الجمعة 17 شوال 1445 ﻫ - 26 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

البدء بتجميع أكبر مفاعل نووي بالعالم في فرنسا

في إطار التوصل إلى تقنية اندماج الهيدروجين وتوليد طاقة لا تنضب أبدًا، مثل طاقة الشمس ، بدأت منشأة ”كاداراش“ الفرنسية، تجميع أكبر مفاعل نووي في العالم لمشروع ”إيتر“ الدولي.

ومن المتوقع أن يبدأ المفاعل التجريبي النووي الحراري الدولي، في توفير الطاقة عام 2035.

وتعمل قوة الاندماج عن طريق اصطدام ذرات الهيدروجين الثقيلة لتشكيل الهيليوم لإطلاق كميات هائلة من الطاقة في هذه العملية، كما يحدث بشكل طبيعي في مركز النجوم.

وفي مثل هذه الأفران النجمية، تتغلب الجاذبية على ميل ذرات الهيدروجين المشحونة للابتعاد عن بعضها البعض، مثل طرفين إيجابيين للمغناطيس.

أما في مفاعل ”إيتر“ سيتم ذلك عن طريق إنشاء حلقة من الغاز المشحونة، فائقة السخونة تسمى البلازما – تصل إلى حوالي 270،000،000 درجة فهرنهايت، والتي سيتم تثبيتها في مكانها بواسطة المغناطيس.

وللحصول على نفس الكمية من الوقود، ينتج الاندماج حوالي أربع مرات طاقة محطة الطاقة النووية التقليدية، التي تستخدم تفاعلات الانقسام الذري والانشطار والتفاعلات.

ويتعاون 7 شركاء دوليين رئيسيين لتحقيق قوة الاندماج العملي لإيتر وتحويله إلى واقع ملموس، بما في ذلك الصين وأوروبا والهند واليابان وروسيا وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة.

وفي نهاية العام 2016، أفاد المدير العام لشركة ”إيتر“ برنارد بيغوت أن الجدول الزمني الجديد سيهدف إلى أن ينتج المشروع أول بلازما في أواخر العام 2025، ويمكن أن يصل المفاعل إلى طاقته الكاملة في العام 2035.

غير أنه اعترف بأن الخطة ستكون ”صعبة“ في تنفيذها، وأن المزيد من التأخير لا يزال احتمالا واردا.

وفي 28 يوليو 2020، قال الدكتور بيغوت خلال حفل إطلاق المفاعل التجريبي المسمى ”توكاماك“ التابع لإيتر، والذي حضره تقريبا قادة العالم وممثلون وطنيون: ”من الواضح أن الوباء أثر على الجدول الزمني الأولي“.

وأضاف الدكتور بيغوت: ”لدينا سيناريو معقد يجب اتباعه على مدى السنوات القليلة المقبلة“.

وفي الأشهر الأخيرة، بدأت المكونات الضخمة التي يبلغ وزن كل منها عدة مئات من الأطنان التي تتطلب مصاعد ورافعات متخصصة في وضعها بشكل صحيح، في الوصول إلى جنوب فرنسا استعدادا لبدء التجميع.

وقد تم إنتاجها في المختبرات الوطنية عبر الدول الأعضاء في اتحاد ”إيتر“ الذين يساهمون في المشروع بشكل عيني.

وشملت مساهمة كوريا الجنوبية، على سبيل المثال، في تصنيع 4 قطاعات من وعاء التفريغ الذي ستدور فيه بلازما الانصهار فائقة السخونة مع ”حصر“ المغناطيس ومنعها من لمس الجدران المحيطة.

ومن جهته، قال رئيس كوريا الجنوبية، مون جاي إن مشروع خلق ”شمس اصطناعية“ سينتج ”مصدر طاقة لا مثيل لها“.

وأشاد مون جاي إن بما وصفه، بأنه أكبر مشروع علمي في تاريخ البشرية وبالبحث عن ”حدود علمية وتكنولوجية جديدة، مع هذا الحلم المشترك في إنشاء طاقة نظيفة وآمنة بحلول العام 2050“.

وكانت الهند والصين واليابان وكوريا الجنوبية وإيطاليا قد سلّمت الموقع في الأشهر الأخيرة، العديد من مكونات المفاعل التجريبي المسمى ”توكاماك“، وبعضها يصل ارتفاعه إلى ارتفاع 12 متراً ويزن عدة مئات من الأطنان، وقال المدير العام للمشروع برنارد بيجو إن عملية التجميع ستستمر حتى نهاية العام 2024.

ووفقًا للدكتور بيغوت، من الصعب تحديد إجمالي الاستثمار المالي في إيتر، نظرًا للمشاركة الدولية في المشروع، ومع ذلك، قدر أن الاتحاد الأوروبي ساهم بنحو 20 مليار يورو (18.1 جنيه إسترليني / 23.5 مليار دولار).

وتجدر الإشارة إلى، أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قد أشاد بهذا المشروع الاستراتيجي الواعد، الذى قام بتجميع عدة دول لتتخلى عن خلافاتها من أجل ”الصالح العام“.

وقال ماكرون: ”مع التحكم بالاندماج، يمكن أن تكون الطاقة النووية واعدة للمستقبل، من خلال توفير طاقة غير ملوثة وخالية من الكربون وآمنة وخالية عملياً من النفايات“.