كشفت أبحاث أجراها علماء ومتخصصون بعلم الإعصاب، عن وجود “مخ” ثان يساعد الأجسام على التفكير، ويساعد المخ الموجود في الرأس على اتخاذ القرارات.
وأشاروا إلى أن “المخ الآخر” يتحكم حتى في مزاجنا وطريقة تفكيرنا ويمكن أن يكون له دور حتى في أمراض نفسية وعصبية. والأصح القول، حسبما يرى علماء: أن مخ الإنسان الذي عرفناه هو المخ الثاني، والمخ الأول يقع في بطن الإنسان، وبالذات في الأمعاء.
وأوضح العلماء أنه بداخل تعرجات الأمعاء التي تشبه أيضا تعرجات المخ، هناك 500 مليون خلية عصبية، تساوي في عددها وترابطها مخ القط أو الكلب. ويطلق العلماء على نظام الأعصاب في الأمعاء، بالجهاز العصبي المعوي، بينما يطلق على المخ بالجهاز العصبي المركزي. وترى دراسات علمية حديثة أن كلا “المخين” يؤثران على بعضهما بشكل مستمر.
وأضافوا بل إن طريقة عملهما متشابهة جداً، إذ يستخدمان نفس الشبكة العصبية، ونفس الناقلات العصبية، بل أن أصلهما من نفس الخلايا الجذعية، حسبما ينقل موقع “لاكوميد” الطبي.
البروفسور ميشائيل غيرشون، من جامعة كولومبيا في نيويورك، يقول في تقرير نقلته قناة “arte” الأوروبية إن علاقة الجهاز العصبي المركزي مع الجهاز المعوي المركزي تشبه علاقة الكومبيوتر الموضوع على طاولة. فكلاهما يعملان معا.
ويذهب العلماء أبعد من ذلك ويتحدثون عن مخ ثالث، إلا وهو مئات مليارات من البكتريا التي تعيش في مستعمرات داخل أمعائنا، وبعكس ما يظن كثيرون، فإن هناك نحو ألف نوع من البكتريا الصالحة التي تؤثر في حياتنا وصحتنا تعيش في الأمعاء. إذ ينقل نفس التقرير كيف أن هذه البكتريا تؤثر في عملها حتى على قرارتنا وسلوكنا، على سبيل المثال أن يكون المرء متحفظا في سلوكه أو عصبيا.