وأثار ذلك تخوف وقلق العلماء من جراء ارتفاع درجات بشكل كبير في القطب الشمالي، خاصة في منطقة جليدية وشديدة البرودة مثل سيبيريا، وما يمثله ذلك من أخطار جديدة على بقية كوكب الأرض.
وقالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إنها تتطلع للتحقق من درجة الحرارة تلك، التي ستكون غير مسبوقة في المنطقة الواقعة شمال الدائرة القطبية الشمالية.
وكانت خدمة “كوبرنيكوس” الأوروبية لمراقبة الغلاف الجوي، قد أعربت أواخر شهر مايو الماضي عن قلقها إزاء “اختلالات” في درجات الحرارة في المناطق القطبية الشمالية، مشيرة إلى مخاوف من حرائق “كامنة” تحت السطح، لا تزال مندلعة منذ الحرائق غير المسبوقة العام الماضي.
وفي هذا العام، يدقق العلماء بما يحصل و”يدرسون إمكان وجود حرائق كامنة في المنطقة القطبية الشمالية”، وفق كوبرنيكوس.
وقال جوناثان أوفربيك عالم المناخ وعميد كلية البيئة بجامعة ميشيغان، إن “القطب الشمالي يحترق حرفيا، الحرارة هناك ترتفع بشكل أسرع بكثير مما كنا نعتقد استجابة لارتفاع مستويات ثاني أكسيد الكربون وغازات الاحتباس الحراري الأخرى في الغلاف الجوي، هذا الاحترار يؤدي إلى انهيار سريع وزيادة في حرائق الغابات”.
وأطلقت هذه الحرائق في يونيو وحده من العام الماضي، على سبيل المثال، حوالى 50 ميغاطنا من ثاني أكسيد الكربون، أي ما يوازي انبعاثات غازات الدفيئة في السويد.
وأوضح مارك بارينغتون، الخبير في هذه الخدمة الأوروبية، أن الحرائق “الكامنة” بؤر “تشتعل ببطء تحت السطح خلال الشتاء ويمكنها أن تعيد إحراق الغطاء النباتي على السطح في الربيع بعد ذوبان الثلج والجليد”.
تجدر الإشارة إلى اسم سيبيريا سجل في موسوعة غينيس للأرقام القياسية العالمية لتسجيلها درجات حرارة قصوى، فهي المكان الذي تأرجح فيه مقياس الحرارة 106 درجات مئوية، من سالب 68 درجة مئوية إلى 38 درجة مئوية الآن.
وكانت درجات الحرارة هذا العام قد ارتفعت في معظم أنحاء سيبيريا، حيث زاد متوسط الحرارة في وسط شمال تلك المنطة من يناير حتى مايو حوالي 8 درجات مئوية، وفقا لمنظمة “بيركلي إيرث” لعلوم المناخ.