الجمعة 24 شوال 1445 ﻫ - 3 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

معهد دراسات الأمن القومي: على إسرائيل أن تعالج مشروع الصواريخ الدقيقة لدى حزب الله فورا

كتبت صحيفة “القدس العربي”: ضمن استعراضه أهم التحديات الاستراتيجية التي تواجه إسرائيل في النصف الثاني من العام 2021 يؤكد معهد دراسات الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب أن إيران تسعى جاهدة لتكون دولة على حافة السلاح النووي.

وقدم رئيس “المعهد” بروفيسور مانويل تراختينبيرغ تقرير التحديات الاستراتيجية لرئيس إسرائيل يتسحاق هرتسوغ وفيه مجمل المخاطر الاستراتيجية التي تهددها مرفقة مع توصيات لرسم سياسات ناجعة لما تبقى من العام الجاري. المعهد الذي يقدم تقريرا سنويا عادة اختار هذه المرة أن يقدم تقريرا جديدا خاصا بنصف العام المتبقي من 2021 وذلك على خلفية انتخاب رئيس جديد لإسرائيل وبسبب التطورات العالمية والمحلية خلال النصف المنقضي من العام: دخول رئيس جديد للبيت الأبيض، قرار بايدن العودة للاتفاق النووي مع إيران، إقامة حكومة جديدة داخل إسرائيل وتفاقم التوترات فيها خاصة الصدامات بين مواطنيها العرب واليهود.

وحسب هذا التقرير تواصل إيران بالتقدم نحو تخصيب اليورانيوم بمستويات عالية وشرعت في إنتاج اليورانيوم المعدني المناسب للخطة النووية العسكرية لا المدنية وتستحوذ على قدرات نووية وتكنولوجية ضرورية لتشغيل أجهزة طرد مركزية متطورة. ويرى “المعهد” بضرورة تثبت إسرائيل من وجود خيار عسكري ضد إيران والاستعداد لسيناريو إحراز اتفاق منقوص تستطيع من خلاله طهران تثبيت أقدامها كدولة على حافة حيازة القنبلة النووية مع قدرات الاندفاع نحو تصنيعها فعلا خلال مدة وجيزة مكونة من عدة شهور فقط.
ديناميكية التصعيد

ويعتقد “المعهد” أن قوة ردع إسرائيل أمام أعدائها وخوفهم من اندلاع حرب ما زالت موجودة لكن نزاعا من الممكن أن يحدث في الجبهة الشمالية وكذلك مقابل قطاع غزة بسبب ديناميكية التصعيد.

وجاء في تقرير معهد دراسات الأمن القومي أن إيران أيضا تواصل تعزيز نفوذها في العراق، سوريا، اليمن ولبنان بما في ذلك الناحية العسكرية ونشر معدات قتالية للمدى البعيد كالصواريخ والطائرات المسيرة علاوة على تفعيل ميليشيات محلية في كل واحدة من هذه الدول المذكورة. ويرى “المعهد” أن احتمالات وقدرات التهديد على الجبهة الشمالية آخذة بالازدياد في ظل تفكك الدولة اللبنانية واستمرار تقسيم سوريا، معتبرا أن هذا الوضع يمكن إيران من تعميق تدخلاتها وبناء “ماكنة حرب” تعتمد أكثر وأكثر على قدرات هجومية دقيقة تستهدف العمق الإسرائيلي ويضيف “هذه توجهات خطيرة ينبغي أن تقلق إسرائيل. على خلفية ما تشهده لبنان فإن إمكانيات الانزلاق نحو تصعيد أمني تتفاقم”.
حزب الله

ويحذر معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي من استمرار تقدم حزب الله في مشروع بناء الصواريخ الدقيقة بشكل يجعلها تهديدا حقيقيا خطيرا على إسرائيل. وبرأي “المعهد” فإنه على إسرائيل أن تحدد فورا شكل وتوقيت معالجة مشروع الصواريخ الدقيقة لدى حزب الله. كما يقول التقرير إن المنظومة العسكرية الإسرائيلية تشخص استمرارا في تقدم حزب الله في مشروع الصواريخ الدقيقة والمعضلة الماثلة أمام إسرائيل في المستقبل القريب هي هل تبادر وتضرب هذا المشروع على الأراضي اللبنانية وبذلك تأخذ بالحسبان إمكانية اندلاع حرب مقابل حزب الله.

ويضيف “حتى الآن ترى المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أن نقطة التوقيت هذه لم تحن بعد لكن باحثي معهد دراسات الأمن القومي يفترضون في التقرير الاستراتيجي الجديد أن مشروع الصواريخ الدقيقة بات منذ الآن يشكل تهديدا جوهريا على الجبهة الداخلية العسكرية والمدنية في إسرائيل وأن الحديث يدور عن واحدة من القضايا المركزية البارزة في هذا التقرير.
الحلبة الفلسطينية

وبما يتعلق بالحلبة الفلسطينية يرى معهد دراسات الأمن القومي بضرورة تعزيز السلطة الفلسطينية ورعاية تفاهمات مع حركة حماس من أجل وقف النار لمدة طويلة تشكل موضوع الأسرى والمفقودين وترميم البنى التحتية داخل القطاع. ويرى “المعهد” أن الأحداث في الضفة الغربية والقدس خلال الحرب على غزة عكست محدودية سياسة تكريس الشقاق بين الفلسطينيين والتمييز بين غزة والضفة طيلة سنوات. ويمضي المعهد الإسرائيلي في نقد سياسات “فرق تسد” الإسرائيلية حيال الفلسطينيين ويقول: “عمليا أدت سياسة إسرائيل هذه من بين ما أدت له لتعزيز مكانة حركة حماس فيما تواصل تآكل مكانة السلطة الفلسطينية وشرعيتها”.

ويخلص معهد دراسات الأمن القومي للقول إنه على إسرائيل تغيير توجهاتها وحياكة سياسات جديدة محدثة تنعكس من جملة انعكاساتها في تعزيز قوة السلطة الفلسطينية. كما يرى “المعهد” أن عدوان “حارس الأسوار” كان مثله مثل جرس إنذار يشير للصعوبة التي يواجهها الجيش في مواجهة إطلاق صواريخ دقيقة من مناطق مأهولة ومن مواقع باطنية ويضيف “نعتقد أن الجيش لا يستطيع تغيير هذا الوضع في المنظور القريب بشكل جوهري”.