الخميس 23 شوال 1445 ﻫ - 2 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

الذكاء الاصطناعي يمنح الشحن البحري دفعة تقنية كبيرة

تشهد صناعة الشحن البحري، مثلها مثل العديد من الصناعات الأخرى في عصر الثورة الصناعية الرابعة، تحول وتحسن مستمر بواسطة الذكاء الاصطناعي (AI). حيث أصبح من الممكن لشركة الشحن التي تستخدم الذكاء الاصطناعي في عملياتها أن تقلل التكاليف بنحو 9.8 مليون دولار أو أكثر كل عام، وفقًا لبيانات الصناعة.

 

يشير مصطلح الذكاء الاصطناعي إلى تقنية محاكاة الذكاء البشري في آلات مبرمجة للتفكير مثل البشر وتقليد أفعالهم. ويوفر التطبيق الذكي للذكاء الاصطناعي مجموعة كبيرة من المزايا التنافسية التي تؤثر على الإنتاجية والجودة وكفاءة الماكينة. كما أنه يقلل من المخاطر على حياة البشر.

تمتلك شركات الشحن وعي متزايد بكيفية إضافة الذكاء الاصطناعي إلى كفاءتها التشغيلية، وتحصل على تحفيز تدريجي لتبني التقنية للحصول على ميزة التكلفة، وكذلك الاستمرار في المنافسة. لقد قامت شركات مثل CMA-CGM و Maersk و Stena Line بنشر تقنيات مدعومة بالذكاء الاصطناعي للحصول على رؤية أكبر حول أداء أسطولها. كما تجد الشركات الكبيرة والشركات الناشئة طرقًا جديدة لتوسيع حدود استخدمها للذكاء الاصطناعي.

الوقت يعني المال

لا يزال النقل البحري هو الطريقة الأكثر فعالية من حيث التكلفة لنقل البضائع عبر العالم. حيث تشير المنظمة البحرية الدولية إلى إن أكثر من 90% من التجارة العالمية تتم عن طريق البحر. كما تشير التقديرات إلى أن عائدات نقل البضائع البحرية العالمية سترتفع إلى 205 مليار دولار بحلول عام 2023 من 166 مليار دولار في عام 2017، ووفقًا لشركة Nautic Expo.

تعد مدة وسرعة نقل الشحنة في سوق الشحن بشكل عام، والشحن البحري بشكل خاص، عنصرًا أساسيًا في تحديد ليس فقط التكلفة، ولكن أيضًا العلاقة بين الشركات وعملائها. ومع ذلك، فإن التنبؤ بوقت التسليم أكثر تعقيدًا مما يبدو.

هناك عدة عوامل تلعب دورًا في ذلك، مثل الطقس وازدحام الطريق والوقت الإضافي اللازم للتخليص الجمركي والتفريغ، على سبيل المثال لا الحصر. يضاف إلى ذلك مجموعة من العوامل التي لا يمكن التنبؤ بها، مثل الهجمات الإرهابية أو تفشي الأمراض، مما يؤدي إلى إغلاق مؤقت للموانئ أو تعليق التجارة بين دول معينة، الأمر الذي يمكن أن يعطل حتى أكثر الخطط دقة لأفضل شركة شحن.

تمتلك نماذج التعلم الآلي – السلاسل الزمنية على وجه الخصوص – القدرة على التنبؤ بوقت تسليم الشحنات باستخدام خوارزميات رياضية معقدة. وتلعب هذه النماذج، جنبًا إلى جنب مع النماذج الفرعية التي يمكن أن تأخذ في الاعتبار ظروفًا معينة مثل الطقس في يوم معين، دورًا حيويًا، ليس فقط في الحد من مخاطر تأخر التسليم، ولكن أيضًا في تحسين عملية التسليم وزيادة رضا العملاء أيضًا.

أظهر استطلاع أجرته شركة Navis شمل 60 شركة، أن 83% من المشاركين يتوقعون زيادة استثماراتهم في الذكاء الاصطناعي في غضون الأعوام الثلاث المقبلة. كما وافق معظم المشاركين على أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يساعد في أتمتة العمليات في المحطات الطرفية، مثل تخصيصات معدات مناولة الحاويات (81%)، وأنظمة التزيين (81%)، والإجراءات الموصى بها (69%)، والتنبؤ بأحجام البوابة (59%)، وتخزين السفن (52%). كما وجد الاستطلاع أن 56% من هذه الشركات كانت إما تقوم بتجربة تقنيات أو تجري أبحاثًا حول قدرات الذكاء الاصطناعي. وقد ثبت أن قيود التكلفة والخبرة المتاحة تشكل عائقا. حيث أكد 11% فقط أنهم يستخدمون الذكاء الاصطناعي بالفعل بقدرات محدودة في عملياتهم الطرفية. ويمكننا أن نستنتج بأمان في الوقت الحالي، أن صناعة الشحن حددت طريق الذكاء الاصطناعي للتميز. التبني الجماعي ليس سوى مسألة وقت.

السلامة لا تحدث عن طريق الصدفة

يصعب على الناس توقع التأثير الجماعي لهذه المتغيرات في أي وقت. إلا أن الذكاء الاصطناعي تم تصميمه للتعامل مع مجموعة كبيرة من المتغيرات وتقدير تأثيرها بناءً على البيانات الميدانية التاريخية. كما يساعد الذكاء الاصطناعي في تقييم حالة المعدات والأنظمة والأعطال قبل حدوثها، وبالتالي التخفيف من الإصلاحات المكلفة والتأخير وحماية طاقم العمل من أي مخاطر محتملة. وتعد أجهزة استشعار الضغط ودرجة الحرارة مصادر مهمة للبيانات التي يمكن استخدامها للتنبؤ بالعيوب، والتي يمكن أن تضر بالعمال والشحنات وحتى العملاء النهائيين.

ابحث عن طريقة، أو ابتكر واحدة

يمكن أن يقترح الذكاء الاصطناعي أفضل وأقصر الطرق التي تتجنب الازدحام أو الأعاصير أو حتى ملاحقة القراصنة، هؤلاء الأشخاص الذين يعترضون السفن ويشكلون تهديدًا لخطوط الشحن في جميع أنحاء العالم. كما يسمح تحليل البيانات التي يتم التقاطها بواسطة الأقمار الصناعية لشركات الشحن بمعرفة ما إذا كان الإعصار سيضرب في وقت معين ويتيح لها اتخاذ إجراءات مسبقة.

كن صديقًا للبيئة أو عد إلى المنزل

يمكن أن تساعد توقعات مسار السفينة في التنبؤ بخفض استهلاك الوقود وتقليله والحفاظ على السرعة في نفس الوقت. كما يمكن أن يساعد الذكاء الاصطناعي في ذلك. مما يؤدس إلى تقليل التكاليف، ويقلل من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وثاني أكسيد الكربون، ويضمن التوافق مع القوانين واللوائح والمعايير البيئية.

أحلم بها، تصورها، امتلكها

بالنسبة للمستقبل، ثبت أن ابتكارات الذكاء الاصطناعي تتجاوز مجرد لعب دور في المهام الصغيرة مثل تصنيف الشحنات أو وسمها، إلى تصميم سفن شحن وموانئ مستقبلية مخصصة، بما يتماشى مع التقنيات الأخرى مثل الروبوتات وتقنية blockchain والطائرات بدون طيار.

باختصار، يمكّن الذكاء الاصطناعي صناعة الشحن البحري، الغنية بالبيانات والجاهزة لاستخدام هذه التقنية، من تحسين العمليات وإدارة الموارد بشكل فعال. وسيساعد ذلك على ضمان وصول الشحنات في حالة جيدة، في أقصر وقت وبأقل التكاليف الممكنة، وفي ظل ظروف أكثر أمانًا للإنسان والبيئة.