الثلاثاء 21 جمادى الأولى 1445 ﻫ - 5 ديسمبر 2023 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

أكاديمي إماراتي يكشف حقيقة الخلاف الإماراتي السعودي.. وتصريحات خطيرة حول إيران والأسد

اعتبر الكاتب والأكاديمي الإماراتي عبد الخالق عبد الله أن الرئيس الشهيد رفيق الحريري دفع حياته ثمن موقفه الشجاع ضد هيمنة سوريا وهيمنة حزب إيران في لبنان، وقد كان من بين رجال الأعمال السياسيين البارعين، وكان أحد زعماء التاريخ الحديث للبنان.

وفي حديث خاص مع صوت بيروت إنترناشونال عبر برنامج “عالوتر”، عبر الكاتب والأكاديمي الإماراتي عبد الخالق عبد الله عن اعتزازه كثيرًا بكلمة إماراتي، فهو يحمل هذه الصفة معه دائماً في حله وترحاله.

ونفى الدكتور عبد الله أن يكون مستشاراً سياسياً لرئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد، مشيراً إلى أن ذلك شرف لا يدعيه.

لافتاً إلى أن بعض آرائه لا تعجب حتى صناع القرار في دولة الإمارات ويدفع ثمن ذلك أحياناً، وداعياً إلى عدم تصديق كل ما هو متداول على السوشيال ميديا.

وأكد الدكتور عبد الله أنه لا يعمد أبداً لاستفزاز أي كان على منصة “إكس” _تويتر سابقاً_، خاصة الأشقاء في الخليج، فهذه المنصة حرة وكاشفة، والرأي المختلف يأتي برأي مضاد، ولكن نحن نحتاج إلى إثارة جدل موضوعي ونقاش حوله.

وفيما يخص ما يشاع حول وجود خلاف سعودي إماراتي، أوضح الدكتور عبد الله أن ثمانين بالمائة مما يقال حول هذا الأمر مبالغ فيه، وما هو متفق عليه أكثر بكثير مما هو محط اختلاف، لافتاً إلى أنه من الطبيعي وجود قدر من الاختلاف والتنافس، وهذا أمر مشروع بين الدول وبين الأفراد.

في الموضوع الإيراني، وصف الدكتور عبد الله إيران بأنها دولة جارة لدول الخليج، على امتداد 3000 سنة، ولكن هذا الجار صعب ومقلق، وعلى مدى العشر سنوات الماضية، استغلت إيران الثورات العربية والربيع العربي، وفرضت نفسها بشكل كبير على الواقع العربي، مما أدى لبروز خصومة سياسية وعسكرية.

وأضاف: “في الفترة ما بين 2020 و 2023، وجدت دولة الإمارات فرصة لوضع الخصومة جانباً، واتخاذ قرار استراتيجي بالانفتاح على الخصوم مثل تركيا وسوريا وإسرائيل وكذلك إيران، إضافة لوجود قرار خليجي بالانفتاح والحوار مع إيران”.

وأكد أن المآخذ على إيران كثيرة ويمكن أن نعدد الكثير منها، والقلق من التهديد الإيراني قائم، خاصة فيما بتعلق بالتحرشات اليومية بناقلات النفط في المياه الخليجية، إضافة إلى احتلالها للجزر الإماراتية الثلاث، ولا يمكن إلا وصف إيران بأنها الخطر الأكبر على دول الخليج.

في الملف اليمني، اعتبر الدكتور عبد الله أن السعودية التي قادت التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، أخذت قراراً شجاعاً وجريئاً بإنهاء هذه الحرب بعد أن استمرت لأكثر من ست سنوات، ولكن المشكلة هي التعامل مع الحوثي وهو طرف معروف بعدم المصداقية، ولكن لا مفر من التعامل معهم، ووصف عملية استهداف الجنود البحرينيين بالعمل الشنيع، ولكن رأى ضرورة استمرار الحوار.

في العلاقات الإماراتية الأمريكية، اعتبر الدكتور عبد الله أن الإمارات اليوم ليست إمارات الأمس، فهي تحولت لقوة اقتصادية ودبلوماسية صاعدة في الخليج والعالم، وكذلك الأمر بالنسبة للسعودية، مطالباً صانع القرار في الولايات المتحدة بضرورة التصالح مع هذا الخليج الجديد.

لافتاً إلى وجود تغيرات واضحة أيضاً في سياسة أمريكا تجاه الخليج، فهي لم تعد تهتم كما السابق بنفط الخليج، كما كانت في السبعينات والثمانينات، مؤكداً على وجود سعي خليجي، لتأسيس علاقة مختلفة مع أمريكا تناسب القرن الواحد والعشرين، ولكن ما يتم سماعه هو أن أمريكا مترددة في تثبيت هذه العلاقة، وعليها ألا تلومنا بعد ذلك إن بحثنا عن مصادر أخرى للسلاح وللدفاع والاطمئنان، لأننا بجوار دولة صعبة جداً.

وأضاف: “هناك عدة حوادث جعلت رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد يحمل استياءً من الولايات المتحدة، خاصة بعد الهجوم الحوثي الغادر، والاستجابة الأمريكية غير المطمئنة إطلاقاً والتي أثارت غضباً إماراتياً، فأمريكا اختلفت علينا كثيراً.

الملف السوري

الدكتور عبد الله أشار إلى أنه وقبل خمس سنوات كان الرئيس السوري يوصف على أنه “جزار” بالغ في قمعه لشعبه، والوقائع السياسية تقول اليوم أن الأسد جاء ليبقى، فينبغي التعامل معه سياسياً.

واعتبر أن الرئيس الروسي أسس لمرحلة الرجل القوي، وهذ ظاهرة غير صحية في العلاقات الدولية، معتقداً أن بوتين أخطأ خطأً كبيراً بغزو أوكرانيا، وهذا الأمر سيؤدي لإضعاف روسيا.

كما وصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأنه أبرز زعيم عالمي، فلا يوجد عاصمة غربية إلا وتفتح له أبوابها، أما الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، فهو لا يستسيغه لا من قريب ولا من بعيد.

الدكتور عبد الخالق أشار إلى أن مجتبى علي خامنئي هو من أكثر الشخصيات التي لا يعرف عنها الكثير، فهو يعرف بأنه رجل الظل، ويقال بأنه يتحكم بالنظام الإيراني.

وفي حديثه عن الشيخ راشد بن سعيد حاكم إمارة دبي السابق، وصف بأنه رجل فذّ وهو الأب الروحي الحقيقي لدبي الحديثة، أما الشيخ محمد بن راشد فهو باني دبي العالمية، وهما امتداد لسلالة آل مكتوم، وهي السلالة التي أسست دبي ويعول عليها لنقل دبي لمراحل واعدة مستقبلاً.

وكشف الدكتور عبد الخالق عبد الله، أن أكبر ثمن دفعه خلال مسيرته، هو لحظة غضب من الشيخ زايد مؤسس دولة الإمارات على مقال كتبه في السابق، وهذا الأمر أثر فيه كثيراً.

وفي ختام لقائه، أسف الدكتور عبد الله لوقوع لبنان ضحية هيمنة حزب الله الذي يتحكم بالبلد، معتبراً أن الأزمة في لبنان عميقة، وستسمر في حال استمرار هذا الحزب في السيطرة على لبنان، فهو لم يجلب إلا الخراب، وبقاؤه يعني مزيداً من الخراب على لبنان.