الخميس 23 رجب 1446 ﻫ - 23 يناير 2025 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

من بوابة السياحة.. الجزائر تدشن عصرًا جديدًا

رغم أن العديد من النجوم العالميين يعودون بأصولهم إلى الجزائر، مثل أسطورة كرة القدم الفرنسية زين الدين زيدان، والموسيقيين دي جي سنيك والشاب خالد، ومصمم الأزياء إيف سان لوران، والكاتب ألبير كامو، إلا أن الجزائر لا تزال مجهولة للكثيرين. يعود ذلك إلى انغلاقها على نفسها بعد فترتين صعبتين في تاريخها؛ الأولى هي ثورة دامت ثماني سنوات وانتهت بالاستقلال عن فرنسا عام 1962، والثانية هي الحرب الأهلية بين الجيش والجماعات الإسلامية، كما ذكرت سارة خان في مقال نشرته وكالة “بلومبيرغ”.

ورغم أن الجزائر مستقرة، لكنها قاومت العولمة في محاولة للحفاظ على هويتها التي كانت مهددة في السابق.

واستعانت خان بقول الروائي حمزة كودري في معرض دوغو بمنطقة بير خادم في الجزائر العاصمة: “مهرجاناتنا وثقافتنا لنا نحن، لكن هذا لن يدوم إذا ظهرت ثقافة السياحة”.

وصول صعب
وتضيف أنه على الرغم من أن البلد يكافئ زواره بمشاهد آسرة في كل زاوية، إلا أن الوصول إليه لم يكن سهلاً، إذ يمنح 7 دول فقط معظمها من دول الجوار حق الدخول بدون تأشيرة، ما يجعلها واحدة من أكثر الدول انغلاقًا في العالم.

فالسياحة تمثل 2% فقط من الناتج المحلي الإجمالي للجزائر، بينما النفط يشكل 25%، ومعظم الزوار السنويين البالغ عددهم 3 ملايين يأتون لزيارة عائلاتهم.

12 مليون سائح
مؤخرًا، بدأت تلك الإحصاءات في التغير، فخلال عام 2023، قدمت الحكومة برنامج تأشيرة عند الوصول كخطوة أولى نحو بناء اقتصاد سياحي يهدف إلى جذب 12 مليون زائر سنويًا بحلول عام 2030، ومع تحول دول مثل السعودية من الاعتماد النفط إلى تنويع الاقتصاد وتعزيز السياحة، يجب على الجزائر أن تنافس جيرانها المغرب وتونس لجذب الزوار الدوليين أو تخاطر بالتخلف.

لكن في الوقت الحالي، تأشيرة الوصول متاحة فقط للمسافرين الذين يخططون لقضاء 70% من وقتهم في استكشاف المناظر الصحراوية في الجنوب، أما الآخرون، فلا تزال عملية الحصول على التأشيرة معقدة، تتطلب أوراقًا كثيرة وبعض الحظ، وعلاوة على ذلك، يجب على الأجانب السفر مع منظمي رحلات سياحية ومرافقة الشرطة باستمرار لأسباب بيروقراطية وليس أمنية.

وتختتم خان مقالتها بأنها بدأت تفهم معنى جديدًا للفخامة، في شارع مظلل خالٍ من السياح في وسط العاصمة، وهي تشاهد النساء يعبرن الشارع حاملات أرغفة الباغيت الطويلة والبائعين يوزعون خبز المطلوع تحت أسقف مزخرفة بالألوان، بينما تتداخل أصوات الفرنسية والعربية والأمازيغية لتشكل لهجة دزيرية محلية.