وبعد أسبوعين أي في الثاني من شهر نيسان ، دفنت عائلة الشاب “حسين السيد حسين” بقايا ابنها في مقبرة قرية اللويزة في جنوب لبنان. للوهلة الأولى يبدو أن الحدثين غير متصلين. لكن حسين كان مقاتلًا في حزب الله يبلغ من العمر 18 عامًا قُتل في سوريا في تشرين الثاني 2013 ، حيث يقاتل “حزب الله” المدعوم من إيران لدعم نظام بشار الأسد.
وعلى الرغم من الإغلاق الرسمي للحدود، فإن رفات حسين كانت من بين ما لا يقل عن ستة من مقاتلي “حزب الله” ، بالإضافة إلى قائد واحد ، قتل قبل سبع سنوات و استعيدت جثثهم مؤخرًا من سوريا.
وقال مسؤول إعلامي في “حزب الله” إن بقايا الجثامين أعيدت من سوريا “قبل انتشار فيروس كورونا” من دون تحديد تاريخ. ونُشرت عمليات استعادة الجثامين على نطاق واسع على مواقع إخبارية وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي مؤيدة لـ”حزب الله” بما في ذلك صورة لثلاث جثث ملفوفة بقطعة قماش اخضر قبل دفنها. وقالت أربعة مصادر قريبة من حزب الله ، بما في ذلك مقاتل عاد من سوريا في كانون الثاني الماضي، إن الحدود اللبنانية ليست مغلقة لاستخدام الحزب. وذلك ما أكده حسن العائد من سوريا وهو يبتسم “الحدود مغلقة في وجهكم فقط”.
وأكدت المصادر تفاصيل عمليات استعادة الجثامين، ومعظمها بقايا لمقاتلين سقطوا في سنة 2013 في معارك مع الثوار السوريين في ضاحية الغوطة الشرقية بدمشق. حيث تم وضع خطة لاستخراج الجثث في المناطق التي استولت عليها القوات الموالية للاسد.
كما قال أحد داعمي “حزب الله” في جنوب لبنان على اطلاع بعمليات استعادة الجثامين ان” الجيش السوري وحزب الله مازالوا يبحثون عن الجثث في الغوطة الشرقية”. وتابع “هناك مجموعات مكلفة بهذه المهمة.. لا تزال الجثث مفقودة في الغوطة الشرقية وريف حلب ، وربما اثنان فقط في الصحراء شرق سوريا. تجري عمليات للكشف عن مكان كل الجثث، وقد جرت عمليات تبادل لبعض منهم مع فصائل المعارضة في صفقات. . . وفي الآونة الأخيرة تم العثور على بعضها من خلال الحفر في اماكن تم اكتشافها بعد الاستفسار من السكان.
وسائل إعلام مقربة من الحزب أفادت بأن” عمليات الاستعادة لا تقتصر فقط على رفات مقاتلي “حزب الله” الذين قتلوا منذ سنوات، بل أيضاً جثث مقاتلين آخرين سقطوا في الفترة التي تلت عمليات إغلاق الحدود بسبب فيروس كورونا، مشيرة إلى استمرار انخراطها في القتال العسكري وأنشطة التدريب. ومن بين هؤلاء “جاد ياسين صوفان” من جنوب لبنان ، الذي أعلنت وفاته في 10 تموز الحالي، وتم تشييع جثته في مرقد السيدة زينب جنوب العاصمة السورية دمشق قبل إعادتها إلى لبنان. يذكر أن هذا المرقد هو موقع الحج الرئيسي للمسلمين الشيعة وكانت حمايته أحد الأسباب الرئيسية التي استخدمها “حزب الله” كذريعة لتبرير تدخله العسكري في سوريا منذ أكثر من سبع سنوات، ولم تعرف ظروف الوفاة ولا مكانها حيث اكتفى الحزب بالقول إن الشخص مات “وهو يقوم بواجبه الجهادي”.
وهي نفس الهيئة التي نشرت في حملات مواجهة كوفيد-19 لتطهير الشوارع وإعداد السيارات لنقل المصابين إلى المستشفيات والتوعية الصحية. وقال المحللون إن الوباء منح الأحزاب اللبنانية خاصة “حزب الله” الفرصة لإثبات أنها قادرة على تقديم الخدمات، لاسيما بعد حملة التظاهرات التي اجتاحت البلاد العام الماضي.
وقدمت المصادر روايات مختلفة عن نقل الجثث من سوريا إلى لبنان، وقال مصدر إن الحزب استخدم المعبر الرئيسي مع سوريا فيما قال آخر إن الحزب يستخدم “طرقا خاصة” بعيدا عن نقاط التفتيش على الحدود. وخلال الشهر الماضي، كانت الحدود اللبنانية السورية مفتوحة يومين في الأسبوع للمواطنين اللبنانيين الراغبين في العودة من سوريا الى وطنهم، لكن لا توجد معلومات حول عودة جثث مقاتلي حزب الله ، وفقا لمتحدث باسم الأمن العام اللبناني الذي يسيطر على المعابر الحدودية الرسمية.