السبت 18 جمادى الأولى 1445 ﻫ - 2 ديسمبر 2023 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

حقائق مذهلة لم تعرفها من قبل عن أسماك قرش رأس المطرقة!

ترجمة "صوت بيروت إنترناشونال"
A A A
طباعة المقال

يغلق هذا النوع من أسماك القرش خياشيمه لتظل دافئة أثناء الغوص في الأعماق المتجمدة، فعندما تبدأ أسماك قرش رأس المطرقة بالغطس العميق، فإنها ستقوم بمثل ما يفعله الإنسان، حيث تحبس أنفاسها.

من المؤكد أن أسماك القرش لا تتنفس الهواء، ولكن يمكنها إغلاق أفواهها وفتحاتها الخيشومية أثناء الغطس العميق للحفاظ على درجات حرارتها الداخلية، حيث أن هذه المياه الدافئة الموجودة بالقرب من السطح تفسح المجال لابقائها دافئة في المناطق الأكثر برودة في المحيط. حيث تم نشر بحث جديد يصف هذا السلوك في مجلة ساينس (Science).

قال مارك روير، الباحث في مجموعة أبحاث القرش التابعة لمعهد هاواي للبيولوجيا البحرية, والمؤلف الرئيسي لورقة بحثية صادرة في بيان جامعي: “مع أنه من الواضح أن الثدييات البحرية التي تتنفس الهواء تحبس أنفاسها أثناء الغوص، إلا أننا لم نتوقع رؤية أسماك القرش تظهر سلوكا مماثلا”.

وأضاف روير: “يكشف هذا السلوك غير الملحوظ مسبقا أن أسماك قرش رأس المطرقة الصدفية لديها استراتيجيات تغذية تشبه إلى حد كبير تلك الاستراتيجيات الخاصة ببعض الثدييات البحرية، مثل الحيتان الطيارة”.

تعتبر أسماك قرش رأس المطرقة الصدفية (Sphyrna lewini) من الأنواع المهددة بالانقراض من أسماك القرش الكبيرة ذات التوزيع العالمي. صحيح أنها ليست مهددة بالانقراض في مدينة هاواي ولكنها مهددة بذلك في مناطق أخرى من نطاقها. يرجع ذلك بالأساس إلى فقدان الموائل والصيد الجائر والصيد العرضي. وتعتبر أسماك القرش من خارجيات الحرارة (ذوات الدم البارد)، مما يعني أنه يتم تنظيم درجة حرارة أجسامها من خلال درجة حرارة الماء المحيط بها.

على الرغم من أن أسماك رأس المطرقة تقطن في البيئات الساحلية الضحلة ذات الظروف المعتدلة أو الاستوائية – ذات المياه الدافئة – إلا أنه من المعروف أنها تغوص إلى أعماق تتجاوز 3400 قدم، حيث يمكن أن تصل درجة حرارة المياه إلى حوالي 40 درجة فهرنهايت.

لتتبع أسماك القرش، قام الفريق بربطها بمتعقبات عن بعد؛ وهي عبارة أجهزة تقوم بتتبع حركات الحيوانات وأنشطتها ودرجات حرارتها والأعماق التي تصل إليها ودرجة حرارة الماء. إن استخدام المتعقبات لتتبع سلوك الحيوانات في أعماق المحيطات يدفع العلماء إلى ظواهر لم يسبق لها مثيل. ففي الشهر الماضي, كشف فريق مختلف من العلماء أن فقمات الأفيال كانت تأخذ قيلولة أثناء غطسها في أعماق المحيطات خلال رحلاتهم الممتدة لعدة أيام في البحر.

كتب مارك ميكان وأدريان جلي، عالما الأحياء البحرية غير المنتسبين إلى الورقة البحثية الأخيرة في مقالة مرافقة، أنه: “من المحتمل أن تكشف ثورة تكنولوجية مستمرة في وضع العلامات، والتي تعتبر (Royer et al) جزءا منها، عن معلومات أخرى في فسيولوجية أسماك القرش ونظامها البيئي التي قد تفسر الثبات الاستثنائي لهذه الحيوانات على مدى 400 مليون سنة من بيئات المحيط المتغيرة.”

حبست أسماك القرش أنفاسها (إن جاز التعبير) لمدة 17 دقيقة كمعدل وسطي، ولم تقض سوى حوالي أربع دقائق في أعمق مناطق غوصها قبل العودة إلى أعماق دافئة وضحلة أكثر.

وأشار روير إلى أن قدرات أسماك القرش الفسيولوجية يمكن أن تحميها من ظروف المحيط المتغيرة، بما يتضمن ارتفاع درجة حرارة المحيطات بسبب التغير المناخي والتعدين في أعماق البحار والصيد.

يقال أنه يمكن للحيوانات أن تحبس أنفاسها كل هذه المدة. وفي الوقت الذي نحاول فيه إثبات ذلك، فإنه ليس هناك أي فصيل من الكائنات الحية آمنا من السلوكيات البشر المدمرة.