قالت وول ستريت جورنال إن إدارة الرئيس الأميركيدونالد ترمب بصدد توسيع نطاق إستراتيجيتها لدحرتنظيم الدولة الإسلامية، بإرسال مزيد من جنودها إلى منطقة الشرق الأوسط للانخراط مباشرة في القتال الدائر هناك.
وحتى لو تمكن وكلاء أميركا في المنطقة -التي تحظى بدعمها العسكري- من استعادة مدينتي الرقة فيسوريا والموصل في العراق من قبضة تنظيم الدولة، فإن ذلك النجاح لا محالة سيتلاشى، حسبما يرى فريدريك كاغان وكيمبرلي كاغان من معهد إنتربرايز الأميركي في مقالهما المشترك بالصحيفة.
ويرى الكاتبان أن الخطأ الأكبر يكمن في التركيز على تنظيم الدولة وحده دون سواه تقريبا، على حساب الجهود الجادة الرامية إلى استئصال شأفة تنظيم القاعدة. ومع إقرارهما بأن القضاء على تنظيم الدولة ضروري، فإن ذلك جهد غير كافٍ في نظرهما.
وأوضحا أن تنظيم القاعدة بات اليوم أكثر حذرا في فرض تفسيره لتعاليم الشريعة الإسلامية، ولم يعد يجبر السكان على الالتزام الصارم بها، بل لم يعد يطالب المقاتلين بوضع أنفسهم تحت إمرته.
والخطأ الثاني برأيهما يتركز في أن الإستراتيجية الأميركية ضد تنظيم الدولة “السني” تعتمد على شركاء غير سنيين وغير عرب، وهو ما يعزز من مفعول الدعاية التي يروج لها هذا التنظيم.
“النصر في سوريا لن يتحقق بعملية عسكرية واحدة، بل إن عملية ضد العدو في عقر داره دون قيود يفرضها الوكلاء؛ من شأنها أن تحدث تغييرا في الفرضيات التي يتبناها أصدقاء أميركا وأعداؤها على حد سواء”
ثم إنه ليس للوجود الأميركي مغزى بين القبائل العربية السنية في العراق وسوريا، مما جعل تنظيمي الدولة والقاعدة وفصائل أخرى يتنافسون للسيطرة عليها، وهو ما يتضح جليا في مزاعم تنظيم القاعدة من أنه القوة المسلحة الوحيدة الفعالة الحادبة على حماية أهل السنة من أي عدوان مشترك تشنه القوى العالمية. وقد تجد تلك المزاعم أذنا صاغية إذا لم تسارعواشنطن إلى تغيير نهجها في التعاطي مع المشكلة.
ومضى كاغان وكاغان في انتقادهما إلى أن من شأن الإستراتيجية الأميركية الحالية كذلك تمكين إيرانوروسيا اللتين لم تبذلا جهدا كبيرا في محاربة تنظيم الدولة، بل انصب اهتمامهما على تدمير المعارضة السورية المعتدلة التي تهدد نظام بشار الأسد.
أما الولايات المتحدة فلن تفعل شيئا للحد من تعاظم النشاط العسكري لإيران في سوريا أو العراق، إذ أرسلت قوات برية من الحرس الثوري لقتال تنظيم الدولة، وجندت آلاف الأفغان والباكستانيين ونشرت مقاتلين من حزب الله اللبناني واستجلبت مليشيات شيعية عراقية.
وقال الكاتبان إن المطلوب هو نهج جديد في مقاربة الولايات المتحدة للحرب في المنطقة، وإن مفتاح ذلك هو إيجاد شركاء جدد من السنة ونقل القتال إلى ساحة جديدة لا سيما في جنوب شرقي سوريا حيث يتخذ قادة تنظيم الدولة ملاذا لهم هناك.
وفي الختام أشار المقال إلى أن النصر في سوريا لن يتحقق بعملية عسكرية واحدة، بل إن عملية ضد العدو في عقر داره دون قيود يفرضها الوكلاء؛ من شأنها أن تحدث تغييرا في الفرضيات التي يتبناها أصدقاء أميركا وأعداؤها على حد سواء. وليس من سبيل إلى ذلك سوى نهج جديد.