الأحد 26 شوال 1445 ﻫ - 5 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

"الحرب بين الحروب".. هل حان الوقت لتغيير طريقة "مواجهة" إسرائيل لإيران؟

يؤكد مراقبون لآخر تطورات الصراع بين إسرائيل وإيران، أن التوتر قد ازداد بشكل كبير بين الطرفين على خلفية تصعيد طهران الخطير في برنامجها النووي، إضافة إلى توسع مجال نفوذها في منطقة الشرق الأوسط ضمن مشروع “الهلال الشيعي”، بالاعتماد على وكلائها في المنطقة.

وتبعاً لذلك يبدو أن سياسات الصراع قد بدأت تأخذ شكلاً جديداً، حيث أشارت صحيفة “هاارتس” الإسرائيلية، اليوم الثلاثاء 4 مايو (أيار)، في مقال لها تطور استراتيجية الدولة العبرية في مواجهة إيران، وكتبت أن مسؤولي الأمن والدفاع في إسرائيل يعتقدون أن بعض إجراءات البلاد ضد طهران لم تعد فعالة كما في الماضي، حيث يدرسون إجراء تغييرات في هذه الاستراتيجية، إن أمكن ذلك.

وكتب يانو كوبوويتز أن الإجراءات مثل الهجوم على ناقلات النفط الإيرانية التي تذهب إلى سوريا، وحتى بعض الهجمات المنتسبة لإسرائيل في الأراضي السورية، والمعروفة في البلاد باسم “الحرب بين الحروب”، لم تعد فعالة كما كانت في السابق.

وجاء في المقال أن إسرائيل غالبًا ما تستخدم مصطلح “الحرب بين الحروب” لتجنب الدخول في حرب شعواء، إضافة إلى تقليل قدرة الدول والجماعات المعادية على ضرب إسرائيل. وفي الوقت نفسه، لم يتم نشر هذه الهجمات الإسرائيلية على وسائل الإعلام أو لا تتحمل إسرائيل مسؤولية هجماتها، مما يؤدي إلى تجنب العدو أخذ الانتقام والمواجهة مع البلاد.

لكن “هاارتس” أوضحت أنه في الأشهر الأخيرة، أصبحت مثل هذه العمليات، على الأقل في مواجهة إيران، واضحة تمامًا، ونظرا للتقارير الواردة فيما يتعلق بالرد الإيراني عليها، فقد يكون الوقت قد حان لتغيير اسم هذه العمليات من “حرب بين الحروب” إلى “صراع مباشر على مستوى منخفض مع إيران”.

ويعتقد كاتب المقال أنه في الفترة القليلة الماضية، كانت القدرات العسكرية والاستخبارية للجيش الإسرائيلي، إلى جانب عوامل مثل الحرب الأهلية السورية، والوجود العسكري الأميركي في المنطقة لمحاربة داعش، والمصالح الإقليمية المشتركة لإسرائيل وبعض القوى، بما في ذلك روسيا، كانت تسمح لإسرائيل، وبسهولة اتخاذ هذه الإجراءات العملياتية ضد إيران، وعدم رد الأخيرة عليها.

ولكن الآن، ومع استقرار نظام الأسد في سوريا، وحضور واستقرار روسيا في هذا البلد، ومحاولات جو بايدن لسحب القوات الأميركية من الشرق الأوسط، الأمر الذي يعزز الوجود الروسي في المنطقة، كل هذه الأسباب أدت إلى حد ما، من تقليص قدرة الجيش الإسرائيلي بهذا الخصوص.

وجاء في المقال أيضا أن أحداثًا مثل الهجوم المنتسب لإسرائيل على موقع نطنز النووي في الليلة التي سبقت وصول وزير الدفاع الأميركي إلى إسرائيل، فاقمت الخلافات بين واشنطن وتل أبيب.

كما أن انتشار التقارير حول دور إسرائيل في الهجوم على موقع نطنز بعد ساعات فقط من الانفجار، وتقرير صحيفة “وول ستريت جورنال” حول الهجوم الإسرائيلي على ناقلات النفط الإيرانية، أدت إلى أن هذه العمليات لم تعد بإمكانها أن تكون سرية.

ويخلص الكاتب إلى أنه على الرغم من أن سياسة “الحرب بين الحروب” الإسرائيلية لا تزال ناجحة على جبهات مثل القتال ضد داعش في شبه جزيرة سيناء، فقد يكون الوقت قد حان لتغيير تلك السياسة تجاه إيران.