الخميس 18 رمضان 1445 ﻫ - 28 مارس 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

إسرائيل تنقذ مقاتلي حزب الله لتجنب الحرب

اتخذت إسرائيل وحزب الله قواعد اشتباك غير رسمية في حين يستعد الجانبان لحرب محتملة والتي في الوقت نفسه يحاولان تجنب اندلاعها.

عندما انفجر الصاروخ بالقرب من سيارة جيب شيروكي السوداء، قفز ثلاثة من عناصر حزب الله وهربوا يحثاً عن التغطية. وبعد لحظة، بدوا وكأنهم يعرفون أنّ لديهم بعض الوقت، فعادوا ليحضروا حقائبهم، وتمشوا بعيداً قبل أن يضرب صاروخاً آخر سيارة الدفع الرباعية.

ولم يقتل أو يجرح أحد في الهجوم الإسرائيلي على فريق حزب الله في سوريا، وهذا ما كان مقصوداً بالتحديد.
وفقاً لعدة مسؤولين حاليين وسابقين إسرائيليين وشرق أوسطيين، اعتمدت إسرائيل سياسة تحذير عملاء حزب الله في سوريا قبل قصف قوافلهم لتجنب قتلهم والمخاطرة بحرب مدمرة في لبنان.

إنّ الهجوم، الذي تم توثيقه في فيديو ضمن دائرة مغلقة، كشف عن تفاصيل جديدة في قواعد غير رسمية بين إسرائيل وحزب الله، وهي جماعة مسلحة لبنانية، بينما يستعد كلا الجانبين لما يمكن أن يكون الحرب الكبرى التالية في حين يحاول كل منهما تجنب اندلاعها.

إنّ سياسة إسرائيل للتحذيرات المسبقة قبل الهجوم في سوريا، والتي لم يبلغ عنها من قبل، تعكس خوفها من التعامل مع ترسانة حزب الله الصاروخية الضخمة، في الوقت التي تحاول فيه رسم خط أحمر لمنع حزب الله من الحصول على صواريخ موجهة بدقة وتطويرها، وهو ما تعتبره تهديد استراتيجي لأمنها.

إنّ الصراع الذي دام عقوداً بين إسرائيل وحزب الله، والذي تسانده إيران الملتزمة بتدمير الدولة اليهودية، قد اتسع في مساحات أوسع من الشرق الأوسط في السنوات الأخيرة، حيث كثف حزب الله مشاركته في سوريا والعراق وأماكن أخرى، في حين استمرت إسرائيل في السعي إلى تحقيق ذلك.

ولكن على الرغم من أنّ إسرائيل لم تتردد في قتل الإيرانيين في سوريا، حيث سمحت فوضى حرب أهلية دامت تسع سنوات لمجموعة من القوى بالعمل، إلا أنها امتنعت إلى حد كبير عن قتل أعضاء حزب الله.

تلقى عملاء حزب الله في سوريا مكالمات هاتفية مفاجئة من مسؤولين إسرائيليين يحذرونهم من إخلاء قواعدهم قبل أن يقصفوها، وفقاً لمسؤول من التحالف الإقليمي الموالي لإيران. وكان أول صاروخ أطلق على سيارة حزب الله خطأ متعمداً، وتهدف طلقة تحذيرية إلى إجبار الرجال على الفرار حتى يتمّ تدمير معداتهم، بحسب ما قاله مسؤول استخباراتي. وقد فشلت الخطة في هذه الحالة لأنّ الرجال استرجعوا حقائبهم قبل أن يتمّ قصف السيارة.

ولكن الفكرة، كما قال أحد كبار مسؤولي الاستخبارات في الشرق الأوسط، هي أن نقول لحزب الله، “يمكننا أن نراكم، حتى لو لم نقتلكم.”

“حزب الله” أيضاً، على الرغم من كل خطاباته المحتدمة حول تدمير الدولة اليهودية، امتنع عن قتل الإسرائيليين في السنوات الأخيرة، وخشي على ما يبدو أيضاً من حرب يمكن أن تدمر جزءاً كبيراً من لبنان.

بعد يومين من الهجوم على السيارة في سوريا، اتهمت إسرائيل حزب الله بقطع ثقوب في السياج على طول الحدود اللبنانية-الإسرائيلية وبتعليق ملصق لزعمائه وقاسم سليماني، الجنرال الإيراني القوي الذي دعم حزب الله والذي قتل في غارة طائرة بدون طيار أمريكية في كانون الثاني.

وقال أمين حطيط، عميد متقاعد في الجيش اللبناني المقرب من حزب الله، إنّ ّ لفتة حزب الله تلك كانت وسيلة لإرسال رسالة غير قاتلة إلى إسرائيل، كردّ اعتبار إزاء هجوم إسرائيل، ومبيناً أنّ عملاءه يمكنهم عبور الحدود إذا اختاروا ذلك.

وقال الجنرال حطيط أنه نظراً لأنّ الهجوم الإسرائيلي لم يقتل أحداً، فإنّ” رد حزب الله جاء دون وقوع إصابات”.

“هذه هي الحرب الجديدة،” قالت رندى سليم، زميلة في معهد الشرق الأوسط في واشنطن. “سيكون هناك استهداف دقيق للأفراد والعناصر الرئيسية الأمر الذي تعتبره إسرائيل تهديداً وجودياً لأمنها، وهو صواريخ حزب الله الموجهة بدقة عن بعد.”

كما أضافت: “لكنّ تكتيك الطلقات التحذيرية والجهود الرامية إلى ضرب المعدات بدلاً من الناس قد يكون أكثر ما ستصل إليه إسرائيل حتى الآن فقط.”

“إذا كان مشروع الصواريخ الموجهة بدقة يسير وفقاً للمعدل الذي يتحدّث عنه الإسرائيليون، في نهاية المطاف سيبدأون في قتل هؤلاء الناس.”

ويعتقد المسؤولون الإسرائيليون أنّ لدى حزب الله ترسانة من أكثر من 000 100 صاروخاً وقذيفة يمكن أن تصل إلى جميع أركان الدولة اليهودية. إنّ نظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي المعروف باسم القبة الحديدية لن يكون قادراً على إسقاط مجموعة كبيرة من الصواريخ التي تطلق في وقت واحد، كما يقول المسؤولون، إنّ دفاع إسرائيل يعتمد جزئياً على حقيقة أنّ الصواريخ ليست دقيقة جداً.

ولكنّ إسرائيل تؤكد أنّ حزب لله يحاول بناء قذائف وصواريخ موجهة عن بعد، يمكن أن تستهدف منشآت رئيسية مثل القواعد العسكرية أو المباني الحكومية أو محطات توليد الطاقة، وسيكون من المستحيل تقريباً إيقافها. وقد نفذت إسرائيل العديد من الغارات الجوية في سوريا على ما قيل أنها كانت قوافل من الأسلحة المتجهة إلى حزب الله لإيصالها إلى الوطن وهو ما لم تقبله اسرائيل، أن يتم تمرير أسطول من الصواريخ الذكية عبر حدودها.

وفي آب / أغسطس الماضي أرسلت إسرائيل طائرة بدون طيار متفجرة إلى داخل حي يسيطر عليه حزب الله في بيروت لتدمير ما وصفه المسؤولون الإسرائيليون بأنه آلية حيوية لإنتاج القذائف والصواريخ الدقيقة، ولكن من أجل تجنب قتل أعضاء حزب الله، وقع الهجوم قبل الفجر عندما لم يكن يتواجد أحد حولها، بحسب ما قاله كبار المسؤولين في الشرق الأوسط.

 

تنويه: هذا المقال قام فريق عمل موقع راديو صوت بيروت إنترناشونال بترجمته من الإنجليزية من موقع Nytimes