الأربعاء 15 شوال 1445 ﻫ - 24 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

بكركي تسعى للقاءات مصالحة بين الفرقاء "على دفعات"

بولا أسطيح - الشرق الأوسط
A A A
طباعة المقال

لا تزال البطريركية المارونية التي نشطت أخيراً بدعوتها إلى «حياد لبنان» ونزع السلاح غير الشرعي، تنشط على خط مصالحة الفرقاء المسيحيين بدعوة متوقعة إلى لقاء موسع في مقرها ببكركي.

ولم تنجح كل الصيغ التي اقترحتها البطريركية أخيراً لمصالحة «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية»، بعد الإشكال الكبير بينهما قبل أسابيع في منطقة ميرنا الشالوحي ببيروت، سواء اللقاء الثنائي بين القيادتين، أو اقتراح اللقاء الماروني الموسع.

ويبدو أن بكركي باتت تدفع باتجاه «لقاء ذي طابع وطني» لحل الأزمة الراهنة من دون أن تربطه بدعوتها الأخيرة إلى إعلان «حياد لبنان»، لعلمها أن هذا المبدأ لا يلقى إجماعاً محلياً، خصوصاً بعد خروج «حزب الله» للتصويب عليه. ويقول النائب البطريركي العام المطران سمير مظلوم، إنه «تم استمزاج الآراء حول دعوة للقاء في بكركي، لم تتحدد طبيعته والمدعون إليه»، إلا أن رئيس «القوات» سمير جعجع «لم يتجاوب معه».

وأضاف مظلوم لـ«الشرق الأوسط»، أن «البطريركية تتمنى وتسعى إلى جمع اللبنانيين وتوحيد الكلمة ليتشاركوا بحل المشكلات وتخطي المآسي، لكن الأجواء لا تكون دائماً مساعدة وتتطلب تكوين قناعات جديدة لدى المسؤولين». لكنه أكد أن «الجهود مستمرة والدعوة لا تزال قائمة، وإن لم تكن هناك مواعيد محددة»، معتبراً أن أي لقاء «لا يعني جمع كل القوى الوطنية دفعة واحدة، إنما يمكن أن يحصل ذلك على دفعات»، موضحاً أن اللقاءات التي يُعمل عليها «غير مرتبطة بالحياد الذي يدعو إليه البطريرك بشارة الراعي، إنما بمصالحة اللبنانيين، وتقريب وجهات النظر والأفكار لحل الأزمة الحالية، علماً بأنه متى تحقق ذلك نكون اقتربنا أيضاً من تحقيق الحياد».

وبحسب مصدر قيادي في «القوات اللبنانية»، أبدت بكركي رغبتها بعقد لقاء ثنائي بمرحلة أولى بين قيادتي «القوات» و«التيار» على أن يتوسع في مرحلة ثانية ليشمل النواب الموارنة، إلا أن «الجواب كان بعدم التماس أي فائدة أو جدوى من الصيغتين، لسببين أساسيين؛ الأول أن طبيعة الأزمة اللبنانية الحالية مالية، فلا فائدة من لقاء مسيحي لمعالجة أزمة تطال كل اللبنانيين من دون استثناء. أما السبب الثاني فكون مبادرة الحياد التي أطلقها البطريرك وأيدناها تماماً، تتمتع بحاضنة وطنية، وبالتالي لن يكون مجدياً تقليصها إلى إطار مسيحي».

وأكد المصدر لـ«الشرق الأوسط»، أن «لا وجود لتوترات مع التيار الوطني الحر باعتبار أن ما حصل في ميرنا الشالوحي حادث عرضي ثانوي أصبح وراءنا». وأكد «وجود علاقة وثيقة جداً استثنائية وشفافة بالبطريرك، بحيث إننا على تواصل دائم ومستمر معه، إلا أننا لا نرى في المرحلة الراهنة أن الأولوية للقاء مسيحي في ظل الأزمة الوطنية الكبرى التي تستدعي تضافراً للجهود وتشكيل حكومة مستقلة عن القوى السياسية، تليها انتخابات نيابية مبكرة».