الجمعة 10 شوال 1445 ﻫ - 19 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

واشنطن بوست: ترمب وتيلرسون منقسمان بشأن قطر

تناولت صحيفة واشنطن بوست الأميركية أزمة الخليج الراهنة والحصار المفروض على دولة قطر، وخاصة ما تعلق برد فعل الولايات المتحدة في هذا السياق، وقالت إن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب ترسل برسالتين متباينيتن بهذا الخصوص.

فقد نشرت الصحيفة مقالا للكاتب جوش روغن قال فيه إنإدارة ترمب ترسل برسالتين متنافستين بخصوص سياستها تجاه دولة قطر، الأمر الذي يعكس وجهتي نظر مختلفتين لكل من ترمب ووزير خارجيته ريكس تيلرسون بشأن قطر.

وأضاف المقال أنه بينما يعمل تيلرسون وراء الكواليس للتوسط بين حلفاء الولايات المتحدة المتخاصمين في الخليج، فإن مسؤولين ومراقبين يقولون إن موقف الرئيس ترمب الأكثر عدوانية يمكن أن يعيق قدرة وزير خارجيته على النجاح.

وأشار إلى أن أزمة الخليج بدأت في الخامس من يونيو/حزيران الجاري عندما حاصرت ثلاث دول خليجية إضافة إلى مصر دولة قطر، وأضاف أن مسؤولين في الإدارة الأميركية أكدوا أن تيلرسون يحاول الآن تنظيم لقاء في واشنطن يحضره وزراء خارجية كل من السعودية والإمارات وقطر.

لقاء

وأضاف الكاتب أن وزير الخارجية الأميركي تيلرسون التقى صباح الثلاثاء الماضي بنظيره السعودي عادل الجبير، وأن وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني سيمثل بلاده دولة قطر، بينما قد يمثل  محمد بن زايدآل نهيان الإمارات.

واستدرك بالقول إن مسؤولا من وزارة الخارجية الأميركية قال في وقت متأخر من يوم الثلاثاء نفسه إن فرص عقد قمة الأسبوع الجاري صارت أقل احتمالا، حيث أن الأطراف لم تبد استعدادا للتحرك.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية هيذر نوريت أمس الأربعاء إن تيلرسون والجبير اتفقا على ضرورة أن تلتقي جيع الأطراف لحل خلافاتهم، وأنها وصفت المزاج بأنه يبعث على “الأمل”، وأن كلا من تيلرسون والجبير يعتقدان أن الأسوأ في الأزمة قد ولى.

واستدرك الكاتب بالقول إن الرسائل المتنافسة أو المتباينة بين ترمب وتيلرسون لم تحل بعد، فقد أصدر تيلرسون بيانا الجمعة دعا فيه إلى الحوار لإنهاء النزاع، إلا أن ترمب أدلى بتصريحات بعد ساعتين مطالبا قطر بوقف تمويلها للإرهاب.

وبينما قال مسؤولون في الإدارة الأميركية إن خطابات كل من تيلرسون وترمب قد تبدو متسقة، وذلك لأنهما يرغبان بشكل كبير في حل الأزمة، إلا أن مسؤولين اثنين أضافا أن بيان ترمب أضيف في اللحظة الأخيرة، دون أن يمر على الوكالات المشتركة المعنية، وأنه لم يكن لدى وزارة الخارجية إشعار مسبق بأن ترمب سيتخذ لهجة أكثر صرامة.

مفاجأة

وأضاف الكاتب أن الجميع كانوا قد فوجئوا بتعليقات ترمب، وأن مسؤولا في الخارجية الأميركية قال إن قرار ترمب قوض ما قاله وزيره تيلرسون، وأن هذا المسؤول أضاف أن السياسة التي يجري العمل بها هي سياسة تيلرسون، وذلك على الرغم من تعليقات ترمب.

وأوضح الكاتب أن نهج تيلرسون يعتبر محاولة من جانبه للإظهار للبيت الأبيض أن بإمكانه أن يحرز تقدما، وذلك قبل أن تتعرض دولة قطر لإجراءات أكثر قسرا.

وأشار إلى أن هناك شعورا داخل الإدارة الأميركية  بأنه ليس لدى البيت الأبيض خطة حقا بشأن قطر، وبالتالي فإن لدى وزارة الخارجية مساحة للمضي قدما في استراتيجيتها الخاصة بها.

وأضاف أن الفجوة بين ترمب وتيلرسون تبعث على القلق لدى الكثيرين، وذلك لأنها تعني أن مسؤولي وزارة الخارجية لا يمكنهم بالضرورة الاعتماد على ما يقوله كبار الدبلوماسيين الأميركيين بشأن سياسة بلادهم.

ضوء أخضر

ونسب الكاتب إلى جون ألترمان أحد كبار الباحثين في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية القول إنه إذا لم يتمكن وزير الخارجية من التحدث باسم الرئيس، فعليه إذن ألا يتحدث. وأضاف أنه ينبغي لترمب وتيلرسون الاتفاق على رسالة واستراتيجية وليس الحديث وكأنهما في مقصورتين منفصلتين.

وأضاف الكاتت أن أحد دبلوماسيي المنطقة أخبره أن لهجة ترمب المختلفة حول قطر من شأنها أن تقوض جهود تيلرسون، وذلك لأن الرئيس انحاز بشكل واضح لجانب طرف في هذا النزاع.

لكن الكاتب نسب إلى دبلوماسي أميركي سابق قوله إنه عندما يبدأ تيلرسون المفاوضات، فإنه يمكن للسعوديين أن يصدقوا أن لديهم غطاء كبيرا في البيت الأبيض، وأوضح أن السعوديين يرون أن الرئيس ترمب منحهم ضوءا أخضر.

وأضاف أن الاختلافات بين ترمب وتيلرسون تعكس انقساما مماثلا في واشنطن، فتيلرسون الذي لديه عشرات السنين من الخبرة مع قطر يمثل طيفا كبيرا من السياسة الخارجية ومجتمع الأمن القومي الأميركي الذين يعتقدون أن دولة قطر تعتبر حليفا موثوقا يدعم العمليات العسكرية الأميركية، برغم بعض التعقيدات، وأن عزل الدوحة ومعاقبتها يتناقض مع الهدف الأميركي لجعل قيادة قطر تعالج المخاوف الأميركية.

وأشار الكاتب إلى أن وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس أكد الاثنين الماضي أن قطر تتحرك بالاتجاه الصحيح في ما يتعلق بمكافحة تمويل الإرهاب، وأن السفيرة الأميركية في الدوحة دانا شل سميث دافعت مرارا عن جهود الدوحة منذ اندلاع أزمة الخليج، وأنها أعلنت استقالتها الثلاثاء الماضي عبر تويتر.

واستدرك بأن لدى ترمب خبرة قليلة مع النظام القطري، لكن موقفه المتشدد شجع أطرافا من مجتمع الأمن القومي الأميركي الذين دافعوا منذ فترة طويلة عن سياسة أشد صرامة ضد الدوحة.

وقال الكاتب إن لدى تيلرسون بعض الوقت كي يثبت أن الأزمة بين قطر وجيرانها الخليجيين يمكن أن تحل بالطريقة الدبلوماسية، وبالتالي يمكنه الدفاع عن أصدقائه أمام منتقديهم حول واشنطن وداخل البيت الأبيض.

وأما إذا فشل تيلرسون، فإن العلاقة بين الولايات المتحدة ودولة قطر قد تتأزم بشكل سريع.