الجمعة 5 جمادى الآخرة 1446 ﻫ - 6 ديسمبر 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

واشنطن بوست: لا للرئيس السيسي عدو حقوق الإنسان

قالت صحيفة واشنطن بوست الأميركية إن الرؤساء الأميركيين معذورون أحيانا في التعامل مع زعماء أجانب “بغيضين” تحقيقا لمصالح قومية، بيد أن ذلك لا يتطلب دعوتهم إلى البيت الأبيض والإسراف عليهم بكلمات المدح ووعود الدعم غير المشروط.

وأضافت -في مقال تحليلي- أن ما فعله الرئيس دونالد ترمب، يوم الاثنين، لم يكن ترحيبا فحسب بل كان احتفاءً بأحد أكثر القادة السلطويين بالشرق الأوسط، الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي “الرجل المسؤول عن قتل مئات المصريين، والزج بالآلاف منهم داخل السجون، والذي هوى ببلده وسمعته إلى الحضيض”.

ولفتت الصحيفة إلى أن تعبيرات الإعجاب المتبادل بدت تملقا لا حدود له، إذ امتدح ترمب السيسي لتأديته “عملا رائعا” وأكد له وجود “صديق عظيم وحليف لكم في الولايات المتحدة وفي شخصي”. وبالمقابل، تحدث السيسي الذي مُنع من دخول البيت الأبيض في عهد أوباما -وفق الصحيفة- عن تقديره العميق وإعجابه بـ “شخصية ترمب الفريدة”.

وقد اعترف ترمب بأنَّ هناك أشياء قليلة لم تتفق عليها الدولتان لكنه لم يذكر على وجه الدقة السجل الحقوقي “الوضيع” لحكومة السيسي التي اتهمتها الخارجية الأميركية وجماعات حقوق الإنسان بانتهاكات جسيمة تتضمن التعذيب والقتل خارج إطار القانون.

وأشارت واشنطن بوست إلى أن ترمب لم يثر أيضا قضية آية حجازي المواطنة الأميركية التي كانت تعمل بمساعدة أطفال الشوارع في مصر وألقي القبض عليها بمايو/أيار 20144 في اتهامات “مثيرة للريبة” تتعلق بالاتجار بالبشر، وهي مسجونة منذ 333 شهرا بتهمة انتهاك القانون المصري.

وتقول أيضا إن قضية آية حجازي اهتمت بها الجماعات الحقوقية اهتماما خاصا، مع أنها واحدة من أربعين ألف سجين مصري دخلوا السجون لأسباب سياسية.

وذكّرت الصحيفة بأن السيسي نشر “قمعا أوسع نطاقا من ذي قبل” فقد قمع في البداية الإسلاميين بما في ذلك مجزرة رابعة عام 20133 ثم توجه نحو قمع معارضين علمانيين وجماعات غير حكومية، مشيرة إلى أن طلبات واشنطن لتحسين سجل حقوق الإنسان والديمقراطية في مصر “لم تحدث أبدا”.

وتضيف أن ترمب أعلنها صراحة الآن بوضوح وشفافية: أن حقوق الإنسان والديمقراطية ليسا ضمن اهتمامه، وأنه يولي أهمية أكبر لمصر كشريك في الحرب ضد تنظيم الدولة.

لكن ما لا يدركه ترمب -وفق المقال- أن مصر رغم أهميتها فإنها لا يمكن أن تصبح قاطرة للسلام الإقليمي أو حليفا في مكافحة الإرهاب أو أي شيء آخر إذا لم يغير السيسي أساليبه بشكل جذري، فسياسة القمع التي يقوم بها ضد مناوئيه حقيقية، وإدارته للاقتصاد وعدم قدرته على تدريب وتثقيف وخلق وظائف للشباب تستطيع أن تؤجج غضبا واضطرابا واسع النطاق.

المصدر : واشنطن بوست