السبت 18 شوال 1445 ﻫ - 27 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

لبنان يحمل ملف النزوح إلى بروكسل ولكن.. الموقف الدوليّ ليس العائق الوحيد!

لارا يزبك
A A A
طباعة المقال

يعمل لبنان الرسمي في الوقت الراهن على إعداد الملف اللبناني إلى مؤتمر بروكسل 7، الذي سيُعقد في 15 حزيران المقبل ومحوره النزوح السوري. وفي حين يعتبر لبنان من الدول التي تحتضن أكبر كم من النازحين وهو يتأثّر أكثر من أي دولة أخرى بأعدادهم وتداعيات وجودهم بما أنه منهار اقتصاديًا، لا يبدو أن الحماسة الدولية لإطلاق قطار العودة، موجودة.

أمام هذا الواقع، تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، إن الخشية كبيرة من ألا تتمكّن بيروت، إذا لم تتحضر كما يجب، من حيث الأرقام والوثائق والمستندات، ومستوى اللقاءات التي سيعقدها ممثلوها في بروكسل على هامش المؤتمر، من إسماع صوتها كما يجب وفرض تغيير في الموقف الدولي من “العودة”.

المصادر تشير إلى أنّ ثمة تبدلًا بدأ يلمسه مَن يلتقون مسؤولين أمميين في مقاربتهم لقضية النزوح. فحين يواجَهون بالوقائع اللبنانية وبتلك السورية الميدانية حيث باتت الأرض السورية والسلام الذي يعم في معظمها، جاهزة للعودة، هُم لا يملكون أي رد مُقنع، بل “يهزّون رأسهم إيجابًا”، مقرين بذلك بأنه “عمليًا” لا مانع أمام العودة وبأن المساعدات التي تُرسل الى السوريين في لبنان يمكن إرسالها إليهم في سوريا.

في الساعات الماضية، أثار رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع القضية مع ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إيفو فرايسن في معراب. وشدد جعجع على أن “كسر الجمود والستاتيكو على الساحة السورية يجب أن يؤدي حتماً إلى كسر الجمود والستاتيكو في ملف النزوح السوري الى لبنان”، مضيفًا أنه “من الواجب علينا الانتقال من مرحلة تنظيم وجود المواطنين السوريين الموجودين حالياً على الاراضي اللبنانية، إلى مرحلة تنظيم عودتهم الى بلدهم”.

وذكّر جعجع بأن “لبنان واللبنانيين أظهروا أقصى درجات الإنسانية وحسن المعاملة منذ بداية الأزمة السورية”، مشيرًا في الوقت عينه إلى “أن المسألة تخطت حدود الانسانية ولم يعدْ بالإمكان معالجتها من خلال تقديمات اقتصادية، بل بات من الضروري مقاربتها بجدية منعاً لتفاقمها، باعتبار أن تخفيف الاحتقان الذي نشهده يبدأ عبر خطوات عملية سريعة”.

وإذ تلفت إلى أنّ ضرورة إعادة السوريين إلى بلادهم باتت محط اجماع بين أطراف محلية عدة، تعتبر المصادر أن ما يثير القلق من عدم تحقيقها، ليس فقط الموقف الدولي، بل أيضًا محاولة جهات لبنانية استخدامها للتطبيع مع الرئيس السوري بشار الأسد. فالممانعون يعتبرون أن التواصل مع الأسد ونظامه هو مفتاح العودة، لكن الكل يعرف أن الأخير لا يريد هذه العودة وأنه مرتاح إلى إبقاء الثقل السوري السني خارج سوريا وقد قرر الربط بين هذه العودة وإعادة إعمار سوريا الذي قد يستغرق سنوات! ويضاف إلى هذا المعطى، الصمت الرسمي عن قرار مفوضية اللاجئين دولرة مساعداتها للسوريين في الساعات الماضية. فهل تتقاطع هذه المعطيات كلّها لتفرض على لبنان التحوّل إلى أرض بديلة للسوريين بعد الفلسطينيين؟!

    المصدر :
  • المركزية