الجمعة 10 شوال 1445 ﻫ - 19 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

نيويورك تايمز: تقلبات ترامب تجاه قطر تجعله شرطياً سيئاً أمام سياسة وزير خارجيته الهادئة

خلط الرئيس الأميركي دونالد ترامب الدبلوماسية الأميركية على جبهتين يوم الجمعة، 9 يونيو/حزيران 2017 فبعث بتوبيخٍ لقطر في اللحظة التي كان وزير خارجيته، ريكس تيلرسون، يحاول تسوية الخلافات في دول الخليج العربي، وعلى جبهة أخرى أعاد التأكيد على دعم حلف شمال الأطلسي (الناتو) بعد أسبوعين من رفضه القيام بذلك.

وذهبت تعليقات ترامب، التي لا يمكن التنبؤ بها كالعادة، في اتجاهين بحسب صحيفة”النيويورك تايمز” الأميركية: فقد بدا أنَّه يُقوِّض مساعي وزير خارجيته ريكس تيلرسون، الذي بدأ جهوداً للتوصُّل إلى تسويةٍ للخلاف الحاد بين قطر وعدد من جيرانها، وعلى رأسهم السعودية.

لكنَّه أنعش الحلفاء بالناتو أيضاً عبر التأكيد صراحةً على البند الخامس من ميثاق الحلف، وهي المادة التي تُلزِم الأعضاء بالدفاع عن أي حليفٍ يتعرَّض لهجوم. وكان ترامب قد تجنَّب بوضوحٍ القيام بذلك التعهُّد في اجتماعٍ بمقر الحلف في بروكسل قبل أسبوعين، مُتسبِّباً بذلك في صدعٍ مع الحلفاء، وهو الصدع الذي اتَّسع بعدما سحب ترامب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس للمناخ.

تقلباته واضحة في الشرق الأوسط

فبعد ظهر الجمعة، دعا تيلرسون إلى “حوارٍ هادئ ومُعمَّق” من أجل حل الخلاف الآخِذ في التعمُّق بين البلدان الإسلامية السُنّيّة في منطقة الخليج. وبعد ساعةٍ تقريباً، ذهبت تصريحات ترامب في اتجاهٍ مختلفٍ تماماً. فقد اتَّهم قطر بأنَّها “مُموِّلةٌ للإرهاب بمستوى عال”

وفيما وجه الرئيس الأميركي الثناء إلى “صديقه الملك سلمان” الذي استضاف ما وصفه ترامب بأنَّه قمة تاريخية في الرياض في أثناء زيارته إلى السعودية في الشهر الماضي، دعا وزير الخارجية الأميركي السعودية وحلفاءها من الدول التي فرضت حصاراً على قطر إلى تخفيف هذا الحصار، معتبراً أنه يضر بالعمليات ضد تنظيم الدولة الإسلامية، لكنه دعا بالمقابل الدوحة إلى “القيام بالمزيد وبشكل أسرع” في مجال مكافحة الإرهاب.

وقال الوزير الأميركي في تصريح مقتضب للصحافيين بحسب رويترز إن “قطر أحرزت تقدماً في مجال القضاء على الدعم المالي وطرد الإرهابيين من أراضيها، لكن عليها أن تقوم بالمزيد وأن تقوم به بشكل أسرع”.

وأضاف أن “الحصار يضر بالعمل العسكري للولايات المتحدة في المنطقة وبالحملة ضد تنظيم الدولة الإسلامية”.

وامتدت الرسائل المختلطة إلى وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، والتي أصدرت بياناً تعيد فيه التأكيد على دور قطر المهم كشريكٍ عسكري للولايات المتحدة، وللتعبير عن القلق من أنَّ عدم الاستقرار الآخذ في التعمُّق سيضُرَّ بالحملة التي تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).

وتقول نيويورك تايمز يبدو أنَّ تيلرسون وترامب يقومان بلعبة “الشرطي الجيد والشرطي السيئ” (أي يُظهِر أحدهما الشدَّة بينما يتعامل الآخر بهدوء وود)، سواء أكانا يفعلان ذلك باتفاقٍ أو بمحض الصدفة.

وبعد ساعات من إعلان السعودية والإمارات قائمةً بداعمي الإرهاب تضم 59 شخصاً وعشرات من المنظمات القطرية أو المرتبطة بقطر، من بينهم شخصيات بارزة من رجال أعمال، وسياسيين، وأفراد في العائلة الملكية، قال تيلرسون: “نطالب جميع الأطراف في المنطقة بعدم التصعيد”.

وكادت جهود تيلرسون الأولى في إقامة مفاوضات تُهدَم بسبب ترامب، إذ أدخل الأخير أنفه في النزاع بتغريدات على تويتر، فُهِم منها أنَّ الولايات المتحدة تقف إلى صف السعودية تماماً.

وقال ترامب في تغريدةٍ: “خلال زيارتي الأخيرة إلى الشرق الأوسط، أكدت أنه لن يكون ممكناً أن يكون هناك أي تمويل للأيديولوجيا الراديكالية بعد الآن. وأشار الزعماء إلى قطر – انظر!”.

وقال تيلرسون إنَّ أمير قطر، تميم بن حمد آل ثان، قد أحرز تقدماً في قطع التمويل عن المجموعات المتصلة بالإرهاب، مضيفاً أنَّه “يجب عليه فعل المزيد، ويجب أن يفعل ذلك سريعاً”.

وقال تيلرسون إنَّ الولايات المتحدة تدعم جهود أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، لحل الخلاف، لكنَّه دعا الدول الأخرى في المنطقة إلى “اتخاذ إجراءات فورية لوقف تصعيد الموقف”.

احتجاج الدفاع والخارجية

وتشير النيويورك تايمز إلى أن داخل الإدارة الأميركية شهد احتجَّاجاً من تيلرسون وماتيس بأنَّ الولايات المتحدة لا يجب أن تسمح بشقاقٍ بين السعودية وحلفائها في الشرق الأوسط من جهة، وقطر من جهة أخرى.

وفي يوم الخميس، الموافق 8 يونيو/حزيران الجاري، تناول الرجلان (تيلرسون وماتيس) الإفطار معاً، ثمَّ ذهبا إلى البيت الأبيض لحضور اجتماع مع ترامب، الذي عيَّن تيلرسون رسمياً وسيطاً في ذلك النزاع.

وقال البنتاغون الجمعة 9 يونيو/حزيران في بيان له “رغم عدم تعطل العمليات العسكرية الأميركية الحالية في قاعدة العديد الجوية في قطر إلا أن الوضع الآخذ في التطور يعرقل قدرتنا على تخطيط عمليات عسكرية في مدى أبعد”.

وقاعدة العديد الجوية في قطر تضم أكثر من 11 ألف جندي من الولايات المتحدة وقوات التحالف وهي قاعدة مهمة في الحرب ضد الدولة الإسلامية. مؤكداً أن قطر تظل ذات أهمية كبيرة للعمليات الجوية ضد الدولة الإسلامية.