الثلاثاء 9 رمضان 1445 ﻫ - 19 مارس 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

بندر بن سلطان: تميم ليس خبيثاً مثل والده لكن ورث منه العناد.. وهو واجهة فقط...

تحدث الأمير بندر بن سلطان رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق عن قطر وبداية الأزمة معها ودور الأمير السابق حمد بن خليفة ورئيس وزرائها ووزير خارجيتها الأسبق حمد بن جاسم في ذلك.

بداية العلاقة بين حمد بن جاسم وحمد بن خليفة وفكرة إزاحة الشيخ خليفة وقال الأمير بندر في مقابلة مع صحيفة “إندبندنت عربية” إن العلاقة بين حمد بن خليفة وحمد بن جاسم بدأت حينما كان الأول ولياً للعهد ووزيراً للدفاع والثاني وزيراً للمالية، فطلب الأول من والده -حاكم البلاد آنذاك- ميزانية إضافية لوزارة الدفاع لكن والده رفض، فاقترح بن جاسم على حمد بن خليفة أن يطلب من والده أن يستريح ويأخذ منزلاً في سويسرا وأن يكون ولي العهد رئيساً للوزراء.
وأضاف الأمير بندر أن الشيخ خليفة رفض طلب ابنه حمد، وعندها بدأ التحضير لإزاحة الوالد، حيث أراد حمد بن خليفة أن يتحكم في وزارتي البترول والمالية لتنفيذ الأفكار الجديدة التي طرأت عليه.

خلاف قطر والبحرين حول جزر حوار.. وموقف الملك فهد من ذلك.. وإرسال طائرات سعودية إلى قطر وأبان أن هناك مواقف جعلت المملكة تقف إلى جانب البحرين في خلافها مع قطر حول جزر حوار، ومنها أن الشيخ خليفة بن حمد تعهد للملك فهد بعدم حدوث أي مناوشات حول تلك الجزر حتى يتم التوصل لاتفاق بشأنها، لكن ما حدث أن قام القطريون بردم البحر، فأمر الملك فهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز بإرسال طائرة لاستطلاع ما يحدث، فاتضح قيام شاحنات بنقل الرمل لردم البحر، وهو ما أغضب الملك فهد.

وأضاف الأمير بندر أن “الملك فهد طلب من الجانب القطري وقف الردم خلال 24 ساعة وإزالة ما تم ردمه، وإلا فسيتم إرسال طائرات لإزالة ذلك وضرب المطار وإغلاقه، وأقلعت بالفعل طائرات سعودية من الظهران، وعندما رصدتها أجهزة الرصد القطرية اتصل الشيخ خليفة بالملك فهد وولي العهد الملك عبدالله فلم يردا عليه”.

وأضاف الأمير بندر: بعدما أقلعت الطائرات السعودية باتجاه قطر، طلب الشيخ خليفة بن حمد من الجانب السعودي السماح له بإرسال ابنه حمد (ولي العهد ووزير الدفاع آنذاك) للمملكة، وأكد أنهم مستعدون لقبول اقتراح المملكة بتشكيل لجنة ثلاثية تضم جهة دولية لحل الخلاف بين قطر والبحرين حول الجزر.
الملك عبدالله لحمد بن خليفة: “كيف تتجرأ أن تقول للملك فهد يا فهد” ويتابع الأمير بندر: “جاء الشيخ حمد بن خليفة إلى السعودية، وكان في المقابلة الملك فهد والأمير عبدالله، وفي الاجتماع قال حمد بن خليفة: الوالد أوصاني لك يا فهد، نحن موافقون على شروطكم، لكن يا فهد، أنتم لستم وسيطا عادلا.. وقام حمد بن خليفة يكرر يا فهد يا فهد، فكان الملك فهد يلتفت إليه ولا يرد، فالتفت الأمير عبدالله إلى الشيخ حمد بن خليفة وقال له: أنت تقول يا فهد؟ كيف تتجرأ، قل يا عمي يا سيدي”.

عند ذلك وبحسب الأمير بندر، حاول حمد بن خليفة تهدئة الأجواء فقال: “أنا منكم وولدكم وأخطأت”.

حمد بن خليفة يشترط حل موضوع جزر حوار قبل التصويت على تحرير الكويت وتابع أن هذا حدث قبل حرب الكويت، مستذكراً أنه في آخر قمة خليجية قبل الحرب قام الشيخ حمد بن خليفة ووالده جالس في القمة وقال: “قطر ليست موافقة على موضوع الكويت وتحريرها بعد، فالتفت الملك فهد وقال: من يتحدث؟ وقف حمد بن خليفة وقال أنا طال عمرك، لن نتفق حتى نحل موضوع جزر حوار”.

وأضاف: “خرج الملك فهد من القاعة متجاهلاً ما قاله الجانب القطري ولحق به الشيخ زايد آل نهيان رئيس الإمارات الراحل وطلب منه أن يعود وعاد، وجاء حمد بن خليفة وقبل رأسه واعتذر”، مشيراً إلى أنه خلال تلك الفترة وبعد هذه المواقف بدأ تخطيط حمد بن خليفة لإزاحة والده، وبدأت أهدافه بتضخيم دوره السياسي”.

قطر تطلب عدم استقبال الشيخ خليفة.. والملك فهد يرفض بل ويستقبله بشكل رسمي وذكر الأمير بندر قصة مفادها أنه بعدما أزاح حمد بن خليفة والده عن الحكم، أرسل حمد بن جاسم للمملكة وطلب منها عدم استقبال الشيخ خليفة، وهو ما رفضه الملك فهد الذي أكد أنه سيستقبله استقبالاً رسمياً ويسكنه في قصر الضيافة، فقال حمد بن جاسم: “موافقون، شرط ألا يكون ذلك أمام الإعلام”، فكان الرد من الملك فهد بأن استقبل الشيخ خليفة بن حمد استقبالاً رسمياً وبث الاستقبال في التلفزيون الرسمي السعودي.

قطر تطلب من أمريكا إقامة قاعدة عسكرية على أراضيها وأشار إلى أن حمد بن جاسم كان قد عرض على وزير الخارجية الأمريكي في عهد بوش الأب، استعداد الدوحة لاستضافة القوات الأمريكية في الخليج بعد انتهاء حرب تحرير الكويت، وتجهيز قاعدة عسكرية ودفع مبلغ مالي لهم بشرط عدم إخبار السعودية بذلك.

وأوضح الأمير بندر أن من أخبره بهذه القصة وزير الخارجية الأمريكي بيكر، مبيناً أن بيكر قال له بعد هذا الموقف: “القطريون أغبياء ودعهم يتعلموا”.
وأضاف أن حمد بن جاسم التقاه وحكى له الأمر وطلب منه إبلاغ الملك فهد والأمير عبدالله والأمير سلطان بذلك، فرد عليه الأمير بندر قائلاً: “أليس من الأسهل أن تذهب من الدوحة إلى السعودية وتخبرهم بدل قطع كل هذه المسافة لتخبرني لأخبرهم أنا”.

وزاد الأمير بندر: “قال لي حمد بن جاسم: عرضنا على الأميركيين إذا أرادوا وضع طائرات حربية عندنا لحماية المنطقة كاملة فقطر مستعدة، ولا يهمنا انتقادات الباقين كما فعلنا في علاقاتنا مع إسرائيل وغيرها”.

الملك عبدالله لحمد بن جاسم: “أنتم مثل القزم الجالس على كرسي أكبر منه” وتحدث الأمير بندر عن موقف بين الملك عبدالله وحمد بن جاسم، حيث قال له الملك: “ما بكم دائماً تخالفون آراء الإخوة والأشقاء، أنتم مثل القزم الجالس على كرسي أكبر منه، فأجابه حمد بن جاسم : معك حق، ولو لم نصرخ لن ينتبه أحد أننا على الكرسي الكبير”.

كما تحدث عما حدث في القمة الخليجية التي دعا إليها الملك عبدالله في الرياض عام 2014، مشيراً إلى أنها كانت بعد دعم قطر لجماعة الإخوان ودورها في أحداث الربيع العربي.

وبيّن أن الملك عبدالله قال لتميم: “يا ابني نود معرفة سياساتك وهل هي مشابهة للسياسات القديمة وسياسات والدك، وأنت هنا بين آباء وإخوة، تحدث بما تريد، هناك اتفاق من عدة نقاط والجميع وافق عليها، هل أنت موافق عليها؟”، رد أمير قطر بالإيجاب ورد عليه الملك عبدالله: “الله يبشرك بالخير، وفجأة قال تميم بس طال عمرك، فقال الملك عبدالله عندها: فيها بس!”.

تميم في القمة الخليجية: “لا تحاسبوني عما حصل قبلي” وأضاف أن تميم قال بعدها: “أنا معكم، لا تحاسبوني بما حصل قبلي، حاسبوني على كل شيء من وقت استلامي للحكم وما بعد ذلك، وبحول الله لن أشذ عن رأي الإخوان والجماعة”، لكن لم يتم الالتزام بذلك.

وقال الأمير بندر إن سبب غضب الملك عبدالله على قطر هو ادعاءات الدوحة المتكررة سراً وعلناً أن المملكة تفرض عليهم قيوداً وشروطاً.

بندر بن سلطان: تميم ليس خبيثاً مثل والده لكن ورث منه العناد.. وهو واجهة فقط وأضاف: “المضحك في الأمر أن أمير قطر الحالي لا يوجد لديه خباثة والده، لكنه ورث منه العناد، وأن تكون عنيداً دون دهاء فلا قيمة من ذلك، لدي إحساس مما أرى أنه ليس مسيطراً على الأمر بشكل كامل، وأن حمد بن خليفة وحمد بن جاسم خلفه وهما من يتوليان إدارة الشأن العام والسياسي في قطر، وكأنهما يقولان نفعل ما نفعل، وتميم في الواجهة”.

رأي الأمير في إمكانية عودة العلاقات.. وتلخيصه لأزمة قطر الحقيقية وعن رأي الأمير بندر في إمكانية عودة العلاقات مع قطر، قال إنه يرى أنه من الخطأ إعادة الأمور إلى ما كانت عليه مع قطر إذا لم تلتزم بما اتفق معها عليه.

ولخص الأمير أزمة قطر بالقول: “أزمة قطر قبل كل شيء مع نفسها ولديها أزمة انفصام في الشخصية، ومما لا شك فيه أنه من المؤلم أن نرى الوضع يصل إلى ما هو عليه مع دولة خليجية مثل قطر، والعلاقات العائلية مترابطة، نصف قطر في الأحساء والمنطقة الشرقية، وندعو لقطر بالهداية، لأن ما يقومون به ليس جديداً، ولأننا تفاءلنا بالعهد الجديد الذي أكده تميم، لكن النتيجة جاءت مختلفة”.