أعلن مستشار منظمة “أطباء بلا حدود” اليوم الاثنين، أن الوضع الصحي في السودان يشهد تدهورًا غير مسبوق، حيث وصف الوضع بأنه “مدمر”، مشيرًا إلى أن الكوليرا قد انتشرت بشكل واسع في المناطق الشرقية من البلاد.
ويعاني السودانيون من نقص حاد في الرعاية الصحية بسبب الأزمة المستمرة، مما يزيد من خطورة الوضع الصحي في البلد الذي يعاني من أزمة إنسانية متفاقمة.
وفي تصريحات جديدة لمستشار منظمة “أطباء بلا حدود”، أشار إلى أن الحجم الحقيقي للمعاناة الإنسانية في السودان “لا يوصف”، موضحًا أن ملايين الأشخاص يواجهون تحديات كبيرة تتراوح بين المجاعة والمرض، في ظل استمرار النزاع المسلح الذي عطل الخدمات الأساسية وأدى إلى تدهور البنية التحتية الصحية.
وأضاف المستشار أن الأعداد الكبيرة من المصابين بالكوليرا في شرق البلاد تمثل تهديدًا كبيرًا، في وقت يعاني فيه النظام الصحي من نقص في الأدوية والمعدات الطبية.
وفيما يتعلق بالمجاعة، أوضح مستشار “أطباء بلا حدود” أن ملايين السودانيين يعانون من نقص حاد في الغذاء، وهو ما يفاقم من معاناتهم الصحية. وأكد أن الوضع الإنساني يتطلب استجابة عاجلة من المجتمع الدولي، خاصة في ظل ضعف الاستجابة الدولية لهذه الكارثة الإنسانية. ورغم الجهود التي تبذلها بعض المنظمات المحلية والدولية، إلا أن التمويل والموارد غير كافية لمواجهة هذه الأزمة المستمرة.
واندلعت الحرب في السودان في 15 أبريل نيسان 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية، بعد أسابيع من التوتر بين الطرفين، بينما كانت الأطراف العسكرية والمدنية تضع اللمسات النهائية على عملية سياسية مدعومة دوليا، مما دمر أيضا البنية التحتية للبلاد.
وقتل آلاف المدنيين لكن الحصيلة الفعلية لقتلى وضحايا الصراع ليست مؤكدة. ووجهت للجانبين اتهامات بارتكاب جرائم حرب.
ودفعت الحرب الملايين إلى شفا المجاعة وتسببت في أكبر أزمة نزوح في العالم وأشعلت فتيل موجات من عمليات القتل والعنف الجنسي بدوافع عرقية في منطقة دارفور بغرب السودان.
وترعى السعودية والولايات المتحدة منذ 6 مايو/ أيار 2023 محادثات بين الجيش و”الدعم السريع”، أسفرت في 11 من الشهر ذاته عن أول اتفاق في جدة بين الجانبين للالتزام بحماية المدنيين، وإعلان أكثر من هدنة وقعت خلالها خروقات وتبادل للاتهامات بين المتصارعين، ما دفع الرياض وواشنطن لتعليق المفاوضات.