إشكال خلدة
تحليلات كثيرة وتأويلات متنوعة وقراءات متعددة، لكنّ الكل يُجمع على نقطة مركزية واحدة مفادها أنّ ما يجري في الآونة الأخيرة عند المنطقة الحدودية الجنوبية يندرج ضمن إطار “الاستطلاع بالنار” بين إسرائيل وحزب الله تمهيداً لحربهما المقبلة…
في السياق، تجددت مظاهر ومآثر السلاح المتفلت فصولاً على الساحة الوطنية، وبالأمس “لعلع” بقاعاً وساحلاً ليحصد مزيداً من الخسائر البشرية والمادية، بينما الدولة لا ينطبق عليها سوى القول المأثور: “يا غافل إلك ألله”.
فمن حي الشروانة في بعلبك حيث اندلعت اشتباكات عنيفة بالأسلحة النارية والقذائف الصاروخية، إلى خلدة حيث كان المشهد دموياً على وقع معركة حقيقية بين مسلحي “حزب الله” وعشائر العرب أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى وحرق ودمار، تبدو السلطة بأجهزتها الرسمية ملتزمة دور “شيخ الصلح” بين المتقاتلين ليقتصر حضورها على استحضار تعزيزات أمنية وعسكرية إلى مكان الاشتباك بعد أن يكون المسلحون قتلوا من قتلوا وحرقوا ما حرقوا وروّعوا الآمنين في منازلهم.
وعلى الأثر، تسارعت الاتصالات السياسية والأمنية في أكثر من اتجاه لتبريد الأجواء، غير أنّ مصادر مواكبة عن كثب لإشكال خلدة أكدت لـ”نداء الوطن” أنّ الإشكال الذي اندلع “على خلفية استفزازات ولافتات عاشورائية في المنطقة، بلغ مستويات بالغة الحساسية والخطورة بين عشائر العرب و”حزب الله” ولا بد بالتالي من بذل جهود جبارة لاحتواء التوتر السائد بينهما”، محذرةً من أنّ “الجمر أصبح فوق الرماد، وفي حال عدم مسارعة المعنيين إلى تطويق ذيول ما حصل (ليل الأمس) فإنّ هناك خوفاً حقيقياً من تجدد الاقتتال في أي لحظة وتمدد نيرانه على أكثر من محور”.