الجمعة 9 ذو القعدة 1445 ﻫ - 17 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

ناسا تحتفل بمرور عام على بدء مهمة مركبة "بيرسيفيرانس" لاستكشاف المريخ

احتفلت وكالة الفضاء الأمريكية ناسا الجمعة بمرور عام كامل على بدء مهمة مركبة “بيرسيفيرانس”، والتي هبطت على سطح المريخ في 18 فبراير 2021.

وتزن بيرسيفيرانس حوالي طن واحد، وهي أثقل مركبة جوالة على الإطلاق تهبط على سطح المريخ، وجمعت العينات الأولى من الصخور الأساسية للكوكب (تحمل 6 حتى الآن)، وعملت كمحطة أساسية لا غنى عنها لـ “إنجينويتي”، وهي أول طائرة هليكوبتر على المريخ.

وذكر تقرير نشره مختبر الدفع النفاث، التابع للوكالة الأمريكية بهذه المناسبة، أن “بيرسيفيرانس” حطمت مؤخرًا رقمًا قياسيًا لأكبر مسافة تقطعها مركبة على المريخ في يوم واحد، حيث قطعت ما يقرب من 320 مترًا في 14 فبراير 2022 .

وأوشك “بيرسيفيرانس” على إنهاء حملتها العلمية الأولى في فوهة جيزيرو، وهو موقع يحتوي على بحيرة منذ مليارات السنين ويتميز ببعض أقدم الصخور التي تمكن علماء المريخ من دراستها عن قرب، وتعد الصخور التي سجلت البيئات التي استضافت المياه وحافظت عليها مواقع رئيسية للبحث عن علامات الحياة المجهرية القديمة.

وباستخدام أدوات في نهاية ذراعه الروبوتية ونظام معقد لجمع العينات في بطنه، يعمل المسبار “بيرسيفيرانس” على تمزيق قلب الصخور من أرضية الفوهة، وهي الخطوة الأولى في حملة إرجاع عينات المريخ.

ويقول توماس زوربوشن، المدير المساعد للمهام العلمية التابعة لوكالة ناسا في واشنطن: “العينات التي تجمعها بيرسيفيرانس ستوفر تسلسلًا زمنيًا رئيسيًا لتشكيل فوهة جيزيرو، فكل عينة سيتم داستها بعناية لقيمتها العلمية”.

وسيتم جمع عينتين أخريين في الأسابيع القادمة من نوع الصخور “Ch’ał” ، وهي مجموعة من الصخور المظلمة الممتلئة التي تمثل ما شوهد عبر معظم أرضية الفوهة، وإذا أعيدت عينات من هذه الصخور إلى الأرض، يعتقد العلماء أنها يمكن أن توفر نطاقًا عمريًا لتشكيل فوهة جيزيرو والبحيرة التي أقامت هناك ذات يوم.

ويمكن للعلماء تقدير عمر الكوكب أو سطح القمر تقريبًا عن طريق حساب فوهات تأثيره، وكان للأسطح القديمة المزيد من الوقت لتراكم الحفر ذات الأحجام المختلفة في حالة القمر، حين تمكن العلماء من تحسين تقديراتهم من خلال تحليل عينات أبولو القمرية.

وقد أخذوا هذه الدروس لتضييق التقديرات العمرية لأسطح المريخ، ولكن الحصول على عينات صخرية من الكوكب الأحمر من شأنه أن يحسن التقديرات المستندة إلى فوهة البركان لعمر السطح، ويساعدهم في العثور على المزيد من قطع اللغز التي تمثل التاريخ الجيولوجي للمريخ.

وتقول كاتي ستاك مورغان، نائبة عالم مشروع مسبار بيرسيفيرانس في مختبر الدفع النفاث التابع لوكالة ناسا في جنوب كاليفورنيا، والذي يدير مهمة المسبار: “في الوقت الحالي، نأخذ ما نعرفه عن عمر الحفر على سطح القمر ونستقرئ ذلك على المريخ. إن إعادة عينة من هذا السطح المليء بالفوهات في جزيرة جيزيرو يمكن أن توفر نقطة ربط لمعايرة نظام التأريخ في فوهة المريخ بشكل مستقل، بدلاً من الاعتماد فقط على الفوهة القمرية”.

ولم تكن المهمة خالية من التحديات، فقد جاءت المحاولة الأولى للمركبة الجوالة في حفر لب صخري، ما أدى إلى حملة اختبار مكثفة لفهم الصخور الهشة بشكل أفضل، احتاج الفريق أيضًا إلى إزالة الحصى التي سقطت في جزء نظام أخذ العينات الذي يحمل لقم الثقب.

وأثبتت مروحية المريخ إنجينويتي التابعة لناسا، رفيقة بيرسيفيرانس المحمولة جواً، كفاءتها بالمثل، فقد تم إيقافها لمدة شهر تقريبًا بعد عاصفة ترابية قبل استئناف رحلاتها مؤخرًا، وكان من المقرر أصلاً أن تطير 5 مرات، وقد أكملت الطائرة العمودية بنجاح 19 رحلة حتى الآن، ما يوفر منظورًا جديدًا لتضاريس المريخ ويساعد فريق بيرسيفيرانس على التخطيط للمسار المستقبلي.