الجمعة 10 شوال 1445 ﻫ - 19 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

لوموند: سعي سعودي إماراتي لإدخال قطر إلى الصف

اعتبرت صحيفة لوموند الفرنسية أن السعودية والإماراتتسعيان لإجبار قطر على السير على خطاهما، وهي تعتبر أن الدوحة أصبحت مصدر إزعاج لا يمكن التسامح معه.

وعرضت الصحيفة سلسلة أسئلة للقراء على مراسلها الإقليمي بنيامين بارت بشأن الأزمة الحالية بين قطر ودول خليجية وعربية.

وأفاد بارت بأن قطر واصلت اكتساب مزيد من الزخم منذ الإعلان عن استقلالها، حيث إن جهود تطوير حقل الغاز الأضخم في العالم مبكرا اعتبارا من العام 1990 شكل وسيلة لتطوير نشاطها الدبلوماسي وقوتها الناعمة، بجانب استثمارها في كل الاتجاهات سواء في الرياضة أو الثقافة أو المتاحف أو غيرها.

وتحدث أن تنظيم الدوحة لكأس العالم لكرة القدم 2022 عكس وجها آخر لرمزية القوة الناعمة لدولة قطر، الأمر الذي يصطدم مع سياسة دبي التي تلعب -بدورها- بورقة الانفتاح والتنوع والظهور في الواجهة.

كما اعتبر بارت أن انفتاح قطر على جميع الفاعلين في العالم العربي وفتح قنوات التواصل معهم، وانفتاحها على تيارات الإسلام السياسي، كل ذلك سبب إزعاجا آخر للسعودية والإمارات اللتين تخشيان تأثير الإسلاميين على الرأي العام.

ولفتت لوموند إلى أن علاقة قطر بالإسلاميين بدأت منذ أمد طويل، لكن ذلك لا يعني قطعا أنها تمول “الجماعات المتطرفة”.

تركيع

وتحدث الصحيفة أن الأزمة الحالية بين قطر وعدد من الدول الخليجية بدأت قبل أسبوعين، أي عقب انعقاد قمة الرياض يوم 21 مايو/أيار الماضي التي دعا فيها الرئيس الأميركي دونالد ترمب الدول العربية والإسلامية إلى التكتل في مواجهة إيران وتنظيم الدولة الإسلامية. كما ذكّرت الصحيفة بأزمة سحب السفراء الخليجيين من قطر عام 20144.

وقالت إن الإمارات تشعر بأن قطر لم تف بالتزامتها منذ الأزمة السابقة، لذلك فهي مصممة هذه المرة على الوصول إلى هدفها المتمثل في تركيع الدوحة، عبر العمل على غلق قناة الجزيرة وطرد جميع القيادات الإسلامية لديها.

وعبر بارت عن اعتقاده بأن هذه الأزمة سيكون لها تداعيات على فرنسا، مشيرا إلى أن الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي أسس لعلاقة وثيقة مع قطر، لكن سرعان ما عاد الرئيس الأسبق فرانسوا هولاند إلى أصول الدبلوماسية الفرنسية في الشرق الأوسط من خلال إعطاء الأولوية للمملكة العربية السعودية.

وأشار إلى أن الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون سيتموقع هو الآخر، غير أن فرنسا تظل حليفة لكل من الإمارات والسعودية وقطر، في حين عبر عن اعتقاده بأن الأميركيين يتمنون الخروج من هذه الأزمة بأسرع ما يمكن.

وعن تأثير هذه الأزمة على فرنسا التي تعد وجهة رئيسية للاستثمارات القطرية، قال المراسل الإقليمي إنه في الوقت الراهن لا يوجد أي تأثير حقيقي، كما أنه من غير المرجح أن يحصل تأثير في المستقبل.

وبشأن الانعكاسات الاقتصادية لهذه الأزمة على قطر، أكد بارت أنه لن تكون هناك مشاكل، مشيرا إلى أن الدوحة سعت خلال السنوات الأخيرة إلى زيادة احتياطياتها كجزء من سياسة الأمن الغذائي لديها. كما لفت في الأخير إلى جهود الوساطة التي بدأها أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح لاحتواء هذه الأزمة.