية كانت تُستخدم لتنفيذ مهام استخبارية في أجواء مدينة غزة.
من ناحيته أعلن الجيش الإسرائيلي إصابة ضابط بجروح خطرة في معارك غزة غداة إعلانه مقتل 3 من جنوده.
وترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 -بدعم أميركي مطلق- إبادة جماعية بقطاع غزة، خلفت أكثر من 145 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وتواصل تل أبيب مجازرها متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.