الثلاثاء 14 شوال 1445 ﻫ - 23 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

مفاوضات الترسيم مع إسرائيل: "حزب الله" يخدم حملة ترامب

الراي الكويتية
A A A
طباعة المقال

باغَتَ إعلانُ انطلاقِ العدّ العكسي لبدء المفاوضات اللبنانية – الإسرائيلية غير المباشرة بوساطة أميركيةٍ حول ترسيم الحدود البحرية المشهدَ السياسي في لبنان «المستسْلم» أمام استعصاءِ أزمةِ تأليفِ الحكومة العتيدة على أيّ حلولٍ من «حواضر البيت» الداخلي بعد انتكاسة المبادرة الفرنسية.

وشكّل كشْفُ رئيس البرلمان نبيه بري، أمس، عن الاتفاقِ الإطار الذي يرسم الطريقَ للمُفاوض اللبناني لترسيم الحدود «البرية والبحرية» مع إسرائيل برعاية الأمم المتحدة وترحيب واشنطن بـ«الاتفاقية التاريخية» و«قرار حكومتي إسرائيل ولبنان بدء مناقشات حول الحدود البحرية»، مفاجأةً غير مفاجئة في التوقيت إذ كانت متوَقَّعة، ولكنها أشاعتْ مناخاتٍ تشي بمتغيّرات وتراجُعاتٍ وربما مناورات.

وجاء هذا التطور مدجّجاً بالمفارقات في المضمون وفي سرعة دخوله على خط «الحساسيات» الداخلية، والأهمّ أنه بدا من الصعب فصْل خلفيّاته المتعدّدة البُعد عن الصراع الأميركي – الإيراني وحسابات اللاعبين الإقليميين والمحليين، لجهة شقّ «خط أبيض بارد» مع مرحلةٍ ما بعد الانتخابات الأميركية أياً كان الفائز فيها (إيران)، و«فتْح حسابٍ» يتصل بالانتخابات الرئاسية اللبنانية عبر «الانحناء أمام عاصفة» العقوبات الأميركية من ضمن «هنْدسةٍ» للأدوار لا يبدو «حزب الله» بمنأى عنها، هو الذي بات حليفاه المسيحي (فريق الرئيس ميشال عون) والشيعي (بري) تحت مقصلة لوائح واشنطن السوداء.

ولم يكد أن يجفّ حبرُ إطلالةِ «تسليم الشُعلة» من بري الذي أعلن انتهاءَ دورِه عند عتبة الاتفاق – الإطار، حتى تدافعتْ الأسئلةُ عن سرّ «لعب هذه الورقة»، التي أدارها على مدى عقدٍ من الزمن الثنائي الشيعي بري – «حزب الله» على طريقة «الوكيل الحصري» لها، في هذا التوقيت الذي يصبّ في النهاية في «صندوقة المكاسب» الانتخابية للرئيس دونالد ترامب الذي يُراكم نقاط انطلاق مسار التطبيع العربي مع إسرائيل ليُلاقيه لبنان بقطارِ المفاوضات البحرية التي توصل إلى اتفاقية ترسيم توثق في الأمم المتحدة وتكرّس الاعتراف بـ«إسرائيل»، في حين تطايرتْ القطب المخفية بين سطور الاتفاق الذي أعلنه رئيس البرلمان اللبناني والتي «لم تصمد» طويلاً بعدما أزاح الغبار عنها وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، قبل أن ترتسم سريعاً خطوط التسابق اللبناني على «أبوة» هذا «الإنجاز» والإمرة لمَن في مرحلته التنفيذية.

وفي هذا الإطار استوقف أوساطاً مطلعة أن بري حرص وفي «التمهيد» قبل تلاوته الاتفاق الذي حمل عنوان «الاتفاق الإطار العملي للتفاوض حول ترسيم الحدود البحرية والبرية في جنوب لبنان» على التذكير بتلازُم المساريْن براً وبحراً بما أوحى بأن هذه النقطة التي كانت ترفضها تل أبيب نجحتْ بيروت في انتزاعها، قبل أن يكشف بومبيو أن بلاده تتطلّع إلى «محادثات منفصلة على مستوى الخبراء لتحديد القضايا العالقة المتعلقة بالخط الأزرق والتي تُعدّ خطوة إيجابية أخرى لتحقيق الاستقرار الإقليمي»، تاركة هذا المسار في عهدة «التجربة الإيجابية للآلية الثلاثية (الجيشان اللبناني والإسرائيلي عبر اليونيفيل)»، وذلك بعدما رحّب «بقرار حكومتي إسرائيل ولبنان ببدء مناقشات حول الحدود البحرية»، مشيراً الى أن «هذه الاتفاقية التاريخية توسّطت فيها الولايات المتحدة»، ولافتاً إلى أن «هذا الاتفاق يؤمن للجانبين إطار عمل مشتركاً للمناقشات البحرية لبدء المناقشات التي من شأنها أن تؤدي إلى مزيد من الاستقرار والأمن والازدهار للمواطنين اللبنانيين والإسرائيليين على حد سواء»، ومؤكداً أن «إعلان اليوم خطوة حيوية إلى الأمام تخدم مصالح لبنان وإسرائيل والمنطقة والولايات المتحدة».