كتبت صحيفة ” الأنباء ” الالكترونية تقول : مع تفاقم المرض السياسي في البلاد، وانسداد الآفاق أمام انفراجات في المدى العاجل، على وقع الكلام المنفصم الذي خرج به الوزير الأسبق جبران باسيل، يتفاقم بشكلٍ خطير انتشار وباء كورونا في ظل التزايد المطّرد في وتيرة الإصابات التي اقتربت من 500 إصابة أمس، ليتقدم هذا الخطر على الكثير من الملفات والأزمات التي تستدعي هي الأخرى القلق والخوف على المصير.
مصادر وزارة الصحة أفادت جريدة “الأنباء” أن الوضع حرجٌ جداً، في حين أكّدت مصادر طبية للـ “الأنباء” أن لبنان دخل مرحلة الانتشار الواسع، ولا حلّ سوى التزام الإرشادات الوقائية، مشيرةً إلى أن ارتفاع عدد المصابين ينذر بكارثة في ظل الاستهتار المتمادي لدى الناس، وغياب المتابعة من قِبل كل الأجهزة المعنيّة.
ومع غياب المعالجة الصحية، غابت كذلك المعالجات السياسية، خصوصاً وأن كلام باسيل أمس أعطى انطباعاً إضافياً عن تعثّر مختلف الطروحات التي تم الترويج لها مؤخراً في الشق الحكومي. وقد حاول باسيل مخاطبة نفسه لإقناعها، ولكون أحداً غيره لن يقتنع بأن لا علاقه له بأيٍ من كل الأزمات التي تراكمت على اللبنانيين، وأنه ليس هو من عطّل تشكيل الحكومات شهوراً طويلة، ولا هو من حوّل وزارات ومؤسّسات في الدولة ماركة مسجّلة باسم تياره، ولا تياره مَن عرقل تنفيذ القوانين الصادرة عن مجلس النواب تحت بدعة “حقوق الطائفة”، ولا هو من كلّف خزينة الدولة المليارات على كهرباء لم يبقَ منها غير الأعمدة والأسلاك، ولا هو من بنى السدود الفاشلة التي لا يكفي ما تحفظه من مياه لسد رمق طائر ظمئ، ولا هو وحلفاؤه مَن وضع لبنان في عزلةٍ عربية ودولية، ولا هو من يغطي المعابر السائبة…. وتطول اللائحة وتطول. وبما أنه لن يسكت بعد اليوم، فالناس كفيلةٌ بعدم السكوت عن حقّها بوطن لا بحقوق الطائفة، وعن حقّها في العيش بكرامة لا العيش رهينة اتفاقات وتفاهمات. وحقوق الوطن المسلوبة هي التي يجب استرجاعها قبل أي شيء آخر.
مصادر “القوات اللبنانية” اعتبرت كلام باسيل “غير جديد”، وقالت لـ “الأنباء”: “لقد تعوّدنا على هذه المعزوفة. وبدلاً من أن يقول إنه أرجأ مؤتمره الصحافي من السابع من الجاري إلى اليوم احتراماً للزلزال الذي حصل، كان عليه أن ينزل وتيّاره إلى الشارع، ويشارك في رفع الأنقاض ومساعدة الناس الذين نُكبوا، بدلاً من البكاء على الأطلال، وسوق التبريرات التي قدّمتها السلطة، في الوقت الذي كانت فيه على معرفةٍ بوجود المواد المتفجرة داخل حرم المرفأ”.
واعتبرت مصادر “القوات” أن، “الوقت اليوم ليس لتسجيل المواقف السياسية، وتذكير الناس بالإنجازات الوهمية. فالمطلوب الوقوف إلى جانب المواطنين الذين نكبوا بأرواحهم وأرزاقهم، وتأمين الدعم لإعادة إعمار بيوتهم”.