قمر صناعي
أثارت صفارات الإنذار نادرة الحدوث والنداءات التي أرسلت عبر الهواتف المحمولة لدعوة السكان لإخلاء منازلهم الذعر في سول عاصمة كوريا الجنوبية في ساعة مبكرة من صباح اليوم الأربعاء 31\5\2023 بعد أن حاولت كوريا الشمالية إطلاق ما قالت إنه قمر صناعي.
وباءت محاولة كوريا الشمالية السادسة لإطلاق قمر صناعي بالفشل بعدما سقط المعزز الصاروخي وحمولة الصاروخ في البحر. لكن هذا حدث بعد إطلاق صفارات الإنذار وتحذيرات الإخلاء في أجزاء من كوريا الجنوبية واليابان.
وقالت لي جويون (33 عاما) وهي من سكان سول ولديها طفل يبلغ من العمر تسعة أشهر “لقد كنت مذعورة للغاية. خطوط 911 (للطوارئ) كانت مشغولة والإنترنت كان بطيئا… لذا ولأنني لم أكن أعرف ما يحدث بالفعل فقد كنت على وشك التوجه إلى الطابق السفلي مرتدية سترة حمل الأطفال واضعة بها طفلي”.
بدأت صفارات الإنذار تدوي في سول، وهي مدينة مكتظة بالسكان ويعيش فيها نحو عشرة ملايين نسمة، في الساعة 6:32 صباحا بالتوقيت المحلي عندما أصدرت المدينة “تحذيرا رئاسيا” يطلب من المواطنين الاستعداد لإخلاء محتمل.
ثم استقبل الناس تحذيرا آخر على الهواتف المحمولة بعد عشرة دقائق على الأقل، وقالت وزارة الداخلية إن التنبيه الصادر عن سلطات المدينة أُرسل عن طريق الخطأ.
ولم تترك لي سكنها بعدما طالعت عنوانا على التلفزيون إن التحذيرات تتعلق بمركبة فضاء كورية شمالية تحلق على مسافة بعيدة نحو الجنوب، لكنها عرضت صورا لأصدقائها وهم يعبئون حقائبهم استعدادا لمغادرة منازلهم.
وعلى الرغم من اعتياد سكان سول على العيش في ظل تهديدات من جارتهم الشمالية المسلحة نوويا، فقد تسلل قدر من الارتياح بين الكثيرين في المدينة إزاء استجابة السلطات للمخاطر وطريقة التعامل معها.
ولا تزال الجارتان في حالة حرب من الناحية الفنية بعد سبعة عقود من انتهاء الحرب الكورية بهدنة.
وقال بعض الموظفين في المنطقة المركزية في سول إنهم فكروا أثناء توجههم إلى أعمالهم كيف سيتعاملون مع هذه الحالة الطارئة، وأشاروا إلى أنهم فكروا في أشياء مثل سحب النقود أو تخزين المياه.
وقال كيم جونج هيون (48 عاما) وهو في طريقه إلى العمل بعد توصيل طفله إلى المدرسة “أتفهم أنه كان خطأ، ولكن حتى لو كان الأمر بسيطا، كان يجب أن تذكر رسالة التحذير ماذا حدث وأين نذهب”.
وفي وقت لاحق اليوم الأربعاء 31\5\2023، اعتذر رئيس بلدية سول أوه سي-هون عن الارتباك الذي نتج عن التحذير الذي أطلقته سلطات المدينة لكنه دافع عن قرار إرسال تحذير كإجراء احترازي للسلامة العامة. وقال إن سلطات المدينة ستحسن صياغة الرسائل المستقبلية وأنظمة الإنذار.