الجمعة 10 شوال 1445 ﻫ - 19 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

واشنطن بوست: هكذا استمعت "CIA" إلى ملالي إيران والقذافي.. وحافظ الأسد؟

كشف تحقيق مطول نشرته صحيفة “واشنطن بوست” أن أجهزة الاستخبارات الأميركية والألمانية استخدمت على مدى سنوات تجهيزات تابعة لشركة سويسرية متخصصة في تشفير الاتصالات، من أجل التجسس على أكثر من مئة بلد عدو وحليف.

 

وكشف التحقيق الذي أعدته الصحيفة بالتعاون مع التلفزيون الألماني “زد دي إف” ومحطة الإذاعة والتلفزيون السويسرية “إس آر إف”، أن أجهزة الاستخبارات الأميركية والألمانية اشترت العام 1970 شركة التشفير “كريبتو إي جي” في إطار “شراكة سرية للغاية” مع جهاز الاستخبارات الألماني “بي إن دي” عن طريق شركات مسجلة بدول تعد ملاذات ضريبية.

وكانت شركة “كريبتو إي جي” تربعت بعد الحرب العالمية الثانية على عرش قطاع بيع تجهيزات التشفير المحمولة، وباعت تجهيزات بملايين الدولارات لأكثر من 120 بلداً، من بينها إيران وليبيا وسوريا. وأبقي على تشفير التجهيزات التي بيعت لحلفاء الولايات المتحدة، أما بقية الدول فكان العملاء الأميركيون قادرين على فك تشفيرها، وعمدت وكالتا الاستخبارات إلى “التلاعب بتجهيزات الشركة بغية فك الرموز التي كانت البلدان الزبائن تستخدمها في توجيه رسائلها المشفرة”.

وتمكنت الاستخبارات الأميركية والألمانية بهذه الطريقة من مراقبة أزمة احتجاز الرهائن بالسفارة الأميركية في طهران العام 1979، وتزويد بريطانيا بمعلومات عن الجيش الأرجنتيني خلال حرب فوكلاند، ومتابعة حملات الاغتيال في أميركا اللاتينية. كما أتاحت هذه الآلية لوكالة الاستخبارات الأميركية امتلاك دليل على تورط ليبيا في اعتداء استهدف العام 1986 ملهى ليلياً في برلين الغربية أسفر عن مقتل جنديين أميركيين.

اللافت في التقرير ورود معلومات عن كون سوريا التي حكمها حافظ الأسد حينها، واحدة من الدول التي اشترت أجهزة الشركة السويسرية. لكن التحقيق تحدث عن طرد المدير التنفيذي للشركة هينز فاغنر، الذي كان يعرف بعمل الشركة لصالح الاستخبارات، لأحد المهندسين، العام 1977 بعدما اشتكت وكالة الأمن القومي الأميركية من أن ما يصلها من اتصالات دبلوماسية من الأجهزة في دمشق بات فجأة غير مقروء.

وبحسب الصحيفة، تبين أن المهندس بيتر فروتيغر الذي كان يشك منذ وقت طويل بارتباط الشركة بالاستخبارات الألمانية ذهب مرات عديدة إلى دمشق واستجاب لشكاواهم وقام بإصلاح مواطن الضعف فيها من دون إذن من الإدارة.

وجاء في تقرير لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية “سي آي أي” يعود لعام 2004 واطلع عليه معدو التحقيق أن “الحكومات الأجنبية كانت تدفع مبالغ كبيرة للولايات المتحدة وألمانيا الغربية لقاء امتياز التشفير لكنها كانت في الواقع تدفع لقاء اطلاع دولتين أجنبيتين على الأقل وأحياناw ما يصل إلى خمس أو ست دول على اتصالاتها الأكثر سرية” في إشارة لتحالفها مع الاستخبارات البريطانية والأسترالية والكندية والنيوزيلندية.

واعتبارا من العام 1970 باتت “سي آي إيه” ووكالة الأمن القومي “تراقبان عمليا كل عمليات كريبتو” وتتخذان القرارات المتعلقة بالتوظيف والتكنولوجيا والتلاعب بالخوارزميات واستهداف المشترين”. لكن البرنامج لم يتح التجسس على خصوم رئيسيين للولايات المتحدة، وتحديداً الاتحاد السوفياتي والصين لعدم تعاملهما مع “كريبتو”.

وفي العام 1993 باعت “بي إن دي” حصتها في “كريبتو” لتخوفها من عدم اكتفاء واشنطن بالتجسس على خصومها وانسحاب هذا الأمر على حلفائها، ولاحقاً أتاح التقدم الذي تحقق في مجال التشفير لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية التخلي العام 2018 عن الشركة. ورداً على سؤال لوكالة الصحافة الأميركية أكدت “سي آي أيه” أنها “على علم” بهذا التحقيق، من دون الإدلاء بأي تعليق رسمي حول عملياتها.

من جهته أكد المنسق السابق للاستخبارات الألمانية برند شميدباور للتلفزيون الألماني “زد دي إف” أن عملية التجسس التي أطلق عليها “روبيكون” كانت بالفعل عملية استخبارية، مشيراً إلى أنها ساهمت في “جعل العالم أكثر أمناً”، فيما اعتبرت الشركة السويدية “كريبتو إنترناشونال” التي اشترت “كريبتو إي جي” أن التحقيق “يثير القلق” نافية وجود “أي رابط مع وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وجهاز الاستخبارات الألماني”.