مستقبل الطلب العالمي على الغاز بيد الذكاء الاصطناعي

رجح الرئيس التنفيذي لشركة “بريتيش بتروليوم” موراي أوشينكلوس، أن يرفع الذكاء الاصطناعي الطلب العالمي على الغاز.

وتوقع أوشينكلوس، أن تؤدي ثورة الذكاء الاصطناعي إلى زيادة عالمية في الطلب على الوقود الأحفوري، إذ قالت شركة الطاقة العملاقة إنها ستزيد إنتاج الغاز في السنوات المقبلة. وقال موراي أوشينكلوس، إن الطلب على الغاز وكذلك الطاقة من المصادر المتجددة مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية سيكون “مرتفعاً للغاية” وسط طفرة في أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية مثل “تشات جي بي تي”.

ويعتمد الذكاء الاصطناعي على مراكز البيانات لتشغيل تقنيته، إذ يستهلك كل بحث يجرى إدخاله في أدوات مثل “تشات جي بي تي” نحو 10 أضعاف طاقة البحث القياسي في المتصفح، بالنظر إلى عدد الحسابات المطلوبة.

وقال أوشينكلوس لصحيفة “التليغراف”، “من المحتمل أن ينخفض إنتاج الغاز قليلاً هذا العقد، ثم سينمو بشكل كبير مع انتقالنا إلى العقود التالية… الذكاء الاصطناعي التوليدي هو شيء يخلق مستوى أعلى من الطلب على الكهرباء”.

ومن المتوقع أن ترتفع كمية الطاقة التي تستهلكها مراكز البيانات البالغ عددها ثمانية آلاف مركز على مستوى العالم، بنسبة 73 في المئة إلى 800 تيراواط/ساعة بحلول عام 2026، وفقاً لوكالة الطاقة الدولية، وبالمقارنة، تستهلك المملكة المتحدة 321 تيراواط ساعة من الكهرباء سنوياً.

ووفقاً لبحث أجراه خبراء البيانات “ديجيكونوميست”، فمن أجل نقل عمليات محرك البحث بالكامل إلى الذكاء الاصطناعي، ستحتاج “غوغل” إلى نفس القدر من الكهرباء لتشغيل دولة بحجم إيرلندا.

وبينما نشرت شركة “بريتيش بتروليوم” نتائجها السنوية، قال أوشينكلوس إن الشركة ستتبع نهجاً عملياً تجاه التحول إلى الطاقة الخضراء، إذ تعمل على تقليص خططها للحد من انبعاثات الكربون.

“بريتيش بتروليوم” تطلق برنامج لإعادة شراء الأسهم

وكشفت أحدث نتائج “بريتيش بتروليوم” أن الأرباح انخفضت من 27.7 مليار دولار إلى 13.8 مليار دولار في عام 2023، على رغم من ارتفاع الأسهم خمسة في المئة، بعد أن فاقت الأرقام تقديرات المحللين.

وكجزء من التحديث الذي صدر، أمس الثلاثاء، أعلنت الشركة عن برنامج سريع لإعادة شراء الأسهم، إذ يحاول أوشينكلوس كسب المسهمين.

ويأتي ذلك بعد استهداف الشركة من قبل المستثمر الناشط بلوبيل كابيتال الشهر الماضي، الذي دعا إلى إلغاء التزامات صافي الصفر “غير المنطقية” التي دافع عنها الرئيس السابق برنارد لوني.

ويظهر أحدث تقرير سنوي للشركة، أن التزامها النفط لا يزال قوياً كما كان دائماً، مع ارتفاع الإنتاج بنسبة 8.6 في المئة في الربع الأخير من عام 2023، إلى 1.4 مليون برميل من المكافئ النفطي يومياً.

وكان الاتجاه نفسه واضحاً على مدار العام، إذ ارتفع إنتاج النفط بنسبة 6.7 في المئة عما كان عليه في عام 2022، ومع ذلك، تتوقع الشركة الآن زيادة مستويات الإنتاج بشكل أكبر. وقالت في بيان “بالنظر إلى المستقبل، تتوقع بريتيش بتروليوم أن يكون الإنتاج المعلن عنه في الربع الأول من عام 2024 أعلى مقارنة بالربع الرابع من عام 2023.”

وترتبط الزيادة المتوقعة ببدء الإنتاج في حقول بحر الشمال مثل سيغول-مورلاتش، إذ شجعت الإعفاءات الضريبية المرتبطة بالرسوم غير المتوقعة “بريتيش بتروليوم” على الاستثمار.

وقال أوشينكلوس إن الشركة دفعت ضرائب بقيمة 1.2 مليار جنيه استرليني (1.5 مليار دولار) إلى وزارة الخزانة البريطانية عن عام 2023، منها 600 مليون جنيه استرليني (757.3 مليون دولار) تأتي من رسوم غير متوقعة.

ويجري أيضاً تنفيذ عديد من مشاريع الحفر في خليج المكسيك، وهي منطقة حساسة للشركة في أعقاب كارثة ديب ووتر هورايزون عام 2010 عندما توفي 11 شخصاً في انفجار.

وفي العام الماضي، دفعت الشركة 1.2 مليار دولار أخرى من مدفوعات التسرب النفطي. وقال أوشينكلوس، “نعتقد أن بإمكاننا زيادة إنتاج النفط بنسبة تتراوح بين اثنين وثلاثة في المئة حتى عام 2027، ولدينا سلسلة من القرارات الاستثمارية المقبلة التي يمكن أن تمدد هذه الزيادات حتى عام 2030”.

وعلى رغم من زيادة إنتاج النفط، قالت “بريتيش بتروليوم” إن أعمالها في مجال الطاقة المتجددة والمنخفضة الكربون تتوسع أيضاً. أضافت “زاد خط أنابيب الطاقة المتجددة بمقدار 21.1 غيغاواط خلال العام بأكمله، بما في ذلك حصول الشركة على حقوق تطوير محطتين قبالة بحر الشمال”.