طاولة الحوار في قصر بعبدا
يبدو أنّ دعوة رئيس الجمهورية ميشال عون، للحوار ببنود تبدأ باللامركزية الإدارية مروراً بالاستراتيجية الدفاعية وغيرها من العناوين العريضة، جاءت في غير زمنها، وفي توقيتٍ خاطئ.
ففيما اهتمامات اللبنانيين لا تتعدى أحياناً تأمين لقمة الخبز، ورصد يومياتهم على وقع سوق سعر صرف الدولار السوداء، فليست هذه هي اللحظة المناسبة لبحث تعديل النظام السياسي اللبناني والبحث في جنس الملائكة، في حين أن الطريق أقصر بكثير، ويكفي فكّ أسر الحكومة لتعود إلى الانعقاد، وإنقاذ ما تيسّر من هذا الهيكل المتداعي فوق رؤوس الجميع.
واستغربت مصادر سياسية عبر “الأنباء”، الدعوة للحوار في ظل الأزمة القائمة وتعطيل الحكومة. وفي حين أنّ الدولة مخطوفة، وقرارها مُصادَر، فإنّ أهل الحلّ والربط يتقاذفون الاتّهامات، والأزمات تتلاحق، والبلد في تحلّل اقتصادي ومالي وسياسي وصحي واجتماعي.
وفي ظلّ المقاطعة الواسعة لهذه الدعوة، أو التحفظ عليها، ربط عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب وهبي قاطيشا، في حديثٍ مع “الأنباء”، دعوة الرئيس عون للحوار بمسائل خاصة وشخصية ينوي رئيس الجمهورية تمريرها من خلال الدعوة للحوار، وهو يعرف مسبقاً أنّ الحوار قبل أشهر قليلة من نهاية عهده لن يوصل إلى شيء سوى تعميق الخلاف بين القوى، معتبراً أنّ الحوار كان يجب أن يحصل بعد الانتخابات الرئاسية، وليس في نهاية العهد.
وسأل: “ماذا سيطرح عون على طاولة الحوار؟ الإصلاحات أم الكهرباء أم التدقيق الجنائي”، واصفاً ما يجري بـ”الخزعبلات”، مضيفاً: “لدى انتخابه رئيساً للجمهورية وعَدَنا العماد عون بتطبيق الاستراتيجية الدفاعية، فلماذا لم ينفّذها؟ ولماذا لم يطلب من حليفه حزب الله استعادة هويتنا؟ وكيف يُسمح له أن يأخذنا إلى المحور الإيراني وهو يدّعي دائما بأنّه حارب الميليشيات؟ فلِمَ ترك ميليشيا حزب الله يخطف البلد ومصادرة قراره؟”.
وعن رفض “القوات اللبنانية” المشاركة بالحوار، قال: “لأنّنا لا نحب الكذب. والحوار في ظل هيمنة السلاح كذبة كبيرة كلها أضاليل، وذر للرماد في العيون”.