الجمعة 24 جمادى الأولى 1445 ﻫ - 8 ديسمبر 2023 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

ما السرّ وراء ارتفاع درجة حرارة النحلة الطنانة عند حملها لحبوب اللقاح؟

ترجمة "صوت بيروت إنترناشونال"
A A A
طباعة المقال

أظهرت دراسة جديدة أن حمل حبوب اللقاح هو بمثابة تمرين يزيد من درجة حرارة جسم النحل الطنان بدرجة كبيرة.

ويطرح الفهم الجديد لدرجات حرارة جسم النحلة الطنانة النشطة تساؤلات حول تأثير ارتفاع درجات الحرارة في العالم نتيجة التغير المناخي على هذه الأنواع من الكائنات الحية.

إذا قضيت بعض الوقت في حقل زهور قريب، ستكتشف وجود نحلة طنانة غامضة لديها نتوءات صفراء على ساقيها الخلفية، هذه النتوءات الصفراء عبارة عن أكياس صلبة من حبوب اللقاح التي تم جمعها بعناية أثناء رحلة بحث النحل عن الغذاء لنقلها مرة أخرى إلى أعشاشها.

قد تبدو عملية انتقال النحلة من زهرة إلى أخرى عملية سهلة، إلا أن أكياس حبوب اللقاح هذه يمكن أن يصل وزنها إلى ثلث وزن جسمها.

وجدت الدراسة الجديدة أن درجة حرارة جسم النحل الطنان الذي يحمل حبوب اللقاح كانت أعلى بكثير من درجة حرارة النحل الفارغ القدمين، وذلك بعد حساب درجة حرارة البيئة وحجم الجسم.

فعلى وجه التحديد، ارتفعت درجات حرارة جسم النحلة بمقدار 0.07 درجة مئوية لكل مليغرام من حبوب اللقاح التي يحملونها، بمجمل ارتفاع درجتين مئويتين في درجة حرارة النحل المحمّل بالكامل عن النحل غير المحمل.

يتم تحديد درجة حرارة جسم النحلة الطنانة في الغالب من خلال البيئة كالنمل وغيره من (ذوات الدم البارد)، فمن بين أنواع النحل، فإن النحل الطنان خاصة يتحمل البرودة بشكل استثنائي، مع ذلك لم يُعرف الكثير عن كيفية تحمله للحرارة.

نظرًا لأن النحل الطنان المحمل بحبوب اللقاح أكثر حرارة من النحل غير المحمل، فقد يعني ذلك أن حمل حمولة كاملة من حبوب اللقاح في يوم حار يعرض النحل لخطر أكبر في محاولتها الوصول إلى النهاية القاتلة من تحمل درجات الحرارة.

وتقول ماليا ناومشيك، طالبة سابقة في قسم علم البيئة التطبيقية في جامعة ولاية كارولينا الشمالية والمؤلفة الرئيسية لبحث بيولوجي ليترز(Biology Letters): “إن ارتفاع درجة الحرارة نتيجة حمل حبوب اللقاح يمكن أن يضع النحلة في نطاق ارتفاع درجة الحرارة الحرج والمجهد… إن هذا له تأثيرات مهمة على النحل الطنان والتغير المناخي… فمع ارتفاع درجات الحرارة البيئية، يمكن أن يتقلص المدى التشغيلي لدرجات حرارة النحل بشكل كبير”.

إن أعداد النحل الطنان وتنوع فصائلها آخذ في الانخفاض في جميع أنحاء العالم، خاصة في المناطق التي ترتفع درجة حرارتها بسبب التغير المناخي، ولكن حتى الآن لم تفهم الآليات الدقيقة لكيفية تأثير تغير المناخ على النحل الطنان، فقد يكون هذا الاكتشاف جزءا من حل هذا اللغز.

تعتبر حبوب اللقاح ضرورية لكل مرحلة من مراحل تاريخ حياة النحلة الطنانة، حيث تبدأ العملية بالملكات حديثة النشأة في فصل الربيع بإطعام أنفسهن ومن ثم إطعام شقيقاتهن العاملات، بعد ذلك، تتولى هذه العاملات إطعام المستعمرة واليرقات وملكات المستقبل.

لن تزدهر المستعمرات بدون حبوب اللقاح/ أو حتى ما يكفي من حبوب اللقاح, الأمر الذي يهدد المستعمرات المستقبلية والأنواع ككل/ قد يكون لهذا أيضًا انعكاسات على التلقيح بشكل عام/ ويمكن أن يؤثر على الزراعة والأنظمة البيئية على حد سواء.

تقول إلسا يونغستيدت الأستاذة في علم البيئة التطبيقية والمشرفة على بحث ماليا: “نحتاج إلى معرفة كيف يمكن للنحل الطنان أن يغير سلوكه وفهم كيفية تأثير ذلك على كمية حبوب اللقاح التي يجمعونها ومقدار التلقيح الذي يقومون به خلال الأيام الحارة”.

وتضيف إلسا أنه: “إذا كانت النحلة الطنانة تحمل كميات أصغر من حبوب اللقاح أو تبحث عن الغذاء لفترات أقصر، فقد يؤدي ذلك إلى وصول حبوب اللقاح أقل إلى المستعمرة وتلقيح أقل النباتات.إن عمل النحل الطنان مهما بشكل خاص حيث انه يوفر خدمات النظم البيئية بالغة الأهمية، إلى جانب أنه يعتبر ملقحات رئيسية للزراعة، خاصة في الولايات المتحدة وأوروبا.”