الأحد 26 ذو الحجة 1446 ﻫ - 22 يونيو 2025 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

بالفيديو.. تعرف على أغرب مخلوقات البحار وأكثرها فائدة وأغلاها سعراً!

في واحدة من أعظم المشاهدات في مخلوقات الله سبحانه في قاع المحيطات، سنكتشف كائناً بحرياً يجمع الكثير من الغرائب، فإضافة لندرته وظروفه الخاصة في الحياة، فهو يتميز بفائدته الطبية الخاصة وسعره الباهظ نوعاً ما.

حديثنا هنا عن الـ البطلينوس (المسمى بثقب المفتاح) giant keyhole limpet، وهو حيوان لا فقاري ينتمي إلى الرخويات، ويحتوي على كمية كبيرة من البروتين في الهيموغلوبين اللمفاوي، التي تعد مكوناً أساسياً للقاح جديد ضد مرض السرطان.

ويحتاج هذا الكائن لسنوات حتى يصل لحجمه المعروف، ومن أكثر ما يميز هذا المخلوق دمائه، لاحتواءها على برويتن KLH، يشبه الهيموجلوبين لدى البشر، ويلعب دور رئيسي في الجهاز المناعي.

يشار إلى أن هذا المخلوق لا يوجد الا في جنوب كاليفورنيا فقط، مما يعني أن إمداداته محدودة. وحتى تقوم باستزراعه وتحفيزه بالتكاثر، يجب معرفة الظروف التي ينمو فيها بشكل أفضل والرقابة الصارمة لمنع تلوث الماء. ينتج كل 50 حيوان 1 لتر من المصل، ومن هذا اللتر يمكن انتاج حوالي 20 جرام من البروتين، وتبلغ قيمته حوالي 100,000 دولار.

ويحمل الهيموسيانين عند البطلينوس (كي إل إتش) الأكسجين داخل دمه، وهو بروتين كبير الحجم بصورة غير عادية -يقارب حجم الفيروس- ويحتوي على العديد من المولدات المضادة التي تحفّز أبدان البشر على إنتاج الأجسام المضادة.

وعندما يحقن الأطباء مادة “كي إل إتش” في مجرى الدم عند الإنسان فإنها تستثير استجابة مناعية قوية، وإذا ارتبطت مؤشرات نوع معين من السرطان مع “كي إل إتش” بجهاز المناعة فإنه يمكن تحفيزه لمهاجمتها.

وبروتين “كي إل إتش” ليس ساماً بخلاف بعض البدائل الاصطناعية الأخرى، إضافة إلى أن الباحثين يستخدمون هذا البروتين في لقاحات السرطان بغية “كسر الاحتمال” إذ إن جسم الإنسان يحتمل الخلية السرطانية لأنه يظنها جزءاً منه، حسب قول فرانك أوكس، وهو رئيس شركة “ستيلار بيوتكنولوجيز” التي تربي البطلينوس في كاليفورنيا.

ويمكن استخدام كسر الاحتمال أيضاً في معالجة الإدمان، إذ استخدم العلماء في معهد بحوث “سكريبس” في كاليفورنيا “كي إل إتش” لصنع لقاح يُضعِف تأثيرات الهيروين، وأعطوا في تجاربهم الفئران المدمنة مزيجاً من جزيئيات مماثلة للهيروين مرتبطة مع “كي إل إتش”، وكما هو الحال مع لقاح السرطان فقد حرّض البروتين استجابةً مناعيةً لكبح النشوة، وبعد توفير خيار التناول الذاتي للهيروين توقف معظم الجرذان عن تعاطي المخدر.

وتُجرى الآن تجارب بشرية لصنع لقاح مماثل يعتمد على مادة “كي إل إتش” لعلاج إدمان النيكوتين والكوكايين.

ومادة “كي إل إتش” كبيرة جداً ومعقدة بحيث يصعب تصنيعها، ولذلك فإن البطلينوس العملاق يعتبر المصدر الأفضل والأكثر استقراراً للبروتين. وقبل عملية الاستخراج ينقل موظفو “ستيلار” حيوانات البطلينوس إلى أحواض داخلية ويستخدم الباحثون إبرة لسحب دمه ثم يعزلون مادة “كي إل إتش” عبر نابذة، ويحتاج البطلينوس إلى 16 أسبوعاً كي يتعافى ويصبح مستعداً لعملية جديدة.

ويمكن تربية البطلينوس في البراري، ولكنه يموت أثناء عملية الاستخراج ولا يوجد ما يكفي منه في البحار للمحافظة على هذه الطريقة.

يُذكَر أن أكثر من دستة من اللقاحات التي تستخدم “كي إل إتش” هي الآن في تجارب سريرية، كما أن معالجة سرطان المثانة حظيت بموافقة في أوروبا وآسيا. وفي وسع “ستيلار” الآن إنتاج ما يتراوح بين كيلوغرام و2 كيلوغرام فقط من “كي إل إتش” في السنة.

 

[videopress SxUmA9Wv]