أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله شهيداً ينضم إلى القافلة الطويلة من الشهداء الذين قضوا على طريق فلسطين. وباستشهاد نصرالله يُقبل لبنان في ظروفه ووقائعه المضافة الى المعطيات الإقليمية والدولية على مرحلة أشد خطورة مفتوحة على تداعيات كبرى محتملة.
فما يقوم به العدو الإسرائيلي من جرائم حرب يضع لبنان والمنطقة بأسرها أمام احتمالات أكثر قتامة وخطورة، وجريمة الاغتيال مؤشر إضافي على تفلت إسرائيل من كل القيود نحو جنون ما بعده جنون، وستكون له أسوأ العواقب إن لم يتحسس المجتمع الدولي خطورة العقلية الإجرامية لحكومة العدو ورئيسها بنيامين نتنياهو على الأمن الإقليمي إن لم يكن الدولي. وقد أجمعت معظم المواقف مما حدث ويحدث على مدى القلق من العواقب التي قد تترتب على هذا الإغتيال الذي يشكل مفصلا في مسار الصراع مع العدو.
وعلمت “الأنباء” أن السراي سيشهد اليوم لقاء مهماً على مستوى العمل الميداني والإغاثي، من أجل تفعيل العمل على الأرض أكثر، لا سيما بعد الانتقادات التي وُجِّهت إلى الأداء الرسمي والتقصير الذي حصل مع بداية موجات النزوح من الجنوب. وسيكون هناك إجراءات عملية ستتخذها هيئة الطورئ اليوم، على ان تُستكمل بجلسة وزارية ستُعقَد مطلع الأسبوع.
ميدانياً، استمر الطيران الحربي الاسرائيلي بالغارات طوال يوم أمس في كل المناطق اللبنانية خصوصاً في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية. كما عمد إلى شن حرب نفسية ضد اللبنانيين عن طريق الاتصالات الهاتفية التي يجريها عشوائياً على بعض الأرقام الهاتفية والطلب إلى أصحابها إخلاء هذا المكان أو ذاك لأنه قد يتعرض للقصف.
ورأى النائب عبد الرحمن البزري، في حديث مع “الأنباء”، أن “العدوان الاسرائيلي الذي استهدف عدداً من قيادات المقاومة الاسلامية قد وصل الى ذروته في الإجرام بعملية الاغتيال الكبيرة لرمز المقاومة وقائدها وملهمها السيد حسن نصرالله”، واصفاً هذا الاغتيال “بتصعيد كبير وخطير يجعلنا نؤكد أن العدو الاسرائيلي يضرب بعرض الحائط كل المساعي الهادفة لإحلال السلام العادل والدائم في المنطقة. لكن هذا العدو في المقابل أخطأ في حساباته لأن اغتيال عميد المقاومة سيؤدي حتماً الى خلق جيل كبير مقاوم لا يمكن لاسرائيل مواجهته في المستقبل”، متوقعاً مزيداً من العدوان الإسرائيلي ضد لبنان وضد الفلسطينيين، ومعتبرا أن كل حديث عن تسويات “هو شراء للوقت، وبالتالي هناك أيام صعبة وساخنة ومواجهات قد تشتد كثيراً”، مشيرا إلى أن العدو يريد مزيداً من الأهداف من اجل محاولته ان يقلب توازنات اللعبة.
أما العدو الإسرائيلي فلا يبدو أنه اكتفى بجرائمه ووحشيته بحق الشعب اللبناني وعمليات الاغتيال التي قام بتنفيذها، وبدأ يلوّح بشكل مقلق بشنّ عملية برية في لبنان، وسط تحذيرات دولية من مغبة هذه الخطوة، في حين أشار البيت الأبيض إلى أن إسرائيل أبلغت مسؤولين أميركيين بنيتها تلك. وتستمر إسرائيل بعدوانها من خلال وضع “لبنان تحت الحصار العسكري”، وفق ما نقلت صحيفة “يديعوت احرونوت” الإسرائيلية عن جيش العدو الإسرائيلي، “إذ يمنع هبوط طائرات شحن من سوريا وإيران او حتى اصلاح المعابر التي قصفت”.
ويوضح الخبير العسكري والاستراتيجي العميد المتقاعد ناجي ملاعب، عبر “الأنباء” أن العدو الإسرائيلي منع هبوط الطائرات الإيرانية عبر إختراقه لموجة الاتصال الخاصة ببرج مراقبة مطار بيروت، وتوجيهه تحذيراً لطائرة إيرانية مدنية كانت تقترب من الهبوط في المطار، وهدد باستخدام القوة إذا لم تغير مسارها، وفق ما كشف وزير الأشغال في حكومة تصريف الأعمال علي حمية. وذلك يعني “قوله انه تمكن من محاصرة عسكرياً وألا يستطيع لبنان أن يحصل على أسلحة عبر طيرانه، حتى لو كانت الطائرة مدنية”، وفق ما يشير ملاعب.