السبت 11 شوال 1445 ﻫ - 20 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

إكتشاف خطير داخل الحفرة الزرقاء العظيمة في بليز

أنتجت بعثة استكشاف الجزء السفلي من الحفرة الزرقاء العظيمة في بليز، أول خريطة على الإطلاق تكشف المعالم الداخلية وأعماق تلك الحفرة.

وأجرت غواصة البعثة مسحا ضوئيا بتقنية السونار، لأحد أكبر الحفر البحرية في العالم، بعرض 300 متر وعمق 125 مترا.

وسمحت البعثة، التي استمرت لثلاثة أسابيع، للباحثين بجمع بيانات كافية لخلق صورة ثلاثية الأبعاد، وإنتاج صور تكشف عن تفاصيل لم يسبق لها مثيل، تشمل التشكيلات المعدنية بالقرب من القاع، المميزة بأنها “مرصعة” بالكائنات البحرية، فضلا عن مقبرة من المحار.

وتوجد في الحفرة الزرقاء العظيمة تعرجات غنية بكبريتيد الهيدروجين، وهو غاز عديم الرائحة واللون، يكون ساما وقابلا للاشتعال، مع خلو الأعماق من الأكسجين تماما.

وشاركت غواصة أعدتها، إريكا بيرغمان، أخصائية المحيطات، في الرحلة الاستكشافية المذهلة التي مُوّل جزء منها من قبل مؤسس “فيرجن”، ريتشارد برانسون.

ولاحظ فريق البحث وجود المئات من القواقع الميتة التي يُعتقد أنها سقطت في الحفرة، ولم تتمكن من النجاة من الجدران المنحدرة.

وفي ديسمبر الماضي، عثر الباحثون على آثار التلوث البشري في قاع الحفرة، بما في ذلك البلاستيك من زجاجات المياه.

وتجدر الإشارة إلى أن الحفرة الزرقاء كانت أرضا جافة في يوم من الأيام، ولكن المياه غمرتها منذ نحو 10 آلاف عام، في نهاية العصر الجليدي الأخير.

ومن المتوقع أن تساهم معلومات البعثات المستقبلية إلى أعماق الحفرة الزرقاء العظيمة، في إلقاء الضور على كيفية تأثير المناخ على كوكب الأرض على مدى آلاف السنين.

وكان قد عثر باحثون على تلوث بلاستيكي شمل قوارير المياه، على عمق 129 مترا تحت سطح المحيط، خلال رحلة استكشافية أسفل المجرى المعروف باسم “الحفرة الزرقاء” قبالة ساحل بليز.

وقاد ريتشارد برانسون، مؤسس “Virgin”، مشروع البحث لاستكشاف نظام “الحفرة الزرقاء” المعقد، والتي كانت أرضا جافة قبل غمرها بالمياه منذ حوالي 10 آلاف عام، في نهاية العصر الجليدي الأخير.

ومن المتوقع أن تلقي المعلومات المجمعة مزيدا من الضور على كيفية تأثير تغير المناخ على كوكب الأرض، على مدى آلاف السنين. ونشرت البعثة غواصتين (تستوعب كل منهما 3 رجال)، في الموقع السياحي الشهير.

وأمضى برانسون وفابيان كوستو، أحد خبراء الحفاظ على المحيطات وصانع الأفلام الوثائقية وحفيد المستكشف الشهير، جاك كوستو، ساعات من البحث في أعماق الحفرة الزرقاء. كما كانت هناك سفينتان عائمتان كبيرتان لتوفير الأبحاث والدعم اللوجستي.

وأجرى فريق من الغواصين والعلماء مسحا ثلاثي الأبعاد للموقع، بما في ذلك عمليات المسح بالسونار باستخدام تقنية عسكرية.

وفي مدونة حول الرحلة، كتب برانسون إن “تغير المناخ ومخلفات البلاستيك من أهم التهديدات التي تواجه المحيطات. وللأسف، رأينا زجاجات بلاستيكية في قاع الحفرة، وهي آفة حقيقة للمحيطات. لذا علينا جميعا التخلص من البلاستيك الذي يُستخدم مرة واحدة”.

وحذر برانسون من أحداث مماثلة في الوقت الحاضر، واصفا ما رآه في أسفل الحفرة بأنه “الدليل الأكثر خطورة إلى الآن، على خطر تغير المناخ”.

وفي حين أن الغواصين وصلوا في السابق إلى الجزء السفلي من الحفرة الزرقاء، إلا أن الظلام الدامس والظروف الصعبة حدت من قدرتهم على جمع البيانات العلمية.

وتعد آخر رحلة استكشافية، المرة الأولى التي تمنح فيها التكنولوجيا الحديثة، في شكل غواصة، وقتا كافيا للفريق العلمي للوصول إلى دراسة التكوين الجيولوجي بالتفصيل.

يذكر أن الحفرة الزرقاء، وهي أكبر حفرة بحرية في العالم وإحدى مناطق الجذب السياحي الرئيسة في بليز، كانت في الواقع كهفا مغمورا تشكّل على مدى عشرات الآلاف من السنين.