الخميس 22 شوال 1445 ﻫ - 2 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

“صندوق بندورة” الاستشارات وباسيل “المغضوب” عليه

بعد يوم ساخن في استعمال القوة المفرطة بحق الثوار في جل الديب وليلأ في الجية وبرجا، خيّم الصمت المطبق على الملف الحكومي بين “بيت الوسط” وقصر بعبدا، باستثناء بعض التسريبات من هنا وهناك. لكن اللافت كانت العقوبات الأميركية على رجال أعمال لبنانيين بتهمة تمويل حزب الله الموضوع على لائحة الإرهاب من قبل واشنطن.

واذا كان الثوار تلقوا اللكمات والركلات التي رسمت على أجسادهم ندوباً من الحقد، فإن السلطة، بدت وكأنها أحرقت نفسها وغابت عن السمع عن كل ما يحصل من اعمال عنف بحق المتظاهرين السلميين، وفي اول رد عسكري على الطريقة التي تعاطى بها الجيش مع ثوار جل الديب والكيل بمكيالين مع من يثورون من أجل الحق، مقابل الذين يعتدون على المتظاهرين في وسط بيروت وعلى جسر الرينغ، كشفت مصادر عسكرية لـ”الشرق الأوسط”، عن عدم توقيف المعتدين من مناصري حزب الله وحركة أمل الذين يهاجمون المتظاهرين في وسط بيروت، مشيرة إلى أنه “في الأيام الأولى للاحتجاجات حين نفذ هجوم من قبل هؤلاء على ساحات التظاهر كان الجيش لهم بالمرصاد، لكن بعد ذلك وزّعت المناطق على الأجهزة الأمنية بحيث لم يعد الجيش مسؤولا عن منطقة وسط بيروت”.

وأوضحت المصادر ذاتها، “في الاجتماع الأمني الأول في 26 تشرين الأول، تم توزيع المناطق على الأجهزة حيث اتفق على أن تكون منطقة وسط بيروت (ساحتا الشهداء ورياض الصلح وجسر الرينغ) تابعة لقوى الأمن الداخلي ويأخذ الجيش دور المؤازرة، على أن يكون وجوده الأساسي في جل الديب والشفروليه وجونيه، ويتولى أمن الدولة مسؤولية منطقة الصالومي، والأمن العام في الأشرفية ومنطقة المطار”.

وبالعودة إلى الازمة الحكومية، تبدو جبهة “بيت الوسط”، و”الشالوحي” هادئة، في ظل إصرار رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري على عدم الرد، اذ رأت أوساط مطلعة على الحريري لـ”نداء الوطن”، في ضوء المواقف والتصريحات الأخيرة أنّ الأمور لا تزال على حالها ولم يسجّل أي خرق جوهري في الملف الحكومي”.

وفي ظل محافظة المشهد السياسي أمس الجمعة على درجة عالية من الغموض والتعقيدات بحيث يصعب الجزم بأي اتجاه قبل ليل غد الأحد على أقل تقدير، اذ لفتت أوساط سياسية بارزة لـ”النهار”، أن الصمت الذي يلتزمه الحريري حيال احتمالات تكليفه كما حيال عدم قبوله تكراراً بالتكليف، أضفى على المأزق مزيداً من الانشداد الى نتائج الاجتماعات التي ستعقدها كتل نيابية عدّة الأحد لتقرر موقفها من التكليف بما يعني أن الأمر ليس محسوماً بعد وأن الاستشارات في حال حصولها وسط استمرار مناخ الغموض والتحفّظ السائد ستكون بمثابة “صندوق بندورة” يصعب التكهن بما ستحمله من مفاجآت.

وفي هذا السياق، نقل عن مصادر بعبدا أن الاستشارات باقية في موعدها والاتصالات مكثفة، مشيرة الى أن الموقف الأخير للوزير جبران باسيل أعاد خلط الأوراق وعلى هذا الأساس تعيد الكتل النيابية درس الوضع لتحدد مواقفها.

توازياً، أفادت معلومات صحيفة “اللواء”، عن ان كتلتي التنمية والتحرير واللقاء الديمقراطي وكتلة الوسط المستقل ستسمي الحريري، بينما لن تسميه كتلتا حزب الله والتيار الوطني الحر وحلفاؤهما، وأن الحريري قد يعتذر قبل التكليف اذا وجد ان تكليفه سيكون بعدد ضئيل من النواب ويقترح تسمية شخصية أخرى.

من جهة أخرى، وفي ملف لا يقل تعقيداً عن الملف الحكومي، وعلى الرغم من المؤشرات والأجواء السلبية من كل حدب وصوب التي تضغط على الواقع الاقتصادي والمالي والنقدي في لبنان، يرى الخبير الاقتصادي والمالي البروفسور جاسم عجاقة أن “الوضع ليس بالسوء الذي يبشّر به البعض من غير الاختصاصيين، وهو غير ميؤوس منه على الإطلاق”، مؤكداً لموقع القوات اللبنانية الالكتروني، أننا “لا نزال نملك مقومات مهمة”.

وطمأن عجاقة في حديثه لموقعنا، “ألا خوف على الليرة اللبنانية، لأنه صحيح أن هناك عمليات صرف من احتياطات مصرف لبنان، لكن لا تزال هذه الاحتياطات بكل المعايير الدولية أعلى من المطلوب لتأمين حماية الليرة. بالإضافة إلى أن تشكيل الحكومة الجديدة سيشكل كرة ثلج إيجابية تكبر تدريجياً وتخفف من وطأة الأزمة، وصولاً إلى الخروج منها”.

دولياً، وفي خطوة متوقعة في توقيتها ومضمونها، أصدرت الولايات المتحدة سلّة عقوبات جديدة على 3 شخصيات لبنانية و17 شركة بتهمة غسل الاموال وتمويل مخططات ارهابية لحزب الله. وشملت المحاسب اللبناني طوني صعب المقرب من باسيل، والذي قالت وزارة الخزانة إنّه قدّم خدمات مالية لصالح علي عاصي، ومتهم بتمويل الحزب.

وبحسب معلومات حصل عليها موقع “العربية”، فإن صعب هو رئيس قسم المحاسبة في شركة “إنتر أليمنت” التابعة لعاصي. ولدى هذه الشركة تعاملات عدة في إفريقيا”.

وينتمي صعب وهو في العقد الرابع إلى عائلة مسيحية مارونية من بلدة تنورين التحتا (شمال لبنان) وهو متزوّج من رنا انطوان كرم من تنورين أيضاً، ولديهما ثلاثة أولاد ويسكن في منطقة كفرحباب في جبل لبنان.

ووفق المعلومات، فإن صعب موجود في لبنان منذ مدة، بعدما تم إبلاغه بالاستغناء عن خدماته في شركة “انتر اليمنت” المُدرجة على لائحة الإرهاب، مشيرة إلى ان صعب مقرّب جداً من باسيل.

وفي سياق ليس ببعيد، وعلى وقع العقوبات، يحط مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الاوسط ديفيد هيل في بيروت لإجراء المحادثات الأولى لمسؤول أميركي مع مسؤولين رسميين وسياسيين لبنانيين منذ انتفاضة 17 تشرين الأول.

وعلم ان هيل استثنى باسيل من لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين في ما يمكن اعتبارها رسالة دبلوماسية مباشرة.

بدورها، أوضحت مصادر مطلعة على السياسة الأميركية لـ”نداء الوطن” أنّ واشنطن تعتبر نفسها “معنية بشكل أساسي بتطورات الأوضاع اللبنانية.