برامج
شاهد آخر حلقاتنا اونلاين
الدودة الذكية أحدث أسلحة البنتاغون
تعد الدودة الروبوتية تجميعًا لمحصلة عدد من الجهود والابتكارات الحديثة، التي تهدف إلى تطوير تقنيات الحفر الآلي للأنفاق والتي سيتم استخدامها كوسيلة لتوفير طرق آمنة لإعادة إمداد قوات الجيش الأميركي لوجيتسيا في مناطق القتال المختلفة.
وفي السنوات الأخيرة، لجأت عدة مجموعات مسلحة حول العالم إلى حفر الأنفاق لاستغلالها في عمليات تهريب المخدرات وشن العمليات الإرهابية. وتم بالفعل الكشف عن الكثير من الأنفاق، التي قامت بحفرها عصابات المخدرات والجماعات الإرهابية مثل حزب الله وحماس وداعش لنقل المخدرات والمقاتلين والمعدات خفية. وفي حين أن تلك الأنفاق كانت منخفضة التقنية تحت الأرض، إلا إن DARPA تقوم حاليًا بتطوير طريقة فعالة لإنشاء خطوط إمداد آمنة مخفية عن أعين الأعداء المتطفلين.
تأتي تلك الابتكارات في إطار استعدادات وتجهيزات القوات الأميركية تحسبًا لأي احتمال بخوض قتال في “مدن كبرى”، والتي تكون مترامية الأطراف ويصل عدد سكانها إلى مليون نسمة أو أكثر. في البيئة الحضرية، ربما يبدو عبور مسافة 100 متر أمرًا صعبًا أو مستحيلًا لأنه يكون هناك اشتباكات وتعامل بالنيران الكثيفة بين القوات الصديقة وقوات العدو مع بعضها البعض في خليط من المباني والمجاري والأزقة الخلفية.
ومن هنا تأتي أهمية السلاح المبتكر دودة الأنفاق الروبوتية الذكية، وتقول شركة جنرال إلكتريك، في بيان صحفي، إنها حصلت على منحة قدرها 2.5 مليون دولار من DARPA لدعم مشروع الدودة الذكية الذي يطلق عليه اسم Underminer، وهو برنامج مصمم “لإثبات جدوى إنشاء شبكات الأنفاق التكتيكية بسرعة والتي تسمح بتمكين إعادة إمداد القوات البرية لوجيتسيًا عبر طرق آمنة وعملية”.
يستخدم روبوت الأنفاق محاكاة حيوية للطبيعة من أجل حل المشاكل الهندسية للإنسان، من خلال تقليد شكل ووظائف دودة الأرض. ويوضح بيان جنرال إلكتريك أن السر في اختيار محاكاة دودة الأرض يرجع إلى أنها تعطي الفرصة لتطوير عمليات حفر أنفاق تحت الأرض عالية الكفاءة، وتمثل بديلًا أسرع وأرخص وأسهل مقارنة بإعادة اختراع أي أسلوب جديد.
تعتمد ديدان الأرض على بنية عضلية مليئة بالسوائل، تسمى “الهيكل الهيدروستاتيكي”. وعندما تتحرك الدودة تتمدد بعض أجزاء من هيكلها شعاعيًا لتوسيع النفق، فيما تتمدد بعض الأجزاء الأخرى لمزيد من الاختراق في التربة.
وتستخدم الدودة الآلية نفس الأسلوب في عملية الحفر إلى الأمام، كما تحاكي طريقة شق جذور الأشجار لطريقها ببطء عبر التربة. ووفقًا لبيان جنرال إلكتريك، يمكن لجذور الأشجار أن تخترق التربة المضغوطة للغاية والصخور الناعمة عن طريق توليد ضغوط عالية من خلال نمو الأنسجة. تولد الدودة الآلية تلك الضغوط عن طريق تضخيم عضلاتها وإزاحة التربة أمامها.
طباعة المقال
