الثلاثاء 19 شعبان 1446 ﻫ - 18 فبراير 2025 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

الحرائق العالمية.. غموض يثير قلق العلماء حول تأثيراتها المناخية والصحية

في عصر تشهد فيه مدنًا تُدمّر جراء حرائق ضخمة تُنتج أعمدة دخان مرئية من الفضاء، يعترف العلماء بأنهم ما زالوا بعيدين عن فهم كامل لآثار هذه الحرائق على البشر والطبيعة والمناخ.

واجهت أثينا وهاواي ولوس أنجلوس أخيرًا حرائق مدمّرة، على حين حطّمت الحرائق في الغابات الكندية الأرقام القياسية خلال السنوات الأخيرة.

وفي العام الفائت، حذرت مجموعة علماء من مختلف أنحاء العالم، في تقرير دعمته وكالة الفضاء الأوروبية وشبكة “فيوتشر إيرث”، من أنّ هذه التغيرات في حدة الحرائق “تمثل خطرًا غير مسبوق لا يزال غير مفهوم بشكل جيد”.

ويسعى الباحثون في كل أنحاء العالم إلى فهم ما يحدث، فإمّا يستقلون طائرات تعبر الدخان الناتج عن الحرائق، وإما يحللون صورًا بالأقمار الاصطناعية لأعمدة دخان مرئية من الفضاء أو يأخذون عينات من التربة والممرات المائية، محاولين تقييم آثار الحرائق على البشر والكوكب.

وأحيانًا يقع هؤلاء العلماء أنفسهم ضحايا للحرائق.

“أسوأ عدوّ”

يقول المؤرخ المتخصص في الحرائق ستيفن باين، إنّ النار لطالما كانت بمنزلة “رفيق” للبشرية، أما اليوم فباتت “أسوأ عدوّ لنا”.

أطلق هذا الخبير على العصر الحالي تسمية “بيروسين”، ويجعل التغير المناخي خلال القرن الفائت بعض الظروف، وهي الحرّ والجفاف والرياح القوية، مؤاتية بصورة أكبر لاندلاع حرائق مدمّرة.

لكنّ الاحترار ليس السبب الوحيد في تزايد الحرائق وتفاقم حدّتها.

فالأمطار الغزيرة التي يعززها التغير المناخي لأنّه يغيّر دورة المياه، تزيد مخاطر الحرائق؛ لأنها تتسبب في نمو سريع للنباتات التي تصبح خلال فترة الجفاف التالية، بمنزلة وقود مثالي للحرائق، كما حصل في لوس أنجلوس.

وتوصلت أبحاث أُجريت في العام 2021 إلى وجود صلة بين ذوبان الطبقة الجليدية في القطب الشمالي وحرائق الغابات التي تزداد حدتها في غرب الولايات المتحدة.

لكن تكون الحرائق أحيانًا ناجمة عن البرق أو خطوط كهرباء معطّلة أو متعمّدة ببساطة.

وفي عدد من المناطق، تسببت أساليب غير مناسبة للوقاية من الحرائق بتراكم النباتات القابلة للاشتعال.

تلوّث
يواصل العلماء اكتشاف تأثيرات جديدة.

فالحرائق تغيّر الطقس، إذ تبدّل الرياح وتطلق السخام عاليًا ويمكن أن تسبب البرق.

كذلك، تولّد الحرائق كميات هائلة من ثاني أكسيد الكربون، وتؤثر حتى على الغلاف الجوي.

أطلقت حرائق الغابات الكندية سنة 2023 كمية من الكربون خلال خمسة أشهر تفوق انبعاثات الكربون الناتجة عن احتراق الوقود في روسيا خلال عام واحد، وفق حسابات علماء في وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا)، مع العلم أنّ الأشجار أعادت امتصاص كمية منه.

في العام 2023، أظهر العلماء أن تفاعلًا كيميائيًّا ناتجًا عن الدخان المتأتي من حرائق هائلة في أستراليا تسبب باتساع ثقب الأوزون بنسبة 10% سنة 2020.

ويكون للحرائق أحيانًا آثار غير متوقعة.

أظهرت إحدى الدراسات أن الرماد الناتج عن حرائق أستراليا سقط في المحيط على بعد آلاف الأميال، ما أدى إلى تكاثر العوالق التي امتصت ثاني أكسيد الكربون الإضافي، موقتًا أقلّه.

يجتاز هذا الرماد مسافات بعيدة، ويقول جوان يورت، من مركز الحوسبة الفائقة في برشلونة والذي أشرف على الدراسة، إن بعضًا منها سقط على الغطاء الجليدي، ما أدى إلى ذوبانه بسرعة أكبر.

    المصدر :
  • إرم نيوز