السبت 11 شوال 1445 ﻫ - 20 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

دراسة.. تغيّر المناخ سيتسبّب بتفشّي الكثير من الفيروسات

موقع للعلم
A A A
طباعة المقال

دخل العالم منذ أكثر من سنتين مرحلة بارزة تتعلّق بالأمن الصحي. اذ انطلق من الصين فيروس كورونا الذي تسبّب لاحقًا بتفشّ عالمي لا يزال العالم رازحًا تحت خطره حتى اليوم.

ولم يكد العالم يتنفس الصعداء، ويزيل القيود التي فرضت على تحركات البشر نتيجة الجائحة، حتى خضّ العالم فيروس جديد منذ أيام باسم “جدري القرود”.

وقد ظهر الفيروس للمرة الأولى في بريطانيا، وانتشر سريعًا في دول أخرى مثل البرتغال والسويد وأميركا واستراليا وغيرها.. فهل نكون أمام وباء جديد؟

في هذا الاطار، توقّعت دراسة نشرتها دورية Nature أن يؤدي تغيُّر المناخ خلال الخمسين عامًا القادمة إلى ظهور نحو 15 ألف حالةٍ جديدة من حالات تناقُل الثدييات للفيروسات فيما بينها، هذه الدراسة من أوائل الدراسات التي تقدم نظرةً تنبُّئية حول الكيفية التي سيُحدِث بها الاحترارُ العالمي تحولًا في مواطن الحياة البرية، ويزيد من فرص الالتقاء بين أنواعٍ قادرة على نقل مُسبِّبات الأمراض، كما أن الدراسة المذكورة من الدراسات الرائدة فيما يتعلق بتقدير المعدل المتوقع لانتقال الفيروسات من نوعٍ إلى آخر.

وتوقع الكثيرُ من الباحثين أن جائحة «كوفيد-19» بدأت على الأرجح عندما انتقل فيروسٌ من عائلة الفيروسات التاجية، لم يكن معلومًا في السابق، من حيوانٍ بري إلى إنسانٍ، وهي عملية يُطلِق عليها الباحثون الانتقال ذا المنشأ الحيواني، وتحذر الدراسة من أن الزيادة المتوقعة في معدل انتقال الفيروسات بين الأنواع قد تؤدي إلى تزايُد أعداد نوبات التفشي الفيروسية، وهو ما يُمثِّل تهديدًا خطيرًا لصحة الإنسان والحيوان على حدٍّ سواء، وبهذه الطريقة تُبصِّر الدراسةُ الحكومات والهيئات الصحية بأسبابٍ جديدةٍ تدفعها إلى الاستثمار في مراقبة مُسبِّبات الأمراض ورصدها، وتحسين البنية التحتية للرعاية الصحية.

تقول “كيت جونز”، التي تُعِدُّ نماذج حاسوبيةً للتفاعلات بين النظم الإيكولوجية وصحة الإنسان بجامعة كوليدج لندن: “إن الدراسة خطوةٌ رائدة تؤدي دورًا محوريًّا في فهم التأثيرات المستقبلية لتغيُّر المناخ وتغيُّر أنماط الانتفاع بالأراضي على الجائحة القادمة”.

وتتنبأ الدراسةُ بأن جزءًا كبيرًا من انتقال الفيروس الجديد سيحدث عندما تتلاقى أنواعٌ للمرة الأولى عند انتقالها إلى مناطق أكثر برودة، هربًا من الحرارة المرتفعة في مواطنها الأصلية، كما تتنبأ الدراسة أيضًا بأن هذا سيحدث بمعدلٍ أكبر في النظم الإيكولوجية التي تحوي وفرةً من الأنواع وذلك في المرتفعات، لا سيما في مناطق من إفريقيا وآسيا، وفي المناطق ذات الكثافة السكانية المرتفعة، كما في منطقة الساحل الإفريقي، والهند، وإندونيسيا.

وبافتراض أن احترار الكوكب لن يتجاوز في هذا القرن درجتين مئويتين فوق مستويات درجات حرارة ما قبل الثورة الصناعية -وهو ما تتوقعه بعض تحليلات المناخ- فإن عدد مرات الالتقاء للمرة الأولى بين الأنواع ستتضاعف بحلول عام 2070، ما من شأنه أن يُنتِج بؤرًا لانتقال الفيروس، وفق الدراسة المذكورة.

يقول “جريجوري آلبري”، اختصاصي إيكولوجيا الأمراض في جامعة جورجتاون، وأحد الباحثين المشاركين في الدراسة: “هذا الجهد البحثي يقدم دليلًا لا يقبل الجدل على أن العقود القادمة لن تشهد ارتفاعًا في درجات الحرارة فحسب، بل ستشهد أيضًا مزيدًا من انتشار الأمراض”.