شربل وهبة
اعتبرت أوساط واسعة الاطلاع عبر “الراي الكويتية” أن هذه “الهبّة الساخنة” التي أطلقها وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال شربل وهبة جاءت لتزيد تَأَزُماً أزمةً تعتمل منذ أعوام على خلفية ما اعتُبر «مصادرة حزب الله إرادة الدولة اللبنانية»، وكان من آخِر فصولها إعلان الرياض قبل نحو شهر «انتهتْ فترة السماح» بإزاء شحنات المخدرات التي «تستهدف في شكل ممنهج أمن المملكة» والآتية من لبنان أو عبره وصولاً لحظْر استيراد إرساليات الخضار والفواكه اللبنانية.
وذكّرت هذه الأوساط بأن بيروت لم تكن نجحتْ في معالجة تداعيات قضية شحنات المخدرات حين عاجَلَها وزير «قلّة الديبلوماسية» بخطيئةٍ أثارت خشية كبيرة من نتائج وخيمة على علاقات «بلاد الأرز» مع امتدادها التاريخي و«حزام الأمان» الذي لطالما كان السنَد لها في الويلات التي ألمّت بها، اعتبرتْ أن ردّ الفعل السعودي والخليجي عموماً على قام به وهبة بدا أنه يوازي في وقْعه الانتكاسة الكبرى التي تعرّضت لها العلاقات اللبنانية – الخليجية في 2016.
وتستعيد الأوساط في هذا الإطار ما أعقب رفض وزير الخارجية اللبناني حينها جبران باسيل (صهر الرئيس ميشال عون) إدانةَ الاعتداءات على سفارة المملكة في طهران والقنصلية العامة في مشهد، حيث ردّت الرياض بالتطور الأكثر دراماتيكية في تاريخ العلاقات مع بيروت معلنة (في فبراير 2016 ) «مراجعة شاملة لعلاقاتها مع لبنان» تمّ تحت سقفها وقف مساعداتٍ كانت قرّرتْها (في 2013) لتسليح الجيش وقوى الأمن الداخلي بنحو 4 مليارات دولار، قبل أن تحظر غالبية دول الخليج سفر مواطنيها إلى بيروت ثم يَصدر بعد أقلّ من أسبوعين قرار دول مجلس التعاون «باعتبار ميليشيات حزب الله، بكل قادتها وفصائلها والتنظيمات التابعة لها والمنبثقة عنها، منظمة إرهابية».