الخميس 23 شوال 1445 ﻫ - 2 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

أزمة لبنان إلى مستوى جديد ولا توافُق على البديل

منير الربيع - الجريدة الكويتية
A A A
طباعة المقال

بعد طول أخذ وردّ، اعتذر سعد الحريري عن عدم تشكيل حكومة لبنانية، ولم تُفضِ تسعة أشهر من المفاوضات والمشاورات والجولات الداخلية والخارجية، إلى اتفاقه مع رئيس الجمهورية ميشال عون على إنجاز تشكيلة وزارية تبدأ تطبيق برنامج الإصلاحات المالية والاقتصادية.

وبات لبنان أمام مسار خطير ومتعرج من الأزمات، التي ستتوالى، بعد أن تغلّبت الحسابات السياسية والخلافات المصلحية على إمكانية إنجاز أي توافق، وتبددت كل الآمال التي علقها اللبنانيون على تشكيل الحكومة.

وبحسب المعلومات، لا توجد أي بوادر لاتفاق حول اختيار اسم بديل يحظى بقبول جميع الأطراف، لرئاسة الحكومة، والوصول إلى ذلك سيحتاج إلى وقت ومراحل متعددة من شد الحبال والمنازعات.

وكان الحريري حمّل عون مسؤولية الاعتذار، وقال بعد لقائهما 20 دقيقة في قصر بعبدا، إن الرئيس طلب تعديلات «اعتبرتُها أنا جوهرية» على التشكيلة الوزارية، التي قدمها له أمس الأول، و«تناقشنا بالأمور التي لها علاقة بالثقة، وتسمية الوزراء المسيحيين الآخرين، وغيرهم، ومن الواضح أن موقف الرئيس لم يتغير بهذا الموضوع، ولن نتمكن من التفاهم معه».

وأضاف: «طرحت على الرئيس مزيداً من الوقت للتفكير في الأمر إذا كان يحتاج ذلك، فقال يبدو أننا لن نتمكن من التفاهم، ولذلك قدمت اعتذاري عن تشكيل الحكومة. الله يعين البلد».

إلا أن عون رد، في بيان، على الحريري قائلاً إن الأخير لم يكن مستعداً لقبول أي تعديل يقترحه الرئيس، مضيفاً أنه سيدعو إلى استشارات نيابية جديدة حول التكليف في أقرب وقت.

وبعد دقائق من إعلان الحريري، اجتاز الدولار عتبة العشرين ألف ليرة، وسط تحذيرات من أن الانهيار التاريخي لليرة لن يقف عند هذا الحد.

وفي وقت لاحق، شهدت العاصمة بيروت ومناطق متعددة معظمها ذات أغلبية سنية، تجمعات احتجاجية وقطع طرقات حيوية.

ووصل الحريري إلى بعبدا، بعد ساعات من اجتماع بين عون والسفيرتين الأميركية والفرنسية. وأصدرت وزارة الخارجية الأميركية بياناً، أمس، أكدت فيه حصول تواصل بين الرئيسين الأميركي والفرنسي حول ضرورة تشكيل حكومة لبنانية قادرة على إنجاز الإصلاحات، واتصال مماثل بين وزيري خارجية البلدين، مما يشير إلى ممارسة ضغوط على مختلف القوى في سبيل تأليف حكومة.