الأربعاء 15 شوال 1445 ﻫ - 24 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

مركبة برسيفيرنس تكشف وجها آخر لكوكب المريخ

بعد رحلة طويلة امتدت سبعة أشهر، قطعت مركب “برسفيرنس”، رحلة طويلة في الفضاء امتدت 480 مليون كيلومتر، بسرعة 12 ألف ميل في الساعة لتستقر على سطح المريخ ، كانت عملية الهبوط محفوفة بالمخاطر حيث كانت المنطقة المستهدفة عبارة عن حوض شاسع يسمى حفرة جيزيرو، والذي يعتبر أخطر موقع هبوط على الإطلاق على سطح الكوكب الأحمر بسبب تضاريسه.

وستعمل المهمة على البحث عن حياة على سطح المريخ، وستدرس مناخه، وتضاريسه وصخوره ورماله بحثا عن علامات على حياة ميكروبية قديمة على الكوكب الأحمر، من خلال مجموعة من الكاميرات وضعت في زوايا مختلفة من الروبوت الجوال برسيفيرانس، بحسب مقال في موقع “وايرد”.

ترى بعض الكاميرات المثبتة في الروبوت الألوان والأنسجة بنفس الطريقة التي ترى بها عيون الإنسان هذه الأشياء، لكن بعض الكاميرات تذهب لما هو أبعد من ذلك حيث تلتقط صورا لأجسام من الصعب رؤيتها بالعين المجردة، وترسلها إلى الخبراء في وكالة ناسا الذين بدورهم سيعملون على تحليلها ودراستها لفهمها بشكل أعمق.

فحتى لو ذهب رواد فضاء حقيقيون من البشر، فإن أعينهم لن تستطيع أن تلتقط ما يمكن لكاميرات الروبوت “برسفيرنس” أن تلتقطه.

فالضوء على المريخ يختلف عما هو موجود على كوكب الأرض، ويمكن لكاميرات الروبوت أن ترى الاختلاف والضوء الذي لا يستطيع البشر رؤيته، حيث أنه ضوء من الأشعة السينية المنعكسة أو الأشعة تحت الحمراء أو فوق البنفسجية، فضلا عن أن كوكب المريخ مليء بالغبار الأحمر.

ويعتقد العلماء أن فوهة جيزيرو التي هبطت فيها المركبة، تعود لبحيرة سابقة كانت موجودة قبل 3.9 مليارات عام، وأنها كانت بحيرة ضحلة تتدفق الرواسب على جدرانها. واليوم، يبلغ ارتفاع هذه الجروف 150 قدما تقريبا، وهي مخططة ومتعددة الألوان من خلال تلك الرواسب المنتشرة والجافة عبر الدلتا القديمة.

هذه الألوان هي عبارة عن رسم بياني جيولوجي، لتكون شاهدة على مرور العصور، وترسم صورة لكيفية تكوينها، فهي مرتبة بشكل طبقات، طبقة بعد طبقة، حقبة بعد حقبة.

علماء ناسا بدورهم سيختارون النوع المناسب من الكاميرات التي يجب توجيهها لكل نوع من الصخور والألوان حتى تكون لديهم القدرة على معرفة المعادن التي يبحثون عنها.

ومن المقرر أن تتحرك المركبة فوق سطح المريخ وتحفر بذراعها الآلية لأخذ عينات من صخور الكوكب الأحمر، وتصويرها، فضلا عن إحضارها إلى الأرض عند عودتها في 2030.

واختار العلماء هذا المكان لأنه ربما يكون الأنسب لتأكيد وجود حياة سابقة على الكوكب، نظرا لأنه من المنطقي أن تكون الحياة بالقرب من وجود ماء.

من بين الكاميرات المرفقة في الروبوت مجموعة من مناظير العلوم الفائقة مخصصة للتكبير تسمى “رانز ماستكام-زي” ولتتمكن من رؤية تفاصيل بعرض حوالي 1 مللي متر من على بعد 100 متر وقادرة على رؤية الألوان متعددة الأطياف، مع مستشعرات صور قياسية.

لكن على الرغم من تعدد مهام هذه الكاميرات المتطورة والقادرة على التقاط ألوان متعددة الأطياف فإن مجموعة “ماستكام-زي” لها حدودها.

فمجال رؤيتها لا يتجاوز حوالي 15 درجة عرض، وذلك للتحميل السريع بسبب بعد المسافة عن الأرض، وهو ما يعني أن ضيق مجال رؤية الروبوت الجوال فإن العلماء قد لا يمكنهم رؤية كل ما يأملونه.