محاور التقدم
مليشيات النظام المهاجمة من “الفرقة 25” (“قوات النمر” سابقاً)، و”الفيلق الخامس” و”الحرس الجمهوري”، لمّحت إلى أن تحركاتها البرية الجديدة هي استئناف للعمليات العسكرية المحدودة المتوقفة منذ مدة. وقالت المواقع الإعلامية الموالية للنظام إن الأعمال العسكرية ستشهد تصاعداً خلال الأيام المقبلة في مختلف جبهات ادلب.
المعارضة المسلحة قللت من أهمية المواقع والقرى التي خسرتها لحساب المليشيات باعتبارها مناطق هامشية ولم تكن واقعة تحت سيطرتها بالفعل. وكثفت “الجبهة الوطنية” و”هيئة تحرير الشام” من القصف المدفعي والصاروخي المعاكس، رداً على المليشيات المقتحمة. واستهدفت المعارضة بنيرانها اللويبدة وتل خزنة ومواقع المليشيات في أكثر من محور.
الناطق باسم “الجبهة الوطنية للتحرير” التابعة لـ”الجيش الوطني” النقيب ناجي مصطفى، أكد لـ”المدن”، أن محاور تقدم المليشيات في مناطق اشتباك سابق، ولم يكن للطرفين أي سيطرة ثابتة فيها. وبحسب مصطفى، فالمنطقة كانت خلال الأشهر الثلاثة الماضية محاور عمليات تسلل واشتباك محدود للمليشيات والفصائل، واعتادت المليشيات أن تتقدم فيها أكثر من مرة وتنصب كمائنها ومن ثم تنسحب، لكنها هذه المرة فرضت سيطرتها فيها بشكل كامل، وثبتت مواقعها.
مصدر عسكري في “فيلق الشام”، أكد لـ”المدن”، أن القرى التي خسرتها المعارضة لم تكن تحوي أي دفاعات وتحصينات عسكرية تمنع تقدم المليشيات، لأنها بالأصل مناطق عسكرية فاصلة، وبالتالي لم يكن هناك اشتباك قريب ومواجهات مباشرة مع المليشيات المهاجمة. وبحسب المصدر، فالمليشيات واصلت قصفها البري ورصدت مناطق واسعة بعدما ثبتت مرابض مدفعية وراجمات صواريخ في مواقعها الجديدة. ومن المحتمل، أن تستمر المليشيات في عملياتها لقضم الهوامش الضعيفة في الجبهات الشرقية كمرحلة أولى من عملياتها المفترضة.
هل تستأنف المعارك؟
الناشط الإعلامي عبدالفتاح الحسين، أكد لـ”المدن”، أن مليشيات النظام التي أشغلت محور العمليات جنوب شرقي ادلب مؤخراً انطلقت من مواقع تمركزها ومعسكراتها المنتشرة في محيط نقطة المراقبة الروسية في بلدة الشيخ بركة شرقي ادلب. وهي منطقة عسكرية ذات حساسية عالية بالنسبة للقوات الروسية، وقد هاجمتها الفصائل الإسلامية والمعارضة أكثر من مرة خلال الفترة الماضية. وقد يكون الهدف البارز لتقدم المليشيات هو إبعاد خطر نيران المعارضة عن المعسكرات التابعة للمليشيات في المنطقة، ونقطة المراقبة الروسية في الشيخ بركة من خلال السيطرة على الهوامش الخالية من التحصينات والخطوط الدفاعية للمعارضة. أما استئناف العمليات العسكرية فهو مستبعد، بحسب الحسين، على الأقل في الوقت الحالي.
وشهدت مناطق جنوبي ادلب وجبل الزاوية وريف المعرة الشرقي خلال الساعات الـ72 الماضية قصفاً مكثفاً غير مسبوق، بعدما قصفت الطائرات المروحية لأول مرة بلدات جنوبي ادلب بالبرميل المتفجرة. وتسبب القصف بمقتل عدد من المدنيين ودمار كبير في المواقع والقرى المستهدفة بسبب القوة التدميرية للبراميل المتفجرة التي تلقيها مروحيات النظام. ودفع قصف المروحيات إلى تهجير من تبقى من العائلات في قرى ريف كفر نبل الجنوبي نحو مخيمات الشمال والمناطق الزراعية المفتوحة، البساتين والجروف الصخرية.
الناشط الإعلامي بلال بيوش، أكد لـ”المدن”، أن الطائرات الحربية والمروحية قصفت بعشرات الغارات الجوية مناطق جنوبي ادلب في الساعات القليلة الماضية، وتسبب القصف بتهجير آلاف المدنيين من المنطقة. وقد تركز القصف على الأحياء المأهولة بالسكان التي يتم رصدها عادة عن طريق طائرات الاستطلاع التي تحلق بشكل متواصل في سماء المنطقة جنوبي ادلب.
عقدة كبانة
مصدر عسكري في “تحرير الشام”، أكد لـ”المدن”، أن الطائرات الحربية والمروحية قصفت منطقة كبانة والمرتفعات الجبلية في جبلي التركمان والأكراد بأكثر من 100 غارة جوية في الساعات القليلة الماضية، وحاولت التقدم في أكثر من محور بعدما دفعت بمزيد من العناصر والعتاد الحربي إلى جبهات القتال.
وبحسب المصدر، تم التصدي للهجمات، وخسرت المليشيات عدداً من عناصرها. وبحسب المصدر، تشارك مليشيات النظام الإيرانية في الهجمات البرية، ومنها “سرايا العرين” و”الفرقة الرابعة” ومجموعات تتبع لـ”حزب الله” اللبناني، وتشكيلات عشائرية مدعومة من “الحرس الثوري” تم استقدامها من حماة وحلب خلال اليومين الماضيين، ومن بينها “لواء الباقر”.