الأربعاء 15 شوال 1445 ﻫ - 24 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

صحف بريطانية تندد بهجوم خان شيخون بريف إدلب الكيميائي

ركزت بعض عناوين أبرز الصحف البريطانية الصادرة اليوم الأربعاء على الهجوم الكيميائي على ريف إدلب السوري الذي قتل فيه أكثر من 100 مدني وأصيب أكثر من 400 آخرين صباح أمس الثلاثاء.

فقد أشارت ديلي تلغراف إلى أن الأمم المتحدة أكدت استخدام الأسلحة الكيميائية على بلدة خان شيخون شمالي سوريا، وأنه تم بواسطة قصف جوي تشير فيه أصابع الاتهام إلى نظام “الدكتاتور السوري بشار الأسد”، أو -باحتمال أقل- إلى حلفائه الروس، بما أن المعارضة لا تمتلك قوة جوية.

وألمح كاتب المقال كايل أورتون إلى أن هجوم أمس تزامن مع اجتماع الاتحاد الأوروبي لبحث سبل المضي قدما في سوريا، بما في ذلك تخصيص الأموال للمعونة الإنسانية وإعادة الإعمار.

“إذا فشل الغرب في الرد على هذه الفظاعة الأخيرة بحزم، وإذا وجدت الأموال الغربية طريقها إلى نظام الأسد باسم استقرار سوريا، فقد أعلن بصوت عال ما كان سياسة ضمنية لسنوات عديدة”

وعلق بأن الأمر لم يكن حادثا عرضيا بأية حال، وأنه كان رسالة قصد منها المفاخرة بحصانة الأسد لضغوط المجتمع الدولي، وعدم اكتراث هذا المجتمع بإنفاذ معاييره الخاصة. كما أنه رسالة إلى الشعب السوري بأنه وحده في نضاله، وأنه لا يوجد قيود على “الدكتاتور”، وبالتالي يجب أن يتخلى عن كل مقاومة.

حملة مؤثرة

ويرى أورتون أن الأسد ومن يساندونه يشنون حملة مؤثرة لتصوير حكمه على أنه راسخ، ومن ثم ضروري للذين يرغبون في تحقيق الاستقرار بسوريا، وليس الأمر محبة فيه، ولكنه حقيقة واقعة.

وأضاف أن الحملة حققت نجاحا كبيرا رغم حقيقة أنه لا يستطيع حتى السيطرة على الأراضي التي يحكمها اسميا في غرب سوريا. واعتبر أن هذا الهجوم هو في الأساس محاولة لإضفاء صبغة رسمية على سياسة الغرب الموالية للأسد.

وختمت الصحيفة بأنه إذا فشل الغرب في الرد على هذه الفظاعة الأخيرة بحزم، وإذا وجدت الأموال الغربية طريقها إلى نظام الأسد باسم استقرار سوريا، فقد أعلن بصوت عال ما كانت سياسة ضمنية لسنوات عديدة. وهذه الواقعية القصيرة النظر ستؤكد مجددا قدرة تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة على تقديم أنفسهم بصفتهم الشركاء الوحيدين لشريحة من السوريين ترى أن أمنها ممكنا فقط بمجرد رحيل الأسد.

وفي هذا السياق أشارت افتتاحية ذي غارديان إلى أن الصور المفجعة للأطفال القتلى والمصابين والمرضى البؤساء في سوريا أصبحت للأسف واقعا يوميا، لكن هجوم أمس أثار ردود فعل دولية قوية اعتبرته أحد أسوأ الهجمات الكيميائية خلال سنوات الحرب، ويحمل جميع علامات النظام السوري رغم نفيه ذلك.

وألمحت إلى أن البعض ربط بين هجوم الثلاثاء القاتل والتحول في سياسة الولايات المتحدة تجاه سوريا، كما يبينه قول وزير خارجيتها الأسبوع الماضي إن مستقبل الأسد مسألة تخص الشعب السوري، وكذلك قول سفيرتها لدى الأمم المتحدة بأن إزاحة الأسد لم تعد أولوية.

وحشية الأسد

وقالت الصحيفة إن مثل هذه التصريحات عززت يقين النظام بأنه يمكن أن يرتكب جرائم حرب دون عقاب، مضيفة أنه إذا ثبت أن الإفلات من العقاب دائم فإن مأساة الشعب السوري قد يكون لها عواقب كارثية على كثيرين آخرين أيضا.

وختمت بأن الآثار الرهيبة للأسلحة الكيميائية في الحرب العالمية الأولى سرعان ما تلتها إجراءات تقيدها، ووقعت على اتفاقية حظرها أكثر من 1900 دولة، بينها سوريا. والآن يحذر الخبراء من أن خطر استخدامها يتم تطبيعه مرة أخرى، ومثال ذلك واضح في هجوم أمس.

وفي زاوية أخرى بنفس الصحيفة، كتبت جوليان بورغر أن حجم وهول هجوم أمس السام على المدنيين في إدلب أبرز بشكل كبير ثغرة أخرى في نهج إدارة ترمب، وهي الفشل في تقدير الدرجة التي كانت بها وحشية الأسد محركا للتطرف.

وأشارت إلى قول بسمة قضماني -من المعارضة السورية- بأن الهجوم كان في الواقع نتيجة مباشرة للقرار الأميركي تخفيف الضغط عن الأسد.

وقالت قضماني إن “أول رد فعل للسوريين هو أن هذا الهجوم نتيجة مباشرة للتصريحات الأميركية عن الأسد بأنه لم يعد أولوية، وإمهاله والسماح له بالبقاء في السلطة”.

المصدر : الصحافة البريطانية