الثلاثاء 28 شوال 1445 ﻫ - 7 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

تعيينات استفزت "الثنائي": "طرقوا الباب وسيسمعون الجواب"

الجمهورية
A A A
طباعة المقال

بمعزل عن الضرورة أو الأسباب التي أملت تمرير التعيينات في جلسة ‏لمجلس الوزراء مخصّصة اصلاً للبتّ بمشروع موازنة السنة الحالية، إلّا ‏انّها بالطريقة التي أُخرِجت فيها، أشعلت فتيلاً في قلب الحكومة وبين ‏أهلها، ينذر بأزمة جديدة عنوانها توقيع مراسيم هذه التعيينات، وبدأت ‏نذرها تطلّ بالأمس عبر الاعلان صراحة، ومن عين التينة تحديداً، بأنّ ‏هذه المراسيم لن تحظى بالتوقيع الشيعي المتمثل بتوقيع وزير المال‎.‎

وعلى ما هو واضح، فإنّ هذه التعيينات، التي قد تُستتبع في جلسة الثلاثاء ‏المقبل بتعيين نائب رئيس جهاز أمن الدولة، وهو مركز شيعي، جاءت ‏مستفزّة لثنائي حركة «أمل» و«حزب الله». وكما تقول مصادر الثنائي ‏لـ«الجمهورية»، انّ قرار عودة وزراء الثنائي الى المشاركة في جلسات ‏الحكومة، اتُخذ لتسهيل عمل الحكومة وخدمة مصالح اللبنانيين، وليس ‏لأن يتمّ تجاوزنا، وكأنّنا غير موجودين‎».‎

وقال مصدر مسؤول في هذا الفريق لـ«الجمهورية»: «انّ ما جرى في ‏مجلس الوزراء بالأمس، لا يمكن أن يمرّ مرور الكرام، أو التعامل معه ‏وكأنّه أمر واقع‎».‎

أضاف المصدر: «من الأساس، موضوع التعيينات، أيّاً كان نوعها او ‏حجمها، هي مسألة حساسة لا يمكن ان تُحسم الّا بالتوافق وليس بفرضها ‏او تهريبها. وإزاء ذلك، لم نعد الى المشاركة في الحكومة لكي نكون ‏شهود زور، ونغطي على أخطاء وارتكابات تحصل، او نغضّ النظر ‏على محاولة ترسيخ «ثنائيّات» داخل الحكومة، تتجاوزنا هكذا بكلّ ‏بساطة، وتنسف مبدأ الشراكة، وتتفرّد باتخاذ القرارات وبتمرير تعيينات ‏استنسابيّة مفصّلة على بعض المقاسات السياسية‎».‎

ولفت المصدر عينه الى «اننا لن تثبّت سابقة تتجاوزنا او عُرفاً تمرّر فيه ‏تعيينات او قرارات بمعزل عنّا، وتبعاً لذلك يُخطئ كثيراً من يحاول ان ‏يعتبرنا «كمالة عدد»، فهم طرقوا الباب في مجلس الوزراء ومرّروا ‏تعيينات لا علم لنا بها، وبالتأكيد سيسمعون الجواب، وخلاصته انّ ‏مراسيم هذه التعيينات لن تمشي‎».‎

واللافت في هذا السياق، انّ رد الفعل الشيعي الرافض للطريقة التي تمّ ‏فيها تمرير التعيينات، لم يقتصر على المستوى السياسي، بل تعدّاه الى ‏المستويات الدينية التي التقت كلّها على التأكيد على ما بدا انّه «توجيه ‏عام» يعتبر «انّ ما جرى بالأمس في مجلس الوزراء يعكس الواقع ‏المرير بشكل فاضح، فعلى قاعدة «مرقلي لمرقلك»، جرى استغفال ‏الثنائي الوطني لتمرير بعض التعيينات. إنّ هذا الالتفاف على «الثنائي» ‏من قِبل الحكومة، ما هو سوى مجافاة وتجاهل للشراكة والتفاهم، وكأنّ ‏البعض لا يحلو لهم الّا التفرّد بالقرارات، بإسلوب النكد السياسي، كما ‏كان التفرّد بالكهرباء على سبيل المثال لا الحصر، الذي اوصل البلد الى ‏ما نحن فيه من تراكم الدين على خزينة الدولة‎».‎