من خطاب الرئيس السوري أحمد الشرع في حضور قادة فصائل الثورة المسلحة
قال الرئيس السوري أحمد الشرع، إن “النظام البائد خلّف جراحات عميقة مجتمعية واقتصادية وسياسية”، معتبراً أن معالجتها تتطلب حكمة عالية. وقال الشرع قبيل إعلانه رئيساً لسوريا في المرحلة الإنتقالية “شمس سوريا أشرقت من جديد”، وتحقق النصر وملؤه الرحمة والعدل والإحسان عند القدرة”، على عكس الخراب والدمار وسفك الدماء، المتعارف عليه في الحروب والمعارك العسكرية.
جاء ذلك في خطاب النصر الذي ألقاه الشرع في قصر الشعب في دمشق، عقب لقاء واسع مع قادة الفصائل العسكرية، ضمنها فصائل درعا والسويداء، و”جيش سوريا الحرة المدعوم” من التحالف الدولي.
أولويات سوريا
وحدد الشرع في خطابه أولويات سوريا في المرحلة الحالية، وهي ملء فراغ السلطة، والحفاظ على السلم الأهلي، وبناء مؤسسات الدولة، والعمل على بناء بنية اقتصادية تنموية، واستعادة سوريا لمكانتها الدولية والإقليمية، مشدداً على أن الواجب اليوم هو “العزم على بناء وتطوير” البلاد.
وأضاف أن من أولويات سوريا أن تبني علاقاتها الخارجية على أساس الأخوة والاحترام والسيادة والمصالح المشتركة، وبناء المؤسسات الأمنية والعسكرية والشرطة، مشدداً على أن “حفظ أمن الشعب مقدم على كل اعتبار”. وذكر أن الحفاظ على السلم الأهلي يكون من خلال تحقيق العدالة الانتقالية ومنع مظاهر الانتقام.
خطاب النصر
وانطلقت في دمشق فعاليات مؤتمر “إعلان انتصار الثورة السورية”، وسط حضور واسع من فصائل إدارة العمليات العسكرية وقوى الثورة السورية، وفق ما أوردته وكالة “سانا” الرسمية.
وأضاف الشرع: “كسرنا القيد بفضل الله، وحرر المعذبون ونفضنا عن كاهل الشام غبار الذل والهوان فكان النصر العظيم، الصفة المتعارف عليها في الحرب هي الخراب وسفك الدماء، غير أن نصر سوريا تحقق وملؤه الرحمة والعدل”.
وتابع: “إن النصر لهو تكليف بحد ذاته، فمهمة المنتصرين ثقيلة ومسؤوليتهم عظيمة، وإن ما تحتاجه سوريا اليوم أكثر مما مضى، فكما عزمنا في السابق على تحريرها فإن الواجب هو العزم على بنائها وتطويرها”.
“نجحنا في رسم هوية سورية لائقة”
من جهته، قال وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني: “نجحنا في رسم هوية سورية لائقة تعبر عن تطلعات شعبنا، وتؤسس لبلد يقوم على الحرية والعدل والكرامة، ويشعر فيه الجميع بحب الوطن والانتماء والبذل والتضحية”، وأضاف “استطعنا بفضل الله تحقيق استثناءات وتعليق العقوبات على مستوى الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي وهذا بدوره سيعود بالنفع ويشجع المشاركة والمساهمة والدعم لبلدنا”.
وتابع “المنطقة العربية على وجه الخصوص تعاني من إرث مثقل بالنزاعات وسنحاول في سياستنا الخارجية أن نعمل على خفض هذا التوتر وإرساء السلام وصولاً لأن تقود سوريا دوراً فاعلاً في ذلك المسعى”، مضيفاً أن “الهدف الأساسي للسياسة السورية الخارجية هو المساهمة في خلق وضع إقليمي ودولي يتمتع بالتعاون المشترك والاحترام المتبادل والشراكات الاستراتيجية”.
وقال “تنتهج سوريا في خضم هذه التحديات الحالية سياسة خارجية هادفة ومتعددة الأبعاد، في سياق طمأنة الخارج وتوضيح الرؤية وكسب الأصدقاء وتمثيل شعبنا في الداخل والخارج”.