الخميس 22 شوال 1445 ﻫ - 2 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

استبعاد باسيل من لقاءات هيل رسالة أميركية لتغطيته ‏‏"حزب الله‎"‎

كتبت صحيفة ” الشرق الأوسط ” تقول : ‎سألت أوساط سياسية لبنانية عن الأسباب الكامنة وراء عدم مبادرة رئيس الجمهورية ‏ميشال عون إلى تحديد موعد لإجراء الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس الحكومة ‏المكلف بتشكيل الحكومة الجديدة، وما إذا كان لتريّثه في إنجاز هذا الاستحقاق الدستوري ‏لإعادة إنتاج السلطة في لبنان علاقة مباشرة بضرورة تجاوز التداعيات المترتبة على ‏استعداد المحكمة الدولية لإصدار حكمها اليوم (الاثنين) في جريمة اغتيال رئيس الحكومة ‏الأسبق رفيق الحريري، أم أنه يتوخّى من التأخير كسب الوقت لتعويم رئيس “التيار الوطني ‏الحر” النائب جبران باسيل من خلال مطالبته بتشكيل حكومة أقطاب تتيح له بأن يعيد ‏الاعتبار لباسيل؟‎

وكشفت الأوساط السياسية لـ”الشرق الأوسط” أن الرئيس عون يتذرّع بضرورة إجراء ‏مشاورات سياسية تسبق تحديد موعد للاستشارات النيابية المُلزمة لعله يتمكّن من تسويق ‏باسيل من خلال إصراره على تشكيل حكومة أقطاب، وقالت إنه أجرى نصف مشاورات ‏اقتصرت على “أهل البيت”؛ أي القوى الحليفة له من دون أن تشمل قوى المعارضة‎.
ولفتت الأوساط نفسها إلى أن المشاورات لم تحقق الغاية المرجوّة منها لأنه لم يلق ‏التجاوب المطلوب مع أنه حاول توسيع مشاوراته بانفتاحه على رئيس الحزب “التقدمي ‏الاشتراكي” وليد جنبلاط مبدياً رغبته بلقائه‎.

وعلمت “الشرق الأوسط” أن لا مانع من لقاء عون بجنبلاط لكنه لن يبدل من موقف الأخير ‏الذي لا يحبّذ تشكيل حكومة أقطاب ويدعو لحكومة قادرة على مواجهة التحديات‎.
وفي هذا، يبدو أن عون لم يقرر حتى الساعة ما إذا كان سيسحب عرضه بتشكيل حكومة ‏أقطاب من التداول لمصلحة قيام حكومة وحدة وطنية، تجاوباً مع موقف رئيس المجلس ‏النيابي نبيه بري وأمين عام “حزب الله” السيد حسن نصر الله‎.

كما أن عون لم يكن مرتاحاً للقاءات التي عقدها وكيل وزارة الخارجية الأميركية لشؤون ‏الشرق الأوسط ديفيد هيل لاستبعاده عقد لقاء مع باسيل، وبهذا الموقف يتساوى باسيل ‏مع “حزب الله” الذي لم يكن مشمولاً باجتماعاته هو أمر طبيعي في ظل التأزُّم المسيطر ‏على العلاقات الأميركية – الإيرانية الذي ينسحب على حليف طهران في لبنان‎.‎

ومع أنه لم تُعرف الأسباب التي أملت على هيل استبعاده لباسيل من الاجتماعات التي ‏عقدها رغم أن لا غبار على علاقتهما الشخصية، وكان هيل التقاه في زيارته السابقة ‏لبيروت، ويحاول رئيس “التيار الوطني” تبرير استبعاده بأنه لم يطلب موعداً للقائه‎.

لكن تبرير باسيل لا يُصرف في لعبة الصراع السياسي الدائر في لبنان لأنه أول من يدرك بأن ‏هيل هو من أدرج لائحة بأسماء الرؤساء والشخصيات التي يود الاجتماع بها، وإن كانت ‏السفارة الأميركية تنأى بنفسها عن الدخول في سجال حول خلو اسم باسيل من اللائحة‎.

وتأكد – بحسب الأوساط السياسية – بأن استبعاد باسيل من لقاءات هيل ما هو إلا مؤشر ‏على موقف طارئ للإدارة الأميركية التي بدأت تتعامل معه كأحد أبرز الوجود السياسية التي ‏توفر الغطاء لسياسة “حزب الله” في لبنان امتداداً إلى المنطقة‎.

ورأت بأن واشنطن كانت أدرجت اسم “حزب الله” على لائحة العقوبات واتهمته بأنه يزعزع ‏الاستقرار في المنطقة ويتدخل في شؤون الدول العربية ويهيمن على حكومة الرئيس ‏حسان دياب قبل أن يتقدّم باستقالة حكومته‎.

لذلك، فإن تذرّع عون بتأخير الاستشارات النيابية واستباقها بمشاورات سياسية لتسهيل ‏مهمة التكليف والتأليف لم يلق أي تجاوب لأن ما يهمه أن يحجز مقعداً لباسيل في الحكومة ‏الجديدة التي لن ترى النور قبل التفاهم على برنامجها الإنقاذي وتحديد مهامها في ضوء ‏عودة المجتمع الدولي فور الانفجار الذي حصل في مرفأ بيروت للاهتمام بلبنان في محاولة ‏لانتشاله من قعر الهاوية‎.

وعليه، من السابق لأوانه تسليط الضوء على اسم المرشح لتشكيل الحكومة العتيدة إذا كان ‏المقصود تهيئة الأجواء لعودة زعيم تيار “المستقبل” الرئيس سعد الحريري إلى رئاسة ‏الحكومة، مع أن الرئيس بري هو أول من رشحه وهذا ما أبلغه – كما علمت “الشرق ‏الأوسط” – لهيل ووزير خارجية إيران محمد جواد ظريف الذي ربما فوجئ بتبنّيه من قبل ‏رئيس المجلس‎.

كما أن عون ليس بعيداً عن ترشيح بري للحريري لتولي رئاسة الحكومة وهو أُعلم بموقفه ‏في اتصال جرى بينهما أول من أمس، فيما يلوذ زعيم “المستقبل” بالصمت ويرفض ‏الدخول في بازار الترشيحات لأنه يعطي الأولوية لاختبار مدى استعداد الأطراف للإفادة من ‏الفرصة التي أعادت لبنان إلى خريطة الاهتمام الدولي لأنه ليس في وارد تفويت هذه ‏الفرصة وإهدارها‎.

وبكلام آخر، فإن المجتمع الدولي يشترط على لبنان بأن يتقدم برؤية جدية للإنقاذ مقرونة ‏ببرنامج عمل، وهذا ما يتطابق وجهة نظر الحريري الذي يفضّل عدم العودة إلى رئاسة ‏الحكومة إذا كان المطلوب إقحام البلد في دورة جديدة من الاشتباك السياسي‎.
فالكرة الآن – كما تقول هذه الأوساط – في مرمى رئيس الجمهورية، فهل يتخلى عن ‏مكابرته وإنكاره للواقع السياسي الجديد وبالتالي يبادر في إعادة النظر في نهجه وأدائه ‏كأساس لتعويم العهد القوي وإنقاذه بدلاً من أن ينصرف وكأولوية لتعويم باسيل‎