السبت 17 شوال 1445 ﻫ - 27 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

أثر غريب للتغير المناخي على كائنات التربة!

موقع للعلم
A A A
طباعة المقال

هناك مليارات الأنواع من الكائنات الحية الدقيقة تحت أقدامنا. وهي تتأثر كباقي الكائنات من تداعيات التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الأرض.

اذ وجدت دراسة جديدة نشرتها دورية “ساينس أدفانسز” في 25 آذار الماضي، أن الكائنات الحية الدقيقة في التربة تلجأ إلى التضحية بوزنها من أجل التكيُّف مع ارتفاع درجة حرارة التربة.

وتتخلص معظم بكتيريا التربة من جزء كبير من “مصانعها الخلوية” المختصة بالتخليق الحيوي للبروتين التي تنتج الريبوسومات المسؤولة عن تزويد خلايا البكتيريا بالطاقة لأداء وظائفها (انحلال المواد العضوية الميتة وتدوير العناصر الغذائية وتعزيز نمو النبات وتقليل التلوث وضبط المياه والمناخ).

وخلال استجابة الكائنات الدقيقة للمنبه الخارجي (الاحترار) تخضع خلاياها لتأثير نوعي من جرَّاء تغيُّر نشاطها الجيني، فترتفع معدلات إطلاقها غاز ثاني أكسيد الكربون، وقد يتقلص حجمها وتغدو أصغر ولكنها لا تتأثر عدديًّا.

وقالت “أندريا سولينجر”، المؤلفة الرئيسية المشاركة، في تصريحات لـ”للعلم”: “لا نعرف حتى الآن ما إن كانت أعداد الخلايا تتزايد بسبب تسريع عملية النمو أم أنها تتناقص بسبب نضوب العناصر الغذائية في التربة، أم أنها تظل كما هي، لكننا اكتشفنا آليةَ استجابة جديدة للاحترار لم تكن معروفةً من قبل”.

من جانبه، أشار “ألكسندر ت. تفيت”، المؤلف المشارك الثاني ضمن فريق دولي متعدد الجنسيات والتخصصات، الى أنه “في السابق، كان يُعتقد أن ميكروبات التربة المعرضة للاحترار تمتص كربون التربة بشكل أسرع وتطلقه على صورة غاز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، ثم تتكيف مع الظروف الجديدة بعد مرور بعض الوقت أو تتقهقر أمام انخفاض محتوى الكربون في التربة وبالتالي تقلل إطلاقه”، وأضاف لـ”للعلم”: “أظهرنا أنه بدلًا من ذلك، تتكيف الميكروبات بشكل جيد للغاية”.

وتنتج الكائنات الدقيقة ما يكفي فقط من البروتين اللازم لبقائها مع إحراز خسارة في الوزن، وهي “ميزة تنافسية كبرى تنطوي على نتائج جوهرية” وفق الدراسة، ففي محيطٍ تعرضت موارده للنضوب في درجات حرارة متزايدة الارتفاع، تصبح معدلات التفاعل أسرع وترتفع الأنشطة الميكروبية للتربة، في حين تتراجع الحاجة إلى العناصر الغذائية ويُكتفى بالقليل منها.

بذلك يُتاح ادخار الطاقة والمادة العضوية التي كانت الكائنات الميكروبية ستحتاج إليهما في عملية تصنيع نسبة عالية من الريبوسوم، ليتمّ استخدامهما بطريقة تعويضية في عمليات أخرى، مثل الحفاظ على أنشطة التمثيل الغذائي العالية، ومعدلات انقسام الخلايا لمواصلة الحياة وتسهيل النمو والتكاثر.