السبت 11 شوال 1445 ﻫ - 20 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

الكشف عن أسرار سمكة نيوزيلندا المنقرضة

وثّق العالم السير بيتر باك في عام 1923، آخر اصطياد مؤكد لسمكة “أبوكورورو” أو التي تعرف بـ”سمكة نيوزيلندا الرمادية”.

وبعد أكثر من عقدين من الزمان، تلقت سمكة «أبوكورورو» الحماية الحكومية الكاملة، لكن الأوان كان قد فات، ولم يتم رصدها مرة أخرى على الإطلاق.

وفي عام 1986، تم إدراجها رسمياً على أنها سمكة منقرضة، واختفت “أبوكورورو” بسرعة كبيرة لدرجة أنها غير معروفة في الغالب للعلم الغربي، ولكن بعد مرور ما يقرب من قرن من الزمان على آخر ظهور لها، استخدم علماء من جامعة أوتاجو في نيوزيلندا، الحمض النووي القديم لتقديم بعض المعلومات عنها، التي تم نشرها في العدد الأخير من دورية “مجلة علم الحيوان”.

وكشف الحمض النووي عن الأصول القديمة للسمكة التي تعود إلى الفترة من 15 إلى 23 مليون سنة، كما كشف أيضاً عن أبناء عمومتها من الأسماك الأسترالية التي تعيش الآن.

وسمحت تقنيات حديثة للعلماء باستعادة الحمض النووي القديم من عينات سمكة “أبوكورورو” المحفوظة في المتاحف، وهو أمر لم يكن متاحاً في السابق؛ لأن المواد الكيميائية المستخدمة في حفظ العينات المتحفية مثل مادة “الفورمالديهايد” تؤدي إلى انقسام الحمض النووي إلى قطع صغيرة تلتصق ببعضها بعضاً، وبمرور الوقت، يتضرر أكثر فأكثر، وهو ما وقف حائلاً أمام دراسة الأسماك المنقرضة.

ويقول نيكولاس رولينس من قسم علم الحيوان بجامعة أوتاجو في نيوزيلندا، والباحث الرئيسي بالدراسة، في تقرير نشره، الأحد، موقع «ذا كونفرسيشن»: “ساعدتنا التقنيات الجديدة على عزل وتحليل الأجزاء الصغيرة التالفة من الحمض النووي، وأصبح ممكناً لأول مرة دراسة سمكة (أبوكورورو) المنقرضة، واستخلاص بعض المعلومات الجينية الجديدة حول أصلها وهويتها”.

ويضيف “أكدت البيانات الجديدة للحمض النووي، أن سمكة (أبوكورورو)، هي ابن عم السمكة الرمادية الأسترالية الحالية، وأن السلف المشترك لكلا النوعين عاش قبل أكثر من 15 مليون سنة”.

وتساءل رولينس ورفاقه “هل من الممكن أن تكون تلك السمكة المنقرضة، في مكان ما في مجرى مائي بعيد، وفي انتظار إعادة اكتشافها؟”.

يقول رولينس “هذا أمر ليس مستبعداً، وحدث قبل ذلك، حيث كان يُعتقد أن طائر تاكاهي قد انقرض قبل إعادة اكتشاف عدد قليل منه في جبال مورشيسون في نيوزيلندا عام 1948، وتوفر البيانات الجينية أداة جديدة في البحث، حيث يمكن الآن مقارنة الحمض النووي البيئي في عينات المياه باستمرار بشكل روتيني، ومقارنها بالحمض النووي لسمكة أبوكورورو، والذي بات معروفاً الآن”.