وفي تصريح للجزيرة نت، قال عالم الفضاء المغربي زهير بن خلدون -وهو من أعضاء الفريق العلمي المشارك في هذه الدراسات- إن ناسا استعانت في اكتشافها بترابيست شمال الذي تم تركيبه في مرصد أوكايمدن (المصنف الأول على صعيد شمال أفريقيا)، ومكن من اكتشاف ثلاثة من الكواكب السبعة المكتشفة.
وأوضح بن خلدون -رئيس قسم دراسات الفلك في جامعة القاضي عياض، والمشرف على مرصد أوكايمدن- أن “فريق بحث من جامعة لييج ببلجيكا اتصل بنا من أجل التعاون في هذا الموضوع، وقمنا بتركيب تلسكوب في مايو/أيار 20166 مخصص للكواكب الخارجية في مرصد ترابيست شمال، وتم إنجاز أطروحات مشتركة لمراقبة وتخفيض البيانات”.
وأضاف أنه تم توجيه التلسكوب نحو هدف النجم الرمادي القزم الفائق البرودة المسمى “ترابيست 1” الذي لفت الأنظار منذ سنة، “وبمقارنة المعطيات مع مراصد أخرى حول العالم في تشيلي وهاواي وجزر الكناري، ومن التلسكوب الفضائي سبيتزر التابع لناسا؛ قمنا بمداخلة بياناتنا وتحليل النتائج للتوصل لهذا الاكتشاف”.
بدوره أكد الباحث الفلكي بمرصد أوكايمدن محمد شباب، أن باحثين فلكيين مغاربة من مختبر فيزياء الطاقات العليا وعلم الفلك بجامعة القاضي عياض، ساهموا في تحليل المعطيات التي تم جمعها من مختلف هذه المراصد التي بينت أن المسافة الفاصلة بين هذه الكواكب ونجمها الأم ترابيست 1 تجعل درجة حرارة غلافها الجوي تقارب درجة حرارة الأرض.
وأوضح شباب -عضو فريق الباحثين الفلكيين- أن تلسكوب ترابيست الشمالي بمرصد أوكايمدن، هو ذاته الذي نسب إليه -إلى جانب تلسكوب ترابيست الجنوبي بتشيلي- اكتشاف هذا النظام النجمي الجديد “ترابيست 1”.
واعتبر أن الاكتشاف تتويج لبرنامج البحث العلمي حول الكواكب الخارجية الذي انطلق منذ عام 2010 على مستوى مختبر الفيزياء للطاقات العالية والفيزياء الفلكية بكلية العلوم السملالية التابعة لجامعة القاضي عياض.
وذكر باحثو أوكايمدن، اكتشافات فلكية مسجلة باسم المرصد في مجال الأجسام الصغيرة للنظام الشمسي. وهي أربع مذنبات وخمسة كواكب صغيرة بين الأجرام القريبة من الأرض، بالإضافة إلى تسجيل قياسات فلكية تجاوز عددها المليون قياسا، والتي تم إرسالها إلى مركز الكواكب الصغرى للاتحاد الفلكي الدولي الذي يصنف أوكايمدن ضمن المراصد العشرة الأولى على المستوى العالمي، وذلك بالنسبة لعدد عمليات الرصد التي قام بها لأماكن الكواكب الصغيرة، بحسب إحصائيات يناير/كانون الثاني المنصرم.
وبحسب مدير المرصد بن خلدون، فإنه -بالإضافة إلى الاكتشافات الفلكية التي تهم المجموعة الشمسية- يتم رصد الأجرام التي تصطدم بالقمر محدثة ظاهرة ضوئية يسهل على الفلكيين رصدها بالتلسكوب الأرضي أوكايمدن الذي يضم خمسة مناظير عالية الجودة، هي ثمرة شراكة مع جامعات أوروبية وأميركية، وفق تعبيره.
وأشار بن خلدون إلى مشاريع أخرى انطلق العمل بها وتهم مواضيع متعددة من ضمنها الأجسام الصغيرة في النظام الشمسي والكواكب التي توجد خارج النظام وتتبع مسار الأقمار الاصطناعية، إضافة إلى مشروع حول إحداث أبحاث لرصد المذنبات والكويكبات وكذلك لتحديد مدارات الأقمار الاصطناعية مع المعهد الفضائي الكوري الجنوبي، وآخر حول إحداث أبحاث لرصد الأهلة مع جامعة الملك عبد العزيز بالسعودية.
ويعد أوكايمدن أول مرصد فلكي جامعي في المغرب، تم تأسيسه مند ثلاثين عاما بـمشاركة 22 باحثا مغربيا، وهو مؤسسة وطنية تعمل لفائدة البحث العلمي في مجال فيزياء الفلك.